حياة

“شآبيب”.. كيف استشرف أحمد خالد توفيق المستقبل؟‎

“إن التاريخ يعيد نفسه لسبب واحد هو أننا في كل مرة نتوقع أنه لن يعيد نفسه وأن الأحداث ستتخذ مجرى جديدا”.. هذا ما قاله الكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق ذات مرة، وعبر عنه في روايته التي صدرت عن “دار الشروق” في 2018 “شآبيب”.

لن يختلف أحد مع “توفيق” في روايته التي قد تكون عملاً تخيلياً يسير على نهج ملحمة “1984” لجورج أوريل، أو غيرها من الملاحم التي تتحدث عن المستقبل بعين الأديب، لن تبتعد كثيراً عن “يوتوبيا” الكاتب نفسه، فهي تتخيل وضعاً مأساوياً مشابهاً ولكن لا يضم فقط شعبا ولكن أمة بأكملها هي الأمة العربية.

شآبيب
شآبيب

“شآبيب” هي حكايات أمة ضائعة، تترك أرضها إلى أرض جديدة بعد الصراعات التي نراها الآن، ولا يرى لها توفيق مستقبلا آخر سوى الشتات والضياع، فيبدأ الجزء الأول بعام 2023 وهو المستقبل القريب الذي نراه مرعباً لمجرد قربه، حيث يتعرض العرب في بلاد المهجر الأوروبية للاضطهاد كما تعرض اليهود من قبل طوال تاريخهم في القارة العجوز، وهو ما نراه يحدث الآن ونسميه بالإسلاموفوبيا، ويتخيل المؤلف في الجزء الثاني من ملحمته ما يمكن أن يؤول إليه الأمر.

في العام 1917 حل “بلفور” الأزمة بالظلم ومنح اليهود أرض فلسطين بوعد غاشم، والآن منح الأوروبيون العرب المضطهدين أرضاَ ليعيشوا فيها، ولكن الأزمة عندما يعرفون أن لهذه الأرض شعب يسكنها، كما داهم الأمريكيون الهنود طوال القرن السابع عشر وما يليه.

التاريخ يعيد نفسه، وأحمد خالد توفيق يقرأ من التاريخ ليستشرف المستقبل، فيعرض لنا كيف يمكن أن يظلم المظلوم، وكيف يمكن أن يتحول من ضحية إلى جاني، وكيف أن الظلم لن ينتهي سوى بسلسلة طويلة من الظلمة والمظلومين.

“شآبيب” هو اسم الأرض التي منحت للعرب المضطهدين في أوروبا من خيال “العراب”، وهي أرض الصراع الجديدة, ولكن ما صنع “شآبيب” ليس “توفيق” ولكن الظلم والجهل والفقر الذي يعيشه العرب طوال تاريخهم الطويل.. فهل نراها حقيقة في موعد توفيق المستقبلي.

الكاتب أحمد خالد توفيق فراج، ولد في 10 يونيو 1962 وتوفي في 2 أبريل ، 2018 وهو طبيب وأديب مصري، ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ويلقب بالعراب.

زر الذهاب إلى الأعلى