أخبار ليبيا

سلاحان في أيدي الليبيين.. لـ”الدعاية الانتخابية”

218TV|خاص

ينمو حديث في الداخل الليبي عن ملف الانتخابات الذي جدّد العالم وعده بشأنها لليبيين على أن تجري متزامنة “رئاسية وبرلمانية” ربيع العام المقبل، فيما كان الليبيون قد وُعِدوا بإجرائها مع حلول العاشر من شهر ديسمبر المقبل اعتمادا على تفاهمات مؤتمر دولي عُقِد في فرنسا بخصوص أزمة ليبيا في شهر مايو الماضي، لكن سرعان ما اتضح للعالم ولليبيين بعد أسابيع قليلة من “لقاء الإليزيه” أن هذا الموعد ليس سوى “حبراً على ورق”، وأن الليبيين وحدهم الذين يريدون انتخابات بأقرب وقت ممكن لإقصاء ساسة لم يفعلوا شيئاً أكثر من الصراع على “مكاسب ومغانم”.

في الطريق إلى الانتخابات التي لا يُعْرف ما إذا كان العالم جاداً بشأن إجرائها في ربيع العام المقبل أم لا، يكتشف الليبيون أنهم على امتداد خمسة عقود تقريباً لم يُجرّبوا “انتخابات حقيقية” باستثناء انتخابات 2012 التي جرى الانقلاب على نتائجها، فيما لم يكن الليبيون قد طوّروا “ثقافة انتخابية” تسمح لهم بالوصول إلى الرأي العام بـ”حرية وسلاسة”، أو عبر أدوات وآليات عصرية تُسوّق البرامج الانتخابية للمرشحين، فيما ظل الليبيون طيلة السنوات الست الماضية يحاولون الوصول إلى الانتخابات لاختبار ما إذا كانت الأطراف السياسية ستحترم “إرادتهم وكلمتهم” أم لا، فيما يبرز سؤال مهم يتعلق بـ”ثقافة الدعاية الانتخابية” لدى الليبيين، مرشحين وناخبين على حد السواء.

أوساط مواكبة تخشى بسبب “التجهيل السياسي” الذي مورس على الليبيين طيلة عقود عدة حُرِموا خلالها من الأحزاب السياسي، والحراك السياسي الحر، ووسائل الإعلام أن تُعمّم أطراف ليبية متعمدة أخطر سلاحين على الساحة السياسية الليبية حاليا تستخدمهما أطراف مستفيدة من الانقسام السياسي أفقيا وعموديا في ليبيا، فأخطر ما يُمارَس في ليبيا حاليا هو المواجهة بسلاحي “الشائعة” و”الشتيمة”، إذ يُخْشى فعليا بدافع من العجز السياسي لأحزاب وأطراف عدة أن تكون “الشائعة” هي وسيلة غير أخلاقية لتدمير سمعة مرشحين عدة يريدون أن يؤدوا قسطهم الوطني تجاه ليبيا.

أوساط أخرى تقول إن الليبيين أصبحوا يعرفون ويدركون الشائعات، وقد اختبروا العديد منها، وأن الوعي السياسي يتطور رغم كل ما تضخه منصات مواقع التواصل الاجتماعي من “شائعات وشتائم” لم تطل الساسة والمسؤولين فقط بل وصلت أيضا إلى نشطاء سياسيين واجتماعيين وحقوقيين وفنانين ورياضيين “أدلوا بدلوهم” في الملف الليبي، فيما ظلت “الشتيمة” في نظر كثيرين “وسيلة العاجز” عن إبداء رأي صحيح، أو خوض نقاش عاقل يُحدّد الأولويات والمصالح الوطنية بدقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى