مقالات مختارة

عبيد إسرائيل، وعبيد ليبيا

توفيق أبو شومر

استيقظ المتابعون للإعلام العالمي، يوم 19-11-2017 في معظم القنوات التلفزيونية الإخبارية على خبرٍ غريبٍ من ليبيا، الخبر يقول: انتشار أسواق العبيد في ليبيا، في المدن الآتية: صبراته، زواره، غدامس، سبها، أشارت التقارير إلى أن في ليبيا تسعةَ أسواقٍ لبيع عبيد إفريقيا، من المهاجرين الهاربين من الفقر في جنوب القارة الإفريقية، ممن وصلوا إلى ليبيا، كانوا يُخططون لركوب البحر، والهجرة إلى دول أوروبا، ليعيشوا حياة جيدة.
تقول الأخبار: إن سعر العبد أربعمائة دولار، يُسخَّر العبيدُ للعمل في البيوت والمزارع، دون أجر، كما كانت الحالُ في عصور العبودية الأولى.
وفي خبرٍ موازٍ، نشرته صحيفة، هآرتس العبرية، يوم 20-11-2017:
«وافق المجلس الوزاري المصغر، على اقتراح وزير الأمن، آفي ديختر، ووزير الداخلية، أريه درعي، على إغلاق معسكر، (حولوت) !!
معسكر، حولوت، هو مركز احتجاز المهاجرين من إفريقيا إلى إسرائيل، عبر الحدود المصرية، يقع هذا المعسكر جنوب غربي مدينة، بئر السبع، قريباً من الحدود المصرية، تكلفة بناء هذا المعسكر 323 مليون شيكل، بالإضافة إلى تكلفة التشغيل، مائة مليون شيكل.
هذا المعسكر يُحتجز فيه آلافُ المتسللين (العبيد)!! من إفريقيا، ولا يسمح لهم بمغادرته.
يصف أحد المحتجزين، العبيد حالة المعسكر، يقول: «نشرب ماء ملوثا، نحيا في وسط الغبار، نشتمّ روائح روث الحيوانات، لقد كان اليهود عبيدا في مصر الفرعونية، وها نحن، الأريتيريين، نُحس مثلهم بالعبودية» صحيفة تايمز أوف إسرائيل 12-4-2017.
لم ينته خبرُ، مركز، حولوت، بتحرير العبيد فيه، والسماح لهم بالإقامة والعمل في إسرائيل، بل بدأت خطة عبودية أخرى، وهي ضمن قرارات المجلس الوزاري المصغر:
«سيجري ترحيل (عبيد معسكر، حولوت) إلى بعض دول إفريقيا، على أن تدفع إسرائيل للدولة الإفريقية التي ستستوعب العبيد مبلغا من المال، بالإضافة إلى تذاكر السفر، فقد اتفقت إسرائيل مع دولة، روندا الإفريقية، على أن تدفع إسرائيل ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار أميركي، لدولة روندا عن كل (عبدٍ) يُسمح له بالبقاء فيها، أما الرافضون والهاربون من الترحيل، فسوف يجري اعتقالهم، وسجنهم!!» صحيفة هآرتس
20 -11-2017.
طاردتْ منظماتُ حقوق الإنسان الأممية، وجمعياتُ الحقوق والقانون في العالم كلَّ الدول التي منعتْ المهاجرين، السوريين، والعراقيين، والفلسطينيين، من دخول أراضيها، لأن قوانين الحقوق تعطي المهاجرين الحق في اللجوء إليها، إلَّا إسرائيل، فهي الدولة الوحيدة المُستثنَاة من التغطية الإعلامية، والناشز على كل القوانين والمواثيق الدولية!!
لن أتحدث عن الفلسطينيين، (عبيد) الاحتلال، ممن يعيشون في أسوأ احتلالٍ في التاريخ، حيث يعيشُ عبيدُ فلسطين في المعازل، محاطين بالجدران والأسلاك، يهدمُ المحتلونَ بيوتَهم، ويطردونهم من أرضهم، في سوسيا الخليل، وفي القدس، وفي الغور….
أما عن عبودية العامل الفلسطيني، فهي أبشع أنواع العبودية في العالم، فالفلسطيني مجبرٌ على أن يعمل في بناءِ مستوطنةٍ، خشبُ أسوارها من شجر أجداده، وتأسيسِ بيتٍ لمستوطنٍ غازٍ، قَدِم من أقاصي الأرض، من حجارةٍ اقْتَطَعَها من جِبالِهِ ، وأن يزرعَ، الأفوكادو على أنقاض دالية عنبه، وأشجار تينه. وأن يعصر زيتونَ أرضه على مائدة محتليه!!
للأسف، إنَّ (عبودية) المحتلين لم تُبرمج ضمن وسائل إعلام العالم، لقصور أدائنا الإعلامي، ولانشغالنا بمشاكلنا وأزماتنا، فالبرمجة الإعلامية المعتمدة في العالم هي فقط، الفلسطيني الإرهابي، والعربي تاجر الرقيق!!

……………….

الايام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى