العالمخاص 218

دول عديدة تحذّر.. لا تسافروا إلى الصين

طالبت الولايات المتحدة الأميركية رعاياها بعدم السفر إلى الصين مع وصول عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد إلى 638 اليوم الجمعة وإعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ على مستوى العالم.

وفي مذكرة جديدة بشأن السفر، رفعت وزارة الخارجية مستوى التحذير بالنسبة للصين إلى مستوى العراق وأفغانستان وقالت على موقعها الإلكتروني “لا تسافروا إلى الصين بسبب فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في ووهان”.

وأبلغ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي البرلمان اليوم الجمعة أن الحكومة قررت رفع مستوى التحذير من الأمراض المعدية في الصين وحثت المواطنين على تجنب أي رحلات غير ضرورية.

وأصدرت اليابان تحذيرا أعلى درجة من السفر لإقليم هوبي بوسط الصين، وعاصمته ووهان، حيث ظهر الفيروس أول مرة في ديسمبر الماضي، ونصحت رعاياها بعدم السفر إلى هناك نهائيا.

ولم تعقب بكين على التحذير الأمريكي، لكن في رد على إعلان منظمة الصحة العالمية قالت متحدثة باسم الخارجية الصينية إن بلادها “اتخذت أشمل وأقوى إجراءات للوقاية والسيطرة”.

وقالت المتحدثة هوا تشون ينغ في بيان “نتمتع بالثقة الكاملة والقدرة على الانتصار في المعركة ضد هذا الوباء”.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبريسيوس إن المنظمة “لا توصي.. بل وتعارض في الواقع” فرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين.

وقالت السلطات الصحية في الصين إن عدد الإصابات ارتفع إلى 9692 حالة حتى أمس الخميس في حين تشير الإحصاءات أن إجمالي الإصابات فاق 30 ألف شخص.

ولم تحدث أي وفيات بسبب الفيروس خارج الصين وإن كانت هناك بلاغات عما يصل إلى 129 حالة في 22 دولة ومنطقة أخرى، منها ثماني حالات انتقل فيها الفيروس بين البشر في أربع دول من بينها الولايات المتحدة وألمانيا.

وتتنامى المخاوف في ظل الكثير من الغموض الذي يكتنف الفيروس بما في ذلك مدى قدرته على الإجهاز على المريض والانتقال بين البشر، وإن كان الباحثون حول العالم يسابقون الزمن لكشف أسراره وتطوير لقاح واق.

وأوقفت إيطاليا حركة المرور الجوي مع الصين تماما، في إجراء أشد صرامة من معظم الدول وذلك بعد أن أعلنت عن أول حالتي إصابة مؤكدة بالبلاد وكانت بين سائحين صينيين.

وعلقت المزيد من شركات الطيران الرحلات إلى بر الصين الرئيسي بما في ذلك شركة إير فرانس والخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) وشركة لوفتهانزا الألمانية وشركة فيرجن أتلانتيك والخطوط الجوية التركية والخطوط الجوية الكينية، بينما خفضت شركات أخرى الرحلات.

ونقلت وكالة جيجي للأنباء اليوم الجمعة عن شركة (إيه.إن.إيه القابضة) اليابانية قولها إنها قد تدرس تعليق الرحلات للصين وأضافت أن حجز رحلات إلى هناك خلال شهر فبراير تراجع بواقع النصف.

وتعكف العديد من الحكومات الأجنبية على إجلاء مواطنيها من هوبي ليوضعوا في حجر صحي لمدة 14 يوما هي فترة حضانة الفيروس.

وذكرت السفارة البريطانية أن طائرة تحمل بريطانيين وأوروبيين آخرين غادرت ووهان اليوم الجمعة في حين قالت اليابان، التي رصدت 14 حالة إصابة مؤكدة، إنها ستتخذ إجراءات خاصة للتعامل مع الفيروس بما في ذلك العلاج الإلزامي بالمستشفى واستخدام المال العام في العلاج، وأرسلت 3 رحلات لنقل رعاياها للبلاد.

وفي ذات السياق عادت أول رحلة من 4 رحلات مقررة تحمل مواطنين من كوريا الجنوبية في الوقت الذي تأجج فيه التوتر بسبب مواقع مراكز الحجر الصحي التي وصفها سكان بأنها قريبة أكثر مما ينبغي من مساكنهم.

وعلى الصعيد الاقتصادي استقرت أسواق الأسهم نسبيا اليوم الجمعة بعد أن أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود الصين لاحتواء الفيروس، بعد تراجعها هذا الأسبوع بسبب ارتفاع عدد الوفيات في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وقالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أمس الخميس “الخوف من خطر العدوى يظهر جليا في أسواق المال العالمية”، وقد أوقفت شركات كبرى مثل جوجل التابعة لألفابت وآيكيا السويدية عملياتها بالصين.

وتظهر الإحصاءات الصينية أن ما يزيد قليلا على 2% من المصابين لقوا حتفهم، في مؤشر على أن الفيروس ربما يكون أقل فتكا من الفيروسات التاجية التي تسببت في تفشي مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، لكن خبراء اقتصاديين يخشون أن يكون تأثيره أكبر من سارس، الذي قتل نحو 800 شخص وكبَّد الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بنحو 33 مليار دولار، إذ أن حصة الصين من الاقتصاد العالمي باتت أكبر بكثير.

وأضافت موديز أن تأثير الفيروس قد “تتردد أصداؤه عالميا” ويؤثر على سلاسل الإمداد مضيفة “الشركات العالمية التي تعمل في المناطق المصابة قد تواجه خسائر في الإنتاج بسبب إجلاء العمال”، وطالبت 4 أقاليم صينية بينها شاندونغ وهيلونغ جيانغ في المنطقة الصناعية، من الشركات عدم بدء العمل قبل العاشر من فبراير شباط.

ويعتقد أن الفيروس ظهر في سوق تبيع الحيوانات البرية بشكل غير مشروع في ووهان، ويعيش الآن نحو 60 مليون شخص في إقليم هوبي في عزلة فعلية بعد أن قامت الصين بمنع خروج بعض المواطنين من المناطق الأكثر انتشارا للفيروس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى