أخبار ليبيااهم الاخبار

“طعام وقمامة” أقل و “بذخ غامض”.. ليبيا تتبدّل

218TV.net خاص

أسوة بدول عدة حول العالم، فإن ليبيا قد شهدت تحولات وتبدلاً كبيرا في السنوات الأخيرة، وهو أمر أسهم في “تكسير” العديد من “العادات الليبية” التي ظلت طيلة عقود كأنها “عبادات” لا مفر منها، إذ مع الصعوبات الاقتصادية الهائلة التي تعيشها ليبيا، أقبل الليبيون على تغيير ثقافاتهم نحو “معايير تقشفية” حفاظا على سيولة لا تأتي غالبا، وإن حضرت فإن غول الغلاء يبتلعها في لحظات، لكن في إطار المشهد الليبي اليوم يمكن القول إن مظاهر بذخ غامض لا تزال “سيدة الموقف”، وإن أصبحت على نحو أقل، إذ تتطاير صور و “بوستات” تُظْهِر وكأن الأزمة لم تقع.
إلى جانب “البذخ الغامض” الذي لا يُذاع له سر، فيما تبتلع موجات الغلاء أي مدخرات سابقة، فإن الليبيين باتوا يُقْبِلون على الاحتفاظ بالطعام إلى اليوم التالي لتناوله، إذ كانت هذه العادة شبه نادرة في ليبيا، فيما أصبحت مستوعبات القمامة بـ”حمل أخف”، حيث لم تعد تستقبل “الطعام المهدور” بـ”كميات كبيرة” كما كان يحصل في سنين ماضية، إذ يحاول قطاع عريض من الليبيين “شد الأحزمة” وسط انطباعات تشاؤمية تقول إن ما حصل في ليبيا من أزمات ليس سوى رأس جبل الجليد، وأن القادم على وقع “الصراعات والانقسامات” يمكن أن يكون أشد سوءاً، وهو أمر يتأهب له الليبي بـ”الانقلاب” على عاداته.

 

هذا في الصورة الانطباعية، لكن أوساطاً ليبية نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تلفت إلى أن الليبيين بصورة عامة أحسوا بالأزمة لكن الانتقال إلى “نمط استهلاكي جديد” ليس أكيدا أو ثابتا، فموائد الليبيين لا تزال عامرة بالبذخ، وأن هدر الطعام لا يزال “عادة أصيلة” لدى عائلات ليبية كثيرة، رغم أن ثمن كيلو الفلفل الأخضر وصل قبل أسابيع إلى عشرة دنانير ليبية، وأن متوسط كلفة طبخة “مبكبكة” باتت تصل إلى نحو 25 دينار ليبي.
تتساءل أوساط ليبية عن صور “البذخ الليبي” فرغم قلته إلا أن نشر الصور والتباهي فيها هو إساءة لقطاع عريض من الليبيين يعيشون تحت الحد الأدنى، فيما العديد من النازحين والمُهجّرين قسرا يعيشون أسوأ ظروفهم، إذ تنتقد الأوساط بذخ “الولائم والأعراس” التي لا تزال عنوانا عريضا يشي بأن ليبيا قد غادرت مربع الأزمة، التي لا تزال تسكن كل بيت في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى