أخبار ليبيااهم الاخبار

“ساحل ليبيا”.. سباق بين واشنطن وموسكو

218TV|خاص

في “الدول العميقة” التي تصنعُ “القرار والشخصيات والسياسات” في الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، يثور “سؤال واحد تقريبا”: “كيف نستطيعُ الوصولَ إلى الساحلِ الليبي أوّلاً؟. والسؤال رغم “وعورته وخطورته”، لكنّه يكشف عن “صراع قوة عالمي” بدأ يشتدّ على حواف البحر الأبيض المتوسط الذي يُقال إنّ أسفلَهُ مليءٌ بالثروات، وإنّ ما فوقَ الدولِ المتناثرةِ حولَه لم يعد موضعَ سباق أو منافسة بين “سُكّان طوابق العالم العليا”، علما أنّ واشنطن وموسكو تراقبان بـ”صمت تام”، ما يوصف بأنّه “عضّ أصابع إقليمي ودولي”، على الأرض الليبيّة.

داخل مراكز بحثية روسية؛ تستعدّ موسكو لتصميم “سيناريوهات افتراضية” بشأن التقدّم من الساحل الليبي، والعمل على “فرض أمر واقع” هناك، متسلّحة بـ”حيادها” في الملف الليبي، فموسكو بدت في السنوات الأخيرة، وهي تصرّ على ألا تضع “فيتو” من أي نوع على الشخصيات والجهات في ليبيا، إذ “اتصلت واستقبلت” شخصيات ليبية عدّة، لكنّ “العقيدة السياسية” لـ”صانع القرار الأعلى” تميل إلى “الأطراف القوية”، في أي معادلة سياسية حول العالم، وهو ما تفعله في سوريا حاليا، إذ تستقبل موسكو بالتوازي وجوهاً من المعارضة السورية مثلما تستقبل وفود نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

قوات روسية في سوريا
صورة أرشيفية – قوات روسية في سوريا

يُعْتقد في الداخل الروسي، بحسب أوساط خبيرة في شؤون الشرق الأوسط، أنَّ موسكو لن تقف عند حدود الميدان السوري، الذي حصلت فيه على “علامة شبكة كاملة” سياسياً وعسكرياً، وأنَّها بدأت، لأسباب مفهومة، بـ”مراكمة القوّة العسكرية” في مياه البحر الأبيض المتوسط، وسط قلق أميركي وأوروبي من أن تجبرهم روسيا على “مقاربة ليبية” ليست في خطط أو في بال أحد تماما، كما فعلت في الأزمة السورية في سبتمبر 2015 حينما طوّرت تدخلاً مفاجئاً لصالح النظام السوري، الذي أفاد كثيرا من هذا التدخل في تثبيت نظامه، ثم استعادة حيز كبير من الجغرافية السورية على مدى العامين الماضيين.

روسيا التي تتصل برئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، لا يُسْتبعد أن “تُطيّر” مقاتلاتها الرهيبة من طراز “سوخوي”، أو “صواريخها الاستراتيجية” فوق سماء مدن ليبية عدّة، في محاولة لـ”استعراض القوة” أولاً، ثم إبلاغ كل الأطراف المتصارعة في ليبيا، بالوصول إلى مرحلة “كش ملك”، لكن من دون أن يُعْرف حتى الآن، ما إذا كانت روسيا تسعى لـ”تثبيت طرف”، أو “كسر رقبة” طرف آخر، لكنّ الثابت أنَّ التوقيتَ الروسي لليبيا، سيكون حسب التوقيت الرسمي لمدينة إدلب في الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى