اهم الاخبارمقالات مختارة

رسالة تذكير إلى السراج

د. محمد المفتي

قال صديقي الحائر: أنت يا سي الدكتور تحكي دائما عن التفاصيل البسيطة التي ساهمت في توحيد الليبيين مثل تداول عملة واحدة وامتلاك جواز سفر وبطاقة شخصية وقراءة النشيد الوطني كل صباح في المدارس. ونفس المناهج المدرسية. وافتتاح المدارس الداخلية والجامعة. والكشافة والجيش. فمالذي حدث؟

نعم. الكيانات السياسية اليوم غافلة عن مثل هذه الإجراءات. الكل مأخوذين بالدستور وقوانين الاستفتاء وهذه المادة وتلك كأنما النصوص القانونية مقدسة وليست قابلة للتعديل.

نعم القرارات الإدارية والإجرائية لها بعدها السياسي وخاصة في هذه الأوقات الحرجة. فلماذا مثلا لا نبدأ بإحياء نظام المحافظات لأنها ستخلق كيانات فعالة على الأرض تساهم في رفع المعاناة وستمد روابطاً بين مناطق ليبيا الممزقة وتتجاوز صراعات النخب وستحتوي الشكوك. طبعا لابد أن تكون محافظات بصلاحيات وميزانيات وليس مجرد هياكل خشبية.

فهل تسمعني يا مهندس فايز؟

وأنا أخاطبك لأن الرئاسي هو الجهة السياسية المعترف بها دوليا وبالتالي هي الملزمة أكثر من غيرها بتقديم حلول الوسط والتنازلات.

وقبل عام كتبت مقالا بعنوان “وين بيها يا سي فايز”. وختمته بجملة لم تفقد دلالتها بعد وهي أنني أخشى أن السراج الابن سـيأخذ مكانه في تاريخ ليبيا، لا بفضل ما حقق وإنما بما كان عليه أن يحقق ولم يفعل رغم هذه الفرصة التي أتيحت له من اعتراف المجـتمع الدولي ومجلس الأمن.
والسلام

المصدر: صفحة الكاتب على موقع فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى