حياة

خصومة شقيقين تنتقل إلى “الفلافل”

شقيقان متخاصمان في بيروت نقلا خصامهما إلى آفاق جديدة، فأصبحا يديران مطعمي فلافل متلاصقين ومتماثلين في كل شيء تقريبا حيث يحملان ذات الاسم ويقدمان قائمة الطعام ذاتها لزبائنهما.
والمطعمان في الأصل كانا واحدا هو محل فلافل مصطفى صهيون، وهو واحد من أقدم مطاعم الفلافل في العاصمة اللبنانية بيروت حيث يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1935 تقريبا.
وأدخل مصطفى صهيون، والد كل من زهير وفؤاد، الفلافل التي أصلها من مصر إلى لبنان وأجرى تغييرا على مكوناتها الأساسية قبل عشرات السنين.
وقال فؤاد صهيون، صاحب محل فلافل صهيون “أساس الفلافل مصرية أو فلسطينية، قديماً كانت كلها الدول مفتوحة على بعضها، بل زمانات ما كان في فلسطين ومصر كانت تعرف هيدي ببلاد الشام وهيديك مصر بس كانوا مفتوحين على بعضهن. المرحوم الوالد عملها بطريقة بتختلف عنهن، هن عندهن قلبها خضرا، لأن بيحطوا خُضرة بقلبها، بيطلع قلبها أخضر”.
وشهد المحل في تلك الفترة العصر الذهبي للبنان وقدم الفلافل لأجيال. فلافل مصطفى صهيون
وإبان الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 ونظرا للموقع الصعب للمطعم، وكان على خط ترسيم الحدود، نقله أصحابه لمنطقة أخرى لكي يستمروا في بيع الفلافل للناس والاحتفاظ باسم المحل حيا في الأذهان.
وأضاف فؤاد صهيون “يعني كان قاعد (الوالد) مع بيت جدي، هلق (الآن) بعده موجود البيت نصه مهبط. بوش باب الباشورة التحتاني، ورجع اشترى بيت على النهر بشارع البدوي وقعدنا هونيك. وبقينا كل بقى عمرنا هونيك ومرقت الحرب والأحداث وبعدين تجوزنا وكل واحد صار بديره وكل واحد بميله، ومن بعد ما الكبار الله يرحمهن يروحوا، خلاص جسر البيت راح بده يفرط البيت”.
وبعد وفاة والدهما في عام 1978 احتفظ زهير وفؤاد بمطعمهما معا حتى عام 2007 تقريبا عندما انفصلا لأسباب غير معروفة.
وبعد عام 2007 قسما المطعم نصفين يدير كل منهما القسم الخاص به بطريقته وهو ملاصق لمطعم شقيقه.
ورفض زهير صهيون الحديث أو الإدلاء بأي تعليق بخصوص هذه المسألة بينما لم يجد فؤاد حرجا في الأمر.
وقال فؤاد صهيون “أنا ما دخلني، أنا ما دخلني بحدا، أنا علي بنفسي بس. أنا ما لي علاقة بحدا. لا باقول له ولا بيقول لي، أنا بالنسبة لي ما انه موجود”.
وفي داخل المطعمين يمكن للزائر أن يرى ذات الأشياء تقريبا، فكل من الشقيقين يحتفظ بذات الصورة للوالد وذات قائمة الطعام وبمقالات قديمة وحديثة في الصحف حول المطعم.
ويكتب أحد الشقيقين على باب مطعمه من الخارج فلافل مصطفى صهيون (ليس لدينا فرع آخر)، بينما يكتب الآخر مصطفى صهيون (المحل الأساسي).
ويعرف كثيرون بشأن موقف الشقيقين الذي يرى البعض أنه شيء عادي مثل علي الرمال الذي يتردد على مطعم فؤاد باستمرار، بينما يراه آخرون شيئا محزنا مثل جورج القاعي، ويتردد باستمرار على مطعم زهير.
وقال القاعي لتلفزيون رويترز “ما بنعرف لوين واصلين بها الخلافات يعني هذا البي (الأب) وإبنه وخيه (أخوه) وشغلهن ماشي وعم بيصير هيك. شو بده يصير؟. ما حدا بيعرف. هاي القصة كلها. أكيد هيدا فيه غريب، يعني ما بيسوى (لا يستحق)، بيسوى الواحد يصير في خلاف، وشغلهن ماشي يعني، والله رازقهن شو بدهن أحسن من هيك”.
وفلافل مصطفى صهيون ليس المحل الوحيد الذي ينقسم إلى اثنين بعد سنوات من الإدارة الواحدة في بيروت. لكن ربما يكون زهير وفؤاد الشقيقان الوحيدان اللذان يدير كل منهما مطعما ملاصقا للآخر ويعملان تحت نفس الاسم ويقدمان نفس قائمة الطعام دون أن يلفظ أي منهما ببنت شفة للآخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى