العالم

روسيا تُقايض أردوغان: “الليرة” مقابل “إدلب”

218TV|خاص

حاولت القيادة التركية الاتصال بمسؤولين روس كبار ثلاث مرات منذ بدء الأزمة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية في مقابل اتصال واحد جرى بين واشنطن وأنقرة وتمثل بلقاء طلبه السفير التركي في واشنطن مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، لكن الروس وفق وسائل إعلام تركية لم يُقدّموا شيئا مفيداً للأتراك في أزمتهم، وهو موقف مشابه للموقف الروسي من الانقلاب الفاشل الذي نفّذته مستويات عسكرية تركية ضد نظام أردوغان في يوليو 2015، إذ لم تتخذ موسكو أي إجراءات علنية ضد الانقلاب، لكنها كانت “تُفاوِض وتعرض” الكثير في السر، الصفقة وقتذاك كانت: “تثبيت حكم أردوغان استخبارياً مقابل حلب السورية”.

لا تملك تركيا “هامش مناورة كبير” إزاء التدهور الحاد في سعر صرف الليرة التركية، وقد تقبل أي “عرض روسي” لإنقاذ الليرة، لكن الثمن الذي يمكن لموسكو أن تُعاوِد طلبه من الأتراك هو “الميدان السوري”، وهنا تتجه العين الروسية إلى إدلب التي صارت وطنا تحميه تركيا لكل الخلايا والتنظيمات الإرهابية التي جرى ترحيلها من باقي المدن السورية التي استعادها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ب”مساعدة حاسمة” من روسيا، إذ يستطيع أرودغان أن يسلم الروس جميع “كلمات السر” الخاصة بالتنظيمات العاملة في إدلب، إذ لا ترغب روسيا ب”نهر دم” في إدلب، وتريد “اقتحاما وسيطرة” بأقل قدر ممكن من الخسائر، قبل أن يبدأ الجيش النظامي السوري عملية عسكرية حشد لها مطولا، ويُقال إنها ستكون ب”خسائر مذهلة” للطرفين، لأن طبيعة إدلب، وحجم التشبيك التركي بها تختلف عن أي مدينة سبق للجيش النظامي مهاجمتها.

تستطيع موسكو أن تُقدّم اقتصادياً الكثير لليرة التركية، يمكن لها أن تفتح حلب وإدلب والساحل السوري الآمن أمام البضائع والمصانع التركية، يمكن لها أن تمد لأنقرة “جزرة إعمار الشمال السوري”، مثلما يمكن لها أن تُغطّي في السياسة محاولة تقدم حلفاء لأنقرة بمد يد العون بودائع ضخمة، مثلما يمكن لها أن ترفع عدد السياح الروس إلى تركيا بنسبة الربع، إذ تدرك أنقرة أن موسكو تملك خيارات لإنقاذها، لكن موسكو لا تُعْطي شيئا ب”المجان”، وأردوغان لا يمكنه خوض الحرب على جبهتين “الليرة وإدلب”، فعليه أن يقبل “ربح الخسارة” في إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى