حياة

روايات أدبية ناجحة استثمرها صناع السينما في أعمال ضخمة

خاص| 218

ليس بجديد تحويل الأعمال الأدبية إلى دراما سينمائية، خاصة تلك الأعمال التي حققت النجاح، ولكن السؤال المطروح. هل تحافظ هذه الأعمال على نجاحها بعد أن تصل إلى المشاهد؟

في المقال التالي نقدم 4 روايات تصدرت قوائم الأكثر مبيعا لأسابيع، وحقق كتّابها شهرة كبيرة. لذلك حاول صناع السينما استثمار هذا النجاح في السينما.

أعجوبة

رواية للكاتبة الأمريكية آر جيه بالاسيو، نشرت العام 2013، وتعتبر أيقونة ضد “التنمر”.

تدور أحداثها حول الطفل أوغي المصاب بمتلازمة تريتشر كولينز، وهي حالة وراثية تؤدي إلى اضطراب في نمو وتطور عضلات وعظام الوجه لذلك خضع لسبع وعشرين عملية جراحية وتجميلية، ليكون قادراً على الرؤية والسمع.

فآثرت أسرته الاختباء به داخل المنزل، وعندما كان يخرج برفقتهم كان يضع قناع رائد فضاء ليحجب عنه نظرات الناس.

في سن العاشرة تقرر الأم أن تضع حدا لعزلة ابنها، وضرورة التحاقه بالمدرسة بعد أن كانت تتولى تعليمه في المنزل. ومن هذه النقطة تبدأ معركة أوغي اليومية مع الحياة ومواجهة زملائه في المدرسة.

هذه الرواية بعد أن تصدرت الكتب الأكثر مبيعا تم تحويلها العام 2017، إلى فيلم سينمائي مدته 113 دقيقة باسم (WONDER)، من بطولة جوليا روبرتس، وأوين ويلوسن، والطفل جاكوب ترمبل.

وبحسب ويكيبيديا بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 20 مليون دولار بينما حقق إيرادات تقدر بـ 202.5 مليون دولار.

تعتبر الرواية إحدى أنجح الكتب للأطفال والبالغين، وتم إدراجها في برنامج التدريس للصف الخامس في الولايات المتحدة الأمريكية. تمت ترجمة الرواية إلى 29 لغة عالمية من بينها اللغة العربية من خلال المترجم إيهاب عبد الحميد.

سارقة الكتب

رواية للكاتب الأسترالي ماركوس زوساك، صدرت العام 2005، وبعد ذلك بسنتين نُشرت الترجمة الألمانية للرواية، التي أصبحت مع مرور الوقت أحد أكثر الكتب مبيعا على الصعيد الدولي، إذ تمت ترجمتها إلى أربعين لغة.

تتحدث رواية “سارقة الكتب” عن الفتاة ليزل ذات 12 ربيعا والتي ترعرعت لدى والدين بالتبني. تم نزع الفتاة من أمها لكونها شيوعية. ويستضيف الوالدان بالتبني شابا يهوديا أيضا، يخفيانه عن أنظار النازيين في قبو البيت.

كانت ليزل تتعلم القراءة سرا بعدَ وفاة أخيها خلالَ الحرب العالمية الثانية، وبقائها وحدها في منزل والديها بالتبني، فكانت تمر بمرحلة نفسية صعبة، وبالفعل تدّربت فيما بعد على الكتابة والقراءة وأصبح شغفها الوحيد كتابة قصصها الشخصية وسرقة الكتب.

تعود الرواية إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديداً في ألمانيا خلال عهد النظام النازي وبداية الحرب العالمية الثانية، وتتحدث عن تدهور الوضع السياسي في ألمانيا، ومحاربة القوات النازية للفكر بالحرق. ترجمت الرواية إلى اللغة العربية من خلال المترجمة دالية مصري العام 2018.

وبسبب موضوع الرواية الإنساني تحولت العام 2013، إلى فيلم سينمائي أمريكي بعنوان (THE BOOK THIEF)

من إخراج براين بيرسيفال، وبطولة صوفي نيلسي، وإميلي واتسون. مدة عرضه 130 دقيقة.

وبحسب نقاد لم يحظَ الفيلم بنسبة مشاهدة عالية، رغم أن الفيلم تحدى الرواية وقدم نفسه كصورة مملوءة بالعناصر المؤثرة تمثيلاً وإخراجاً وموسيقى وصورة.

ما تخبئه لنا النجوم

رواية للكاتب الأمريكي جون غرين، نشرت العام 2012، تدور أحداثها حول هايزل غرايس فتاة مصابة بسرطان الغدة الدرقية والتي تقع في حب أوغاستس واترز المصاب بسرطان العظام.

وبسبب حالة الاكتئاب التي تمر بها هايزل يجبرها والداها على حضور جلسات مجموعة الدعم النفسي لمرضى السرطان وهناك تلتقي أوغاستس وهو لاعب كرة سلة سابق وإحدى رجليه مبتورة.

وتتخذ العلاقة بعداً آخر حين جمع بينهما شغف واحد بكتاب “محنة عظيمة”، ذلك الكتاب الذي ترك كاتبه نهايته غير محددة، ما جعل هايزل وأغاستس يذهبان إلى أمستردام للقاء الكاتب للإجابة عن تساؤلاتهما.

هذه الرواية نقلت إلى اللغة العربية من خلال المترجم أنطوان باسيل، 2015. وأطلق عليها رواية “الحب والسرطان”.
في العام 2014، تم تحويلها إلى فيلم سينمائي مدته ساعتان و6 دقائق. يحمل نفس عنوان الرواية The Fault in Our Stars))، من إخراج الأميركي جوش بون، بطولة كل من شايلين وودلي، وأنسيل إلغورت.

عرض الفيلم في 6 يونيو 2014، بالولايات المتحدة، وحقق نجاحا كبيرا، مع وصوله للمركز الأول في شباك التذاكر الأمريكي خلال أسبوعه الأول، وقد وصلت إيراداته إلى 307 ملايين دولار حول العالم مقابل ميزانيته التي بلغت 12 مليون دولار.

فتاة القطار

رواية للكاتبة والصحافية البريطانية بولا هوكينز، تدور أحداثها حول ريتشيل، سيدة بائسة مطلقة مدمنة على الكحول، تستقل القطار يومياً في رحلتها بين لندن وضواحيها.

وقد اعتادت خلال هذه الرحلة التحديق مرتين – ذهاباً وإياباً – في منزل يقع على الطريق ويقطنه رجل وامرأة، يحلو لـ”ريتشيل” تخيل أنهما يعيشان حياة زوجية مثالية، تماماً كحياتها مع زوجها عندما كانت تقطن في منزل يقع غير بعيد عن ذاك المنزل، قبل أن يؤدي عجزها عن الحمل والإنجاب إلى الطلاق.

لكن أوهامها بشأن الزوجين المثالييّن تتحطم فجأة عندما ترى المرأة مع رجل آخر. في اليوم التالي تختفي الزوجة المثالية المفترضة، لتتخوف ريتشيل من إمكانية أن تكون ضالعة في هذا الأمر، فهي كانت ثملة للغاية في ليلة الاختفاء، ما يجعلها عاجزة عن تذكر ما الذي فعلته خلالها، أو إدراك لماذا انتهى بها المطاف في الصباح بجروح وكدمات بالغة.

هذه الرواية التي نقلت إلى العربية من خلال المترجم الحارث النبهان، العام 2015، ظلت لأسابيع ضمن الكتب الأكثر مبيعا في قائمة نيويورك تايمز.

تحولت هذه الرواية النفسية المشوقة إلى فيلم سينمائي عام 2016، من بطولة إيميلي بلنت، ريبيكا فيرغسون، هيلي بينيت بعنوان ( The Girl On The Train)، ومدة العرض 112 دقيقة.

وبحسب نقاد، لم يحقق الفيلم نجاحا كبيرا مقارنة بالرواية. ذلك أن التغييرات التي أدخلها صناع الفيلم على الرواية، ألحقت الكثير من الضرر بالعمل ككل، إلى حد يجعل هذه التغييرات، وكأنها وضعت خصيصاً لجعل الفيلم أقل جاذبية وإحكاماً من الوجهة السينمائية.

زر الذهاب إلى الأعلى