أخبار ليبيا

غابات الوسيطة على وشك أن تصبح  “في خبر كان”

خاص

بعد سنوات من سقوط النظام السابق، وانهيار المنظومة الأمنية المرتبطه به في كافة أنحاء البلاد، حصلت العديد من التجاوزات والتعديات على المواقع الأثرية والمحميات الطبيعية في ليبيا.

غابات الوسيطة الطبيعية، الممتدة لمساحات شاسعة، تعدّ من أهمّ الغابات المتنوعة في غطائها النباتي داخل منطقة الجبل الأخضر، وفيها العديد من العيون الجوفية العذبة، والشلالات الصغيرة، بالإضافة إلى أنها تعدّ موطنا مهمّا لأشجار الشماري، فهناك فقط في الوسيطة يمكنك أن ترى غابات كثيفة من الشماري، ممتدة على مساحات واسعة من الجبال المتعرجة.

تلك المنطقة التي يمكنك أن ترى فيها أجمل المناظر الطبيعية، تكوّنت بشكل طبيعي تحت ظروف مختلفة، واستطاعت أن تبقى وتجدّد نفسها، رغم مرورها بعدّة تغيّرات مناخية سيئة، خلال العصور الماضية.

اليوم؛ ورغم مقاومتها لكلّ الظروف، والتغيّرات المناخية الماضية، أصبحت الوسيطة مهددةً بأن تكون في خبر كان، وذلك بعد الاعتداءِ عليها، وجرف معظم أراضيها، والسبب وراء بداية زوالها المحتوم، ليست العوامل الطبيعية، والتغيّرات المناخية، التي استطاعت أن تقاومها لعشرات السنين، ولسوء القدر فإن الإنسان هو من يقف وراء تدميرها، وقرب زوالها.

فتسابق على تقسيم غابات الوسيطة بين بعض العائلات بحجّة ملكيتها، أو ما يعرف لدينا في ليبيا بجملة “هذا وطنا” أو ” هذا وطن جدّنا فلان”، بالاستناد إلى هذه الجملة بكل ما تعنيه وتحمله من عادات وتقاليد بالية، سوف يخسر الجبل الأخضر أهمّ شريط نباتي يحميه من التغيّرات المناخية في السنوات القادمة.

صدّ الغزو البشري غير المشرعن على تلك المنطقة أصبح إيقافه من شبه المستحيل، في ظلّ تخاذل الجهات الأمنية المختصة بحماية المنطقة، والتي يقع على عاتقها الحفاظ على الأراضي، سواء كانت محميات طبيعية أو أراضٍ زراعيّة، من الاعتداءات المتكرّرة .

لو استمر الوضع الحالي بالجبل الأخضر، وفي منطقة الوسيطة

بالتحديد، كما هو عليه الآن، فمعنى ذلك أنّ النظام البيئي الليبي مهددٌ بالكامل، خاصّة إذا ما علمنا أنَّ 50% من مجموع النباتات المتوطّنة في ليبيا موجودة في الجبل الأخضر، إذاً هذا يجعلنا ندقّ ناقوس الخطر لأجل إيقاف هذه الكارثة، وصون ما تبقّى من التنوع النباتي الحيوي في بلادنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى