اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

عامان على رحيل رفيق العود والخيمة

محمد احفيظة

أول ما نشر خبر وفاة الفنان الراحل محمد حسن تاريخ 17 ديسمبر 2017 عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لم يكن وقتها مفاجئا بالنسبة لي لأنه قتل عشرات المرات من قبل بعض المغردين الباحثين عن أكبر عدد من الإعجابات على أكاذيبهم وهو حي يرزق.. ولكن عندما دونت الأقلام الصحفية الكبيرة الموثوق في مصادرها وتأكد الخبر وقرأت العاجل على شاشة “218 نيوز” هنا سمعت وقوع “وثق الخيمة” الشامخة التي نسمع من خلالها أعذب الألحان وأجمل الكلمات، تذكرت سؤال تم طرحه علي في حوار أجري معي في منتصف عام 2017 لصحيفة “برنيق” وهو من الذي تتمنى ان تحاوره، قلت وبكل حب وتمني، الكبير محمد حسن.

الموسيقار لم يرحل بصمت بل غطى رحيله حتى على الأحداث السياسية المهمة يومها، وأشغل صفحات التواصل الاجتماعي وايضاً الشاشات والإذاعات المسموعة والمواقع الالكترونية، وكان يرافق كل منشور عن وفاته مطلع أو بيت شعر من أغانيه الخالدة في الأذهان.

ها هي الذكرى الثانية لرحيل الموسيقار محمد حسن تمر والحديث عنه وعن تاريخه الكبير لم يتوقف هو رمز مهم في تاريخ الموسيقى الليبية والمغاربية، فهو من حافظ على مكانته في الصدارة خلال عقود من سنوات من مشواره الفني الذي ابتدأ بانضمامه للمجموعة الصوتية في فرقة الإذاعة، وضمن كورال الفنان حسن عريبي، لينطلق بعد ذلك مطربا وملحنا يصعب أن يصنف أو يقارن.

وتميز حسن بجديته في انتقاء كلمات ألحان والبحث عن كل ما هو جديد ومختلف، فهو أول من أدخل آلة الربابة في الأغنية الليبية فهي آلة معروفة في دول المشرق العربي.

ولكن من خلال أغنية “عاتب عليك وخاطري واجعني” ضمن ترؤس الآلات الموسيقية في ألحانه. ويعتبر محمد حسن أول فنان ليبي تنقل بين بلدان العالم وأحيا حفلات في المغرب العربي وأوروبا وأول فنان ليبي يقف على مسرح قرطاج بتونس وفي ذلك الوقت اشترط دخول الجمهور مجانا. وتحصل وقتها على تكريم بوسام الجمهورية منحه إياه زين العابدين بن علي الرئيس التونسي السابق.

تغني اغلب مطربين العرب بألحانه مثل، ورده، سميرة سعيد، لطيفة، رويدا عطية، ذكرى محمد، عمر العبداللات، نادية مصطفي، عليا بلعيد، غادة رجب، ناهيك عن المطربين والمطربات الليبيين الذين يفتخروا اليوم بشرف التعاون معه.

محمد حسن صنع للموسيقى الليبية تاريخ كبير وترك مكتبة ذات قيمة عظيمة ومدرسة الأجيال القادمة في الموسيقى، هنا وصلت رحلة نغم محطاتها الأخيرة.. ولكن رحل جسد رقيق العود والخيمة، أما عن روحه فهي موجودة صوت وإحساس لا يغيب عن مسامعنا.

زر الذهاب إلى الأعلى