المرأة

فاطمة أيوب.. مرشدة تُقدم نصائح للتعامل مع الأطفال وقت الحروب

ينشأ الكثير من الأطفال في معظم أنحاء العالم في أجواء من العنف والإرهاب والنزاعات العسكرية. ولهذا يمكن أن تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة الملحة حول الحروب وأسبابها وموقف الإنسان منها.

ويمكن لهذه الأسئلة والأفكار أن تؤثر كثيراً على نموهم ونظرتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم، ولا غرابة أن يطرحوا في زمن الحروب أسئلة معقدة وصعبة، وعليها حاولت أن تجيب المرشدة النفسية والاجتماعية، فاطمة لينا أيوب.

الحماية

مما يقلق الآباء والمربين، بحسب الاختصاصية، هو كيفية حماية صغارهم من التأثيرات الضارة لكل هذه الأحداث، فنجد الآباء يسألون عن الطريقة المثلى للتعامل مع الأبناء في هذه الظروف الصعبة.

وتختلف ردود أفعال الأطفال على أخبار الحروب والنزاعات والصور المرافقة لها بسبب عوامل كثيرة مثل عمر الطفل وشخصيته والتجارب التي مر بها في حياته وعلاقته بمن حوله كالوالدين وغيرهما.

ويمكن لشخصيته وطبيعته أن تؤثرا أيضًا على تفاعله مع الأحداث، فبعض الأطفال أكثر عرضة للخوف والقلق بسبب طبائعهم، ولهذا يحرك عندهم الخبر الخطر الشعور بالاضطراب.

ومن أكثر ما يشغل ذهن الأطفال، هو الخوف من الابتعاد عن الوالدين ومفهوم الخير والشر وخشية العقاب. وقد يسأل الصغير عما إذا كان سلوكه حسنًا أم سيئًا ،معتقدًا أن الحرب قد حدثت في مكان عيش بعض الأطفال كما يشاهد في أخبار التلفزيون لأن سلوكهم لم يكن حسنًا وأنهم يعاقبون على ذلك.

مؤشرات تأثر الأطفال بالحرب

عن هذا تقول “أيوب”: من هذه المؤشرات تراجع الطفل وعودته إلى سلوك طفولي كان تجاوزه مثل الخوف من النوم بمفرده والتبول اللاإرادي وامتصاص الإصبع ومنها أيضًا:

– التعلق الزائد بأحد والديه أو بكليهما وشعوره بالقلق إذا ابتعد عنهما وإن لوقت قصير.

– الانطواء الشديد الذي لا ينسجم مع طبيعته.

– اضطرابات النوم والكوابيس الليلية.

– التعلق الوسواسي القهري بأمور الحرب كتكرار الاسئلة المتعلقة بها.

– الخوف من أمور لم يكن يخشاها في السابق كالظلمة والليل.

– السلوك العدواني مثل الضرب والاعتداء على الأشقاء او غيرهم.

كيفية التحدث مع الأبناء عن الحروب والأزمات

يعتقد الكثيرون، كما تقول الخبيرة، أن التحدث عن الحرب أو القتال أو أي أزمة أخرى إلى الأطفال من شأنه أن يزيد لديهم المخاوف والشعور بالقلق، لكن العكس هو الصحيح علمًا بأن الأمر يتوقف إلى حد كبير على طريقة الحديث والحوار معهم، والأخطر من الحديث المباشر والصريح هو أن يحتفظ الطفل بمخاوفه الخاصة وألا يتحدث عنها إلى غيره.

وكما هو الحال مع المواضيع الأخرى في الحياة، يجب الانتباه للمراحل العمرية المختلفة ولمرحلة نمو الطفل ومدى فهمه واستيعابه للأمور، وبالرغم من أن الأطفال الصغار وحتى الذين بلغوا الرابعة أو الخامسة من العمر يمكن أن يدركوا طبيعة أعمال العنف، إلا أن بعضهم لا يعرفون كيفية الحديث عما يشغلهم ويقلقهم، ولهذا قد يحتاج الأهل أحيانًا إلى أن يبدؤوا هم بالحديث مع أبنائهم عن مشاعرهم تجاه هذه الأحداث، ما يسهل على الصغار الانفتاح وكشف ما يشعرون به.

ويمكن أن يبدأ الوالدان بسؤال الطفل عما يمكن أن يكون قد سمع من أخبار أو عن رأيه فيما يجري من أحداث، وعلى الأهل الامتناع عن إلقاء المحاضرات على الأطفال حتى يتعرفوا أولاً على الأمور المهمة التي تشغل بالهم، فقد تكون غير ما يتوقعونه.

ويمكن الأهل محاولة التوسع في طرح مواضيع أخرى وثيقة الصلة بما يجري كمواضيع العدل والسلام واللا عنف في الحياة، وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات عرض معلومات جغرافية عن منطقة معينة لها صلة بالأزمة الواقعة أو بعض المعلومات التاريخية أو التحدث عن ثقافة وتقاليد مجموعات من الناس أو الشعوب أو الدول، ولا بأس في محاولة ربط موضوع حل النزاعات الدولية مثلاً بحل النزاعات المحلية في البلد الذي يعيش فيه الطفل أو الخلافات البسيطة التي تنشأ بين الأطفال وكيفية حلها بطريقة سلمية.

نصائح بسيطة ومهمة:

1 استمعي دائمًا لما يقوله الطفل.

2 أظهري احترامك له وإن لم توافقيه الرأي.

3 حاولي قدر الإمكان النظر إلى عينيه أثناء الحوار.

4 استغلي الظروف المناسبة لشرح بعض الأفكار الأساسية .

5 قولي الحقيقة بلطف.

6 يتعلم الطفل من خلال مراقبة الآخرين فكوني قدوة حسنة له.

7 اقض معه وقتًا مشتركًا وحرًا من دون قيود أو تعليمات.

8 أظهري أنك مهتمة حقًا به.

9 حاولي ألا تنتقديه.

10 شجعيه على التحدث عن مشاعره كأن تقولي له: يبدو أنك منزعج حدثني عما يشغلك”.

11 أعط أبناءك كل انتباهك وتركيزك.

12 ذكريهم بأن لكل منهم مكانة خاصة لديك.

13 شاركيهم أفكارك كأن تقولي لهم :”أنا أشعر… أنا أرى…”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى