أخبار ليبيااهم الاخبار

“فاطمة الشفاء” أول وآخر ملكة ليبية

الثالث من أكتوبر هو موعد الذكرى التاسعة لوفاة ملكة ليبيا الأولى والأخيرة "فاطمة أحمد الشريف" في مصر عام 2009

هي ابنة السياسي والمناضل الكبير “أحمد الشريف السنوسي” وزوجة مؤسس الدولة الليبية “إدريس السنوسي” وحفيدة مؤسس الطريقة السنوسية “محمد بن علي السنوسي” وهي شخصيا، كانت ملكة ليبيا الأولى والأخيرة في العصر الحديث

السيدة فاطمة السنوسي، التي ولدت في عام الحرب 1911 في مدينة الكفرة، ونشأت هناك حتى بلغت السابعة عشر من العمر، ثم تزوجت من ابن عمها إدريس السنوسي عندما كان أميرا لبرقة في عام 1934 وانتقلت للعيش معه في مصر

تحملت الملكة فاطمة الهموم مبكرا، فقد تكبّدت عناء السفر إلى مصر فوق ظهور الإبل، وعاشت الغربة والفقر والتقلبات الحياتية مع زوجها حتى تمكن ومن معه من نيل الاستقلال وتأسيس الدولة الليبية الحديثة

السيدة فاطمة الشريف أو فاطمة الشفاء كما كان يناديها الكثيرون في ذلك الوقت، كانت لبقة في الشكل والحديث والملبس، وكل من عرفها تحدث عن طيبتها وأخلاقها وطريقة استقبالها للضيوف وكرمها البالغ، إضافة إلى هذا، فقد مارست دورها الدستوري كملكة ليبية على أكمل وجه، وقامت بالعديد من الأعمال الاجتماعية والخيرية المتميزة التي جعلت الأهالي يحبونها ويحترمونها حتى هذه اللحظة

وكان الملك إدريس قد تزوج قبلها ثلاث مرات من أجل إنجاب ولده، لكن كل أطفاله كانوا يموتون في المهد آخرهم كان عام 1953، بعد ذلك في 1955 تزوج من السيدة “عالية لملوم” من أجل أن يُرزق بالوريث الذي لم يستطع إنجابه، لكنه لم يلبث حتى طلّقها واحتفظ بزوجته الأولى، ومن ثم قررت الملكة فاطمة تعويض نفسها وزوجها بتبنّي ابن شقيقها “عمر”، ثم قامت بتبني الطفلة “سليمة” التي فقدت أهلها أثناء الحرب الجزائرية الفرنسية

لم تدخل الملكة فاطمة في كثير من الجدل أو الخلافات، وعندما سافرت مع زوجها في المنفى بعد انقلاب 69، لم يكن لها ولا للملك أي ثروة مالية رغم حكمهم الذي دام نحو 18 عاما كاملة، ولم تجد حتى حق الرجوع إلى ليبيا وبقيت حبيسة المنفى بقية عمرها

توفيت السيدة فاطمة في مثل هذا اليوم 3 أكتوبر في مكان إقامتها بالقاهرة عام 2009 وعن عمر يناهز 99 عاما، بعد أن عاشت حياة حافلة ومتغيرة ومتقلّبة، فقد ولدت في ظروف قاسية وحرب عالمية ثم سافرت وتزوجت في عمر صغير وعاشت توتر مرحلة الحرب العالمية الثانية وكواليس ما قبل الاستقلال، وكانت شاهدة على التغييرات الجذرية الكبرى ليس في ليبيا فقط وإنما في عدد من دول العالم آنذاك.

وبعد ذلك نالت أعلى درجة يمكن أن ينالها مواطن آخر، فصارت ملكة الدولة الناشئة التي ذهبت خطوات مميزة نحو الحضارة والتقدم، لكنها لم تلبث حتى نُفيت عن بلادها هي وزوجها وماتت وحيدة مثله، من دون التقدير الذي استحقوه طوال حياتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى