كتَـــــاب الموقع

شبح يقتل الليبيين

عز الدين الفالح

منذُ انطلاق الحملة العسكرية من قبل حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام ألفين وأحد عشر إبان ثورة فبراير التي أطاحت بحكم القذافي الذي استمر لمدة أربعة عقود عجاف، لم تلتفت أي من الحكومات المتوالية لملف مخلفات الحرب وتركته مهملاً، مما جعله يتفاقم.

وبحسب خبراء تزايدت قوة الإشعاعات النووية المتمثلة في اليورانيوم المنضب في المعسكرات والمواقع العسكرية التي كان يستخدمها نظام القذافي آن ذاك ما شكل خطراً على صحة المواطنين.

مؤخراً شُكلت لجنة من قبل الحرس الرئاسي لتفقد المواقع العسكرية، ومدى وجود الإشعاعات النووية في معسكر ال77 بطرابلس، والمفاجئ بحسب الدكتور نوري الدروقي أخصائي قياسات إشعاعية ووقاية من الأشعة فإن هناك مؤشرات قياسية تشير إلى وجود نسبة من اليورانيوم المنضب الذي انتشر في بعض المواقع والأفظع من ذلك أن بعد سقوط الأمطار في عام ألفين وأحد عشر تسللت نسبة من اليورانيوم المنضب إلى المياه الجوفية تحت الأرض.

أنا هنا لستُ بصدد ترهيب المواطن الليبي لكن في نفس الوقت فالأمر خطير للصحة والبيئة ، فلو لاحظنا خلال السنوات الأخيرة الزيادة في نسبة انتشار الأمراض السرطانية فإن الدولة لا بد أن تتخذ إجراء تجاه الأمر.

قدم الخبراء الليبيون الملف كاملاً وبجميع تفاصيله ووضعوا فيه كل مخاطر شبح مخلفات الحرب وما يمكن أن تؤدي إليه من أذية لليبيين.

ومن أهم النقاط التي لفتت انتباهي مطالبة الرئاسي باستجلاب خبراء متن الأمم المتحدة ومنظمة الطاقة النووية كما حدث في العراق والبوسنة والهرسك سابقاً، فهل سيكون نداء فقط أم أنه سيتحول إلى واقع ملمموس.

وإلى متى سيستمر شبح مخلفات الحرب في ليبيا يستمر حتى يأكل الأخضر واليابس؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى