حياة

“ساعة بغداد”.. طفولة قضت الحرب على أحلامها!

“هكذا اضطراب الوقت المحلي في مدينة واحدة، يتقاسم أهلها الوقت حسب أمكنتهم التي ينظرون منها إلى ساعتها، ففي هذه المدينة الغرائبية أصبحت أجيال مختلفة تتعايش فيها وليس لديها إحساس طبيعي بالزمن الذي تعيش بداخله، صار الناس يسبحون في فراغ زمني تختلط فيه قرون سحيقة مع سنوات حديثة، صار بالإمكان رؤية نبوخذنصر وسميراميس يجلسان في مطعم يعمل فيه يزدجرد كسرى نادلاً”.

بهذه الكلمات تدخلنا شهد الراوي الكاتبة العراقية إلى أجواء روايتها “ساعة بغداد” التي صدرت لأول مرة عام 2016، عن دار الحكمة للنشر والتوزيع في لندن، ودخلت سريعًا القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2018 وكأنها قد كتبت لذلك.

“بغداد” شهد الرواي ليست تلك التي نشاهدها في نشرات الأخبار، فهي بغداد التسعينيات من القرن العشرين  بين حربين دمرتا العراق، سواء كانت الحرب الأولى ضد إيران “حرب الخليج الأولى” أو حرب الغزو العراقي، وكأن قدر المدينة العريقة التي كانت ذات يوم عاصمة العالم أن تعيش التمزق إلى الأبد.

تقص علينا الرواية طفلة تجد نفسها مع عائلتها في ملجأ محصن ضد الغارات الجوية الأمريكية، وتروي لنا كيف عاشت عائلتها في حي راقٍ من أحياء المدينة، ويمكننا أن نصف الرواية بعبارة واحدة هي أنها قصة طفولة قضت الحرب على أحلامها.

شهد الرواي لم تعترف بمقاييس الزمان في الرواية، وكأنها تعلن ثورتها عليه، وربما نجد في ذلك دلالة على اسم الرواية، ولكنها انتهجت بنية زمنية مغايرة عن ما هو معهود في الأدب الكلاسيكي، حيث انتقلت من تعاقب الأحداث إلى المزج بين الواقع والمتخيلات، فتجولت بين عالمين بسهولة ويسر في زمنين مختلفين، لتروي مأساة جيل بأكمله من العراقيين الذين ولدوا أثناء الحرب وبعد عقود عادت إليهم الحرب من جديد لتدمر حياتهم.

شهد الراوي، كاتبة عراقية، لها العديد من المنشورات في الصحف العربية والمواقع الإلكترونية، ولدت في بغداد في فبراير 1986، لأبوين عراقيين وتعود أصولها لمدينة راوة الواقعة في محافظة الأنبار غرب العراق وأكملت دراستها الثانوية في بغداد ثم غادرت العراق إلى سوريا بعد عام 2003، ثم أكملت دراستها الجامعية في جامعة دمشق وحصلت منها على شهادة البكالوريوس من كلية الإدارة والاقتصاد، وتقيم حاليًا في الإمارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى