أخبار ليبيااخترنا لك

ذكرى رحيل دهميش.. ريشة ثقلها كـ”الساطور” على رقاب الفاسدين

خاص|218

بعد عمر من الشقاء والتضحية لايزال الليبيون يتذكرون سيرة عطرة قدّمت الكثير بالريشة والكلمة، واجهت الظلم والضيم والاضطهاد. الفنان حسن دهميش المعروف بالساطور أحد أبرز أعمدة 218 حيث اختطفه الموت قبل ثلاثة أعوام من الآن في السادس عشر من أغسطس.

ولد فنان الكاريكاتير حسن دهميش في حي الشابي ببنغازي عام 1955، ووالده هو المستشار الديني وإمام الملك إدريس محمود دهميش أول مقرئ في الإذاعة الليبية. وفي العام 1975 قرر الساطور اللجوء إلى بريطانيا وهو شاب صغير، وانضم مبكرا إلى صفوف المعارضة الليبية، قبل أن يستقر ويكمل دراسته في الفنون التشكيلية.

ومع ظهور الإنترنت ظهرت رسومات الراحل التي تسخر من القذافي ونظامه، ليتحول مع الوقت إلى ظاهرة أقلقت النظام بكل أركانه.
عمل الساطور بعد انبلاج ثورة فبراير 2011، وانضم إلى قناة ليبيا لكل الأحرار قبل أن ينتقل لفريق تأسيس قناة 218 وقبل فترة وجيزة من وفاته أصيب بورم في المخ لم يمهله الكثير من الوقت إلى أن تغلب عليه عن عمر ناهز الستين عاما بعد مقاومة عنيدة للمرض، كما كان طيلة حياته مقاوما للظلم، ليرحل في أحد مستشفيات لانكشر في بريطانيا بعيدا عن بلاده التي يحب ومدينته التي غادرها مغتربا ولم يعد إليها.

رحل الساطور وفي إرثه من السواطير ما يكفي لبقاء المعركة مفتوحة ضد التضليل والظلامية والقهر والفساد، عاش مختلفا ورحل تاركا وراءه واقعا مختلفا، ليرقد رقدته الأخيرة وكأنه قد أوصل القضية التي يؤمن بها في أشد ساعات الليل حلكة كتلك التي تسبق الفجر.. رحل بسلام وترك أعماله تضيء الطريق للأجيال اللاحقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى