أخبار ليبيااهم الاخبار

“ساسة العار”.. “لا تعايرني ولا أعايرك”؟

218TV|خاص

كان يُفترض لتقرير ديوان المحاسبة، الذي جاء “صادماً ومرعباً”، ونُشِر أمس الأربعاء، وأثار “سخطاً وغضباً” عند الليبيين، و “هلعا” عند الساسة، أن تتلقفه أطراف سياسية ل”تُهاجِم” به أطراف أخرى، و “تُعيّرها” ب”الفساد والعار والفضائح”، لكن اللافت أنه مع انتصاف ليل المدن الليبية أمس فإن أي طرف سياسي لم يدل بأي “تصريح أو توضيح”، ولم “يتجرأ” أحد على تناول التقرير سلباً أو إيجاباً، فقد أثبت التقرير أن العديد من الأطراف قد “زرعوا” لصوص في مفاصل الدولة لتسهيل عملية “حلب جيوب الليبيين”، إذ وصف المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة ما يحصل مالياً في ليبيا بأنه “نهب ممنهج” لمالية الدولة الليبية.

“رئاسي الوفاق” و “المجلس الأعلى للدولة”، و “مجلس النواب”، و”الحكومة المؤقتة”، لم يظهروا أبداً منذ بدء تداول الليبيين لفقرات من “التقرير الكارثة”، بل لوحظ أنه حتى الساسة والإعلاميين المحسوبين على تلك الجهات صمتوا صمت القبور، وسط معلومات لا يمكن القطع بصحتها تقول إن تلك الجهات تُحاول “رسم السيناريو المُضاد” لتقرير ديوان المحاسبة، عبر التشكيك بصحة التقرير، أو “أضعف الإيمان” القول إن الأرقام الواردة “ليست دقيقة أو مبالغ بها”.

لا يستطيع أي طرف سياسي في ليبيا الهرب إلى الأمام، كل الأطراف التي تبرز في المشهد السياسي الليبي كان لها نصيب من “العار”، إذ تقرير ديوان المحاسبة “عارهم” فيما “صرخات وحسرات” أطفال ونساء وشيابين تاورغاء تُسمع من “العراء” الذين تُرِكوا نهباً له، حتى مع دخول شهر الرحمة، فيما يمارس فايز السراج وعقيلة صالح وعبدالله الثني وفتحي المجبري وأحمد معيتيق “الإدانة والقلق والاستنكار” من “مكاتب مليونية” دفع ثمنها الليبيون بما يُشْبِه “صبر الحليم على العاجز”.

يُقال إن الانتخابات العامة تقترب وإن انعقدت فالليبيون يجب أن يُسْقِطوا “الطبقة السياسية الحاكمة” التي أدمنت قهر الليبيين وإذلالهم في طوابير لنيل “حياة الحد الأدنى”، وإذا لم تحدث الانتخابات، فإن الليبيين يجب أن يتأكدوا بعد كل هذه “السنوات العجاف” أن من هم بالسلطة “يُمثّلون عليهم ولا يُمثّلونهم”.

يستذكر الليبيون بعد “التقرير الصادم” المثل المصري الدارج : “لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك”، إذ وحده يختصر هذا المثل تفسير الليبيين ل”صمت طبقة العار” التي يُعْتقد أنها ستُعيد إنتاج نفسها في أقرب أجل ممكن، فنظرة هؤلاء لليبيين هي أن لهم “ذاكرة سمك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى