أخبار ليبيااهم الاخبار

سلامة “قلق” في إحاطته الرابعة

بعد شهرين من إحاطته السابقة أمام مجلس الأمن، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إنه آن الأوان لطي صفحة تعديل الاتفاق السياسي.

وقال سلامة، الاثنين، في إحاطة أمام مجلس الأمن بشأن الأوضاع في ليبيا، إنه مع التركيز على الانتخابات هذه السنة، فإنه لا أهمية لتعديل الاتفاق، مضيفا أن الأمم المتحدة تجري مشاورات مع أكبر عدد ممكن من الليبيين لوضع جدول زمني حول إجراء الاستفتاء أو الانتخابات الوطنية، مبينا أنه بحلول يونيو القادم ستنتهي اجتماعات الملتقى الوطني لتعلن الأمم المتحدة نتائجها بشكل نهائي.

الانتخابات

ورأى سلامة بضرورة تهيئة الظروف المواتية لتنفيذ الانتخابات، والقيام بجولة جديدة لتسجيل الناخبين والالتزام المسبق بقبول النتائج وتوفير الأموال اللازمة ووجود استعدادات أمنية قوية.

وفي هذا الإطار، دعا المبعوث الأممي مجلس النواب إلى الإيفاء بوعده من خلال إصدار قانون انتخابي ينظم الاستحقاقات الانتخابية بجميع أشكالها بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة، مبينا وجوب أن تصدر هذه القوانين على نحو يجعلها مقبولة لدى غالبية الشعب.

المؤتمر الجامع

وعن المؤتمر الجامع، أكد المبعوث الأممي أن 27 منطقة في ليبيا شهدت محافل وحوارات ضمن الاستعدادات لعقد المؤتمر الجامع، وبذلك اجتمع الليبيون بكافة أطيافهم وشرائحهم للدخول في الحوار السياسي، العديد منهم يخوضون التجربة للمرة الأولى بحماسة غير متوقعة.

وأشار سلامة إلى ان سلسلة اللقاءات هذه تمثل المؤتمر الوطني الجامع، فهي ليست بمنتدى يقتصر على نخبة مختارة، وإنما يضم الجميع. وفور انتهاء هذه اللقاءات في أواخر شهر يونيو، سوف تجمع نتائجها وتعرض أمام محفل خاص ينظم في ليبيا فضلاً عن تقديمها أمام هذا المجلس.

الدستور

وقال غسان سلامة إن آراء الليبيين متباينة بشكل كبير تجاه مسودة الدستور الحالية، مضيفا أن هناك من هو غير مقتنع بنصوص المسودة ويدعو إلى التعديل أو العودة إلى الدستور السابق أو يدعو إلى ضمانات معينة مع الإصرار على أنه في حال لم يتم ذلك، فإنهم سوف يعارضون تنظيم الاستفتاء بقوة.

وأكد سلامة أن اعتماد دستور يشكل محطة مفصلية في تاريخ الدول. ولا ينبغي أن يصبح سبباً للمزيد من الانقسام والتناحر والاحتقان. وقال “البعثة سوف تختتم مشاوراتها مع أوسع نطاق ممكن من شرائح الشعب الليبي من أجل تحديد الآجال الزمنية المناسبة الكفيلة بتمكين الشعب من التعبير بصورة ديمقراطية عن إرادته سواء عبر الاستفتاء أو الانتخابات الوطنية”.

2469 هو مجموع عدد الأهداف المسجّلة في التصفيات.

الاتفاق السياسي

وأشار سلامة إلى أن الأطراف الليبية غير مستعدة لتقديم التنازلات اللازمة من أجل تعديل الاتفاق السياسي، وقال “آن الأوان لطي هذه الصفحة. إذ أنه من خلال التركيز على إجراء الانتخابات هذا العام، تتراجع بسرعة أهمية تعديل الاتفاق، مع ذلك، علينا أن نطالب المجلس الرئاسي في الأشهر الأخيرة المتبقية من فترته بأكثر من ذلك من حيث الإعداد بشكل جدي للانتخابات وتقديم الخدمات للشعب”.

درنة

مدينة درنة
مدينة درنة

وعبّر المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، عن قلقه بحال انتقلت العمليات العسكرية إلى المناطق المأهولة بالسكان في درنة، وقال إن المدنيين سكيونون حينها في خطر أكبر.

وناشد سلامة، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن، جميع الأطراف أن تمارس ضبط النفس وأن تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، داعيا الأمم المتحدة أن تعمل جاهدة لمعالجة الوضع الإنساني وأن تتحضر في حال تفاقم النزاع، وأن تطالب جميع الفاعلين بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.

سبها

وبشأن الأوضاع في سبها، ذكر سلامة أن الاشتباكات المسلحة فيها أدت إلى ارتفاع عدد القتلى، بما في ذلك العديد من الخسائر في صفوف المدنيين. معتبرا سبها مصدرا حقيقيا للقلق بصفة خاصة لأن العديد من اتفاقات وقف القتال تم انتهاكها، وثمة خطر كبير بأن تتفاقم هذه الاشتباكات لتصبح نزاعا عرقيا، ولأن هذا النزاع يحتمل أن يصبح نزاعاً إقليمياً، نظراً لأن المجموعات المسلحة القادمة من العديد من الدول المجاورة قد حوّلت بسهولة ذلك الجزء من ليبيا ليكون ساحة معارك بديلة لها.

وأيد المبعوث الأممي إجراء مفاوضات سريعة بين ليبيا وجيرانها في الجنوب، مؤكدا استعداد البعثة لتيسير ذلك إذا ما دعت الحاجة، لافتا إلى أن قضية سبها تبين ضرورة أن تعمل ليبيا مع دول الجوار في الجنوب لتأمين حدودها وحل مسائل الاتجار بالبشر وتدفقات المقاتلين وتهريب السلع.

الزاوية

واعتبر سلامة نجاح إجراء الانتخابات البلدية في الزاوية، بداية سلسلة من الانتخابات البلدية التي ستجري في جميع أنحاء البلاد، ذاكرا أن الأمم المتحدة قدمت الدعم لهذه الانتخابات، سياسياً ومادياً، كما سنعمل في الانتخابات المقبلة.

تاورغاء

مخيمات اهالي تاورغاء في قرارة القطف
مخيمات اهالي تاورغاء في قرارة القطف

وتطرق سلامة إلى الحديث عن نازحي تاورغاء، وقال إنهم منعوا قسرا من العودة إلى مدينهم في الأول من فبراير، واضطر كثيرون للبقاء في العراء وتحت المطر وتحت أشعة الشمس وقامت وكالات الأمم المتحدة بالكثير من أجل مساعدتهم على تحمّل هذه الظروف، مؤكدا أن البعثة ما تزال تدفع نحو تنفيذ اتفاق 2016 بين تاورغاء ومصراتة.

المجموعات المسلحة

ورأى سلامة أن استمرار تأثير المجموعات المسلحة على السياسة والاقتصاد أمر خطير، وثمة خطورة من توسعه ما لم تتم مقاومته، كما ينعكس مؤخراً في قرار متنازع بشأنه صادر عن حكومة الوفاق الوطني يقضي بمنح صلاحيات لمجموعة مسلحة لا يمكن أن تكون إلا لدولة ذات سيادة.

ولفت إلى أن البعثة وضعت استراتيجية جديدة لمساعدة ليبيا على التعامل مع المجموعات المسلحة، وتم الانخراط في مناقشات مباشرة مع المجموعات المسلحة بالتشاور الوثيق مع الحكومة، مبينا أن المشاورات مع السلطات الليبية في مراحلها الأخيرة من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية وصياغة خطة لتنفيذها، مشيرا إلى أن الخطة لن تُنهي المجموعات المسلحة غدا ولكنها ستساعد في بدء هذه العملية الطويلة بشكل جدي.

نهب الأموال

وقال غسان سلامة إن غياب معالجة الدعم حكومي، والفارق بين سعر الصرف الرسمي للدينار والسوق السوداء، وتجارة البشر والتبادل التجاري غير المشروع للسلع، توفر فرصاً للقلة القليلة المتسببة في حالة الجمود السياسي في ليبيا، حيث تنهب خزائن الدولة وتقاوم أي أعمال قد تتحدى اقتصادها القائم على النهب، مشددا على أن هذا هو النموذج الاقتصادي المنحرف ينبغي تفتيته إذا ما أردنا إحراز تقدم مُجدٍ في العملية السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى