أخبار ليبيااهم الاخبار

سيف القذافي.. “ضجيج كثير” و”قدرات قليلة”

218TV| خاص

الإعلان عن إطلاق سراح سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي قبل نحو عام من سجنه في مدينة الزنتان شكّل ضجة سياسية وإعلامية لم تتوقف “هزّاتها” حتى اليوم، إذ لم يظهر سيف الإسلام على مدى عام لا صوتا ولا صورة، وسط تساؤلات عن “المكان الآمن” الذي يقبع فيه سيف الإسلام حتى الآن، و “الخلية الوفية” التي تتولى حراسته وتأمينه إلى الحد الذي لم يسمح حتى الآن بتمرير صورة له، ولو على شكل “سيلفي عفوي”.

أنصار الرجل، “الأوفياء” بدورهم لنظام والده الذي قال الليبيون كلمتهم بشأنه في فبراير 2011، يروجون بكثافة منذ إطلاق سراحه إلى قرب عودته إلى الساحة السياسية ل”وراثة” نظام والده الذي أصبح أثراً بعد عين، لكن اللافت في اليومين الماضيين أن صحف دولية لها موثوقية أصبحت تتناول موضوع سيف الإسلام القذافي، وهو ما ينقل ملف سيف الإسلام من دائرة “أمنيات الأوفياء” إلى دائرة “البحث الجدي” في أن يكون لسيف الإسلام حضور ما في المشهد السياسي الليبي، ولو على شكل “دور في مصالحة داخلية.

إذا جرى اختبار حضور من هذا النوع، فإن المحلل يذهب سريعا إلى فحص امكانية أن يضطلع سيف الإسلام ب”خدمة” من هذا النوع، بعيدا عن “الضجيج الكثير” الذي يرافق ملفه منذ اعتقاله، فسجنه مرورا بإطلاق سراحه، حجب امكانية أن يناقش الليبيون “قدراته” بعيدا عن “ولاء وعداء” الليبيين له، إذ لا تتوفر معلومات دقيقة عن مدى استجابة أطراف ليبية ل”الاتصال والتواصل” مع سيف الإسلام، وما إذا كان مقبولاً أن يظهر سيف الإسلام على قاعدة “عفا اللى عما مضى”.

سيف الإسلام

من حيث القدرات تُذكّر شخصيات ليبية وازنة أن سيف الإسلام كان يجلس مع شخصيات ليبية عدة ساعات وهو يُنظّر عن قدراته ونفوذه، لكن ما أن يجلس أمام العقيد حتى يكتشف أنه غير قادر على مفاتحة والده ب10% مما وعد به خارج الخيمة، وأنه لا يستطيع أن ينتزع من والده سوى “الشكليات والقشور” نحو نظام سياسي أقل “دموية وقسوة”.

في موضوع القدرات أيضا تُذكّر الأوساط نفسها بخطاب سيف بعد اندلاع ثورة فبراير، إذ يقول عارفون إن هذا الخطاب تغير 180 درجة عن مضمون الاتصالات التي أدارها سيف قبل الخطاب لتأمين تهدئة للموقف، إذ يُقال أن سيف خضع لتهديد والده وأشقائه إن غّرد خارج السرب، وهي رواية تحتاج إلى توثيق ولا يمكن التحقق منها، لكن مجريات الأحداث اللاحقة تؤكدها.

في مشهد الهروب من العزيزية اتضحت لليبيين “قدرات سيف” بعيدا عن “التمويه والمواربة” فارتباك الرجل وقتها وهو يدعو الصحفيين إلى مرافقته في جولة داخل طرابلس يكشف “هشاشة سيف”، فالرجل فعليا كان يقول بلغة مُشفّرة أنه خُدِع، وإن والده و “رجال الظل” حوله لم يخطروه بخطوة الهرب من العزيزية، ولم يأخذوه معهم، وهو ما يعني أن سيف الإسلام لم يكن أكثر من “ظاهرة صوتية وإعلامية” ليس لها أي تأثير على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى