كتَـــــاب الموقع

خلف قضبان الشهرة

محمد الطيب

من منّا لا يعرف أميرة البوب العالمية “بريتني سبيرز”، التي كانت رفيقة أجيال عديدة بداية من سنة 1999؟، عندما بدأت تجتاح أغانيها العالم، وكانت صورها وملصقات ألبوماتها في كل مكان، ومن منّا لا يتذكر كيف كانت صور “بريتني” تنافس مايكل جاكسن في غرف الشباب وفي المحلات وفي الشوارع وفي الحافلات العامة؟، واستطاعت لأكثر من 20 عامًا ألا تسمح بمنافسة في مجالها، ولقّبت بـ”أميرة البوب” من قبل “ملكة البوب” العالمية “مادونا” كخليفة لها في عالم الموسيقى.

تناولت الصحافة “سبيرز” في كل مرحلة من حياتها بداية من الطفولة في ديزني حتى المراهقة مرورًا بالأمومة الصعبة وسط ضغط الأضواء والحالة النفسية التي مرت بها في فترات متقطعة، وكانت وجبة دسمة لهم؛ ووجبة مسمومة تتناولها هي بسبب الشهرة، وعدم قدرتها على أن تعيش حياة خاصة مع أطفالها، وقد دفع “الباباراتزي” ملاحقي المشاهير للقول: “نحن نلتقط الصور للمشاهير بكثرة لأنه ربما قد تكون آخر صورة لهم”، فلا يهم الآخرون سوى ما قد يجنونه من مال على حساب حياتها الشخصية والنفسية.

قصة “بريتني سبيرز”، يعرفها الجميع عبر وسائل الإعلام و “السوشيال ميديا”، لكن دعونا هنا نقف أمام قضية مهمة يوجهها أغلب المشاهير قد تكون سبيرز مفتاح يفتح صندوق القضية ألا وهي “عزل المشاهير عن العالم واستخدامهم كالدمى لكسب الأموال” وهذا يحدث من قبل فريق العمل أو من قبل عائلة الشخصية.

منذ سنوات قليلة عرض وثائقي قصير يوضح حياة “بريتني” خلف الكواليس مما تعانيه من أزمة نفسية بعد طلاقها من زوجها والد أطفالها، وكيف يقوم والدها باستغلال كل طاقتها في جمع الأموال دون الاكتراث لما تواجهه من مشاكل نفسية وتقوم الصحافة بدورها في الضغط أكثر عليها، من بعدها عادت لحياتها الطبيعية كما اعتقد جمهور الموسيقى؛ إلا أنه في بداية عام 2020 نشرت “سبيرز” فيديو توضح فيه أنها ستغيب فترة عن “السوشيال ميديا” وعن المسرح؛ بسبب بعض الأمور الخاصة.

ومنذ ذلك الوقت، أصبح حسابها على الانستجرام يثير الجدل بصور وفيديوهات بعضها ليس له معنى وتبدوا كأنها من الأرشيف وليست حديثة، مما دفع المتابعين للتعليق بجملة من التساؤلات منها “أين أنت “بريتني”؟ هل أنت بخير ؟ هل يمكنك نشر علامة تؤكد أنك بخير ؟” وحتى هذه اللحظة لم يتأكد أحد أنها فعلاً بخير، خاصة أن الفيديوهات التي تنشر توضح ارتباك وتلعثم كلامها.

“بريتني” ليست الوحيدة التي تعاني من لعنة الشهرة وضريبتها؛ فأغلب المشاهير عالميًا وعربيًا أكدوا في مراحل عديدة معاناتهم وحقيقة ما يحدث لهم خلف الكواليس، وقد استطاعت الفنانة العالمية “مايلي سياريس” تقديم دور مهم في مسلسل “black mirror” الذي عرض على شبكة “نتفليكس”.

· تنويه.. “هناك بعض المعلومات حول الحلقة لمن لم يتابعها” في إحدى الحلقات عن شابة اسمها “آشلي” يتم استغلالها من شركة إنتاج لتكون نجمة دون الاهتمام بحياتها الشخصية وكونها إنسانة، بل وتقوم الشركة بدفع “آشلي” لتعاطي المخدرات والمنشطات لتكون بأفضل حالة ونشاط على المسرح، ثم تعاني بعد ذلك من مضاعفاتها التي شملت القلق والاكتئاب، وفي نهاية الحلقة وبعد اكتشافها لمخطط الشركة يتم سجنها داخل المنزل ودفعها لتناول كمية كبيرة من المخدرات لتصبح طريحة الفراش في غيبوبة، ويستمر فريق عملها في استخدام نبضات عقلها لصناعة موسيقى إلكترونية.

عندما تتابع حياة المشاهير وهم يتجولون في أنحاء العالم بملابس ثمينة وفي منازل فخمة وسيارات فارهة؛ تعتقد أنهم دائمًا سعداء وأن الظروف كانت في صفهم؛ إلا أنه في الحقيقة فإن لكل شيء ضريبة، ولعل الشهرة على نطاق واسع تسجل الضريبة الأكبر التي تدفعها الشخصية المشهورة بطريقة أو بأخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى