العالمكورونا

دراسات علمية تسلط الضوء على أصل كورونا

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً حول استمرار العلماء في بحثهم الدؤوب عن أصل كوفيد-19، حيث لم تُفلح بعثة منظمة الصحة العالمية خلال زيارتها لمدينة ووهان الصينية، التي يُعتقد أنها بؤرة الفيروس، في الإجابة عن التساؤلات بشكل قاطع، لكن نتيجة التحقيقات التي نقلتها بعثة منظمة الصحة العالمية بعد زيارة ووهان، تخلص إلى أن فيروس كورونا ينتشر على الأرجح بشكل طبيعي إلى البشر من خلال حيوان ما. لكن العلماء يؤكدون كذلك على ضرورة التوصل إلى بؤرة انتشار وباء كوفيد 19 لاتخاذ خطوات لتجنب تفشي المرض في المستقبل.

ويحدث كل هذا بينما الصين لا تزال مصممة على روايتها الأولى حول ظهور الفيروس الذي أودى بأكثر من 2.5 مليون شخص في أنحاء العالم، ودمر اقتصادات عالمية، في الوقت الذي يُروج فيه المسؤولون الصينيون، بدون إبراز أي أدلة، على أن الوباء نشأ على الأرجح في أماكن متعددة في أنحاء العالم.

وظهرت 4 دراسات حديثة لتضيف مزيدا من الأدلة على أن جينات فيروس كورونا وثيقة الصلة بالسلالة الوبائية الموجودة في الخفاش و”آكل النمل الحرشفي” في جنوب شرق آسيا واليابان، أي أنه توجد أدلة على نشوئه في هذين الحيوانين ثم انتقل إلى الإنسان بشكل مباشر أو عبر حيوان وسيط ما، كما أن هناك فرصة كبيرة لتطور الفيروس.

المؤكد حتى الآن أن أولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 سُجلت في مدينة ووهان الصينية أواخر 2019، ما أثار اتهامات للسلطات الصينية بالتعامل بطريقة اتسمت بالفوضى والتكتم الأمر الذي أدى لانتشاره خارج الصين. وهناك دراسة جديدة أخرى ترجح بأن التغيير في حمضٍ أميني واحد في مكوّن الفيروس قد ساهم في أن يصبح معديا للبشر. وقال عالم فيروسات الذي قاد الدراسة التي حددت تغير الأحماض الأمينية، إن “التغيير في الأحماض الأمينية يشير أيضا إلى تطور فيروسي طبيعي”، بينما رأى عالم الفيروسات روبرت غاريان كل هذه الفيروسات تأتي من الطبيعة.

ويؤكد أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في سنغافورة والمؤلف الرئيسي لإحدى دراسات الخفافيش، أنه من الضروري إجراء بحث جاد عن أصل الفيروس الوبائي، ويضيف: “أنا مقتنع بأن الفيروسات الأصلية جاءت من الخفافيش”.

ورأى بعض أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية الذين زاروا مختبر ووهان أن وقوع حادث في معمل أمرٌ بعيد الاحتمال للغاية لتفشي الوباء، بينما أقر قائد الفريق بخلاف ذلك حيث قال الأسبوع الماضي إن فرضية المختبر “بالتأكيد ليست مستبعدة تماما” وأقر بأن الفريق يفتقر إلى المعلومات التي يحتاجها لإجراء تقييم كامل. وأضاف خلال ندوة نظمتها جامعة سنغافورة الوطنية: “لم نقم بمراجعة أي من هذه المعامل، لذلك لا نملك حقائق ثابتة أو بيانات مفصلة عن العمل المنجز”. وقد أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم بعد عودة البعثة من ووهان، أن “كل الفرضيات لا تزال مطروحة” لتفسير أصل الجائحة.

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن البحث عن أصل الوباء يُعتبر عملا شاقا”، وذكّرت القراء بأن فريقا دوليا من الباحثين استغرق نحو 10 سنين لإثبات أن الخفافيش كانت المصدر المحتمل لوباء “السارس” الذي انتشر عامي 2002 و 2003، في 30 دولة، وأسفر عن مقتل 774 شخصا.

وكشفت دراسةٌ حديثة بأن التغير المناخي المرتبط بالنشاط البشري تسبب بتغيّرات كبيرة في غابات جنوبي الصين، ومنطقة جنوبي شرقي آسيا، ما أدّى إلى انتقال أنواع متعددة من الخفافيش من مواقعها الأصلية إلى أماكن أخرى، وبالتالي انتقال الفيروس عبر الخفافيش لمواقع جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى