أخبار ليبياخاص 218

خبير في الشؤون الأفريقية يصف “الداء والدواء” في ليبيا

قال، جوشوا ميسرفي، خبير الشؤون الأفريقية بمؤسسة “هيريتدج” للأبحاث في واشنطن، إن الاتفاقية التي أبرمتها تركيا مع حكومة الوفاق “مضحكة”، لأنها تعزل القسم الشرقي من البحر عن باقي البحر المتوسط، معتبرا أنها “انتهاكٌ واضح لا يقبله القانون الدولي ولا البحري الدولي”.

وأضاف ميسرفي، لبرنامج “USL”، على قناة “NEWS 218″، أن جانبا من أسباب التدخل التركي هو رد الفعل على هجوم القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر على طرابلس.

وأكد أن “أردوغان تدخّل في ليبيا لاعتقاده بأن تركيا لديها مصالح قوية جدا فيها. وسيكون من الصعب إقناعُه بخلاف ذلك.. يجب أن يكون هناك حلّ ما يشعر خلاله الأتراك فيه بأن حكومة الوفاق في مأمن من السقوط، وأن طرابلس آمنة”، لافتا إلى أن أردوغان لديه شعورٌ بأنه المدافع عن المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم.

الحل بيد الأميركان

أميركا
الولايات المتحدة

وأشار جوشوا ميسرفي، إلى أن ليبيا لن تكون أبدا الرقم الأول في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في الوقت الحالي، مع أنها الوحيدة القادرة على التأثير على الدول الضالعة في الصراع لمحاولة إقناعها بالعمل معًا لتحقيق نتيجة إيجابية في ليبيا.

وقال ميسرفي لـ“USL”، إن إدارة ترامب سمحت للأوروبيين بأخذ زمام المبادرة في محاولة لحل مشكلة التي تجري في الفناء الخلفي لأوروبا، لكن تعامل أوروبا في السابق مع الأزمة الليبية “لم ينجح ولن ينجح”، ودعا الولايات المتحدة لتكثيف جهودها وتولي قيادة الاستجابة الدولية لحل قضية ليبيا.

ورأى أنه من الصعب في هذه الظروف منع أردوغان من المخاطرة بحرب إقليمية، ومن الصعب أيضا معرفة ما إذا كانت إدارة ترامب تضغط على الرئيس التركي حول ليبيا أم لا، كما أنها لم تحقق الولايات المتحدة نجاحا في حمل أردوغان على الاستماع إليها، مبينا أن الأتراك حلفاء لأميركا، ولكن هناك بعض السلوكيات السيئة هنا التي حاولت الولايات المتحدة معالجتها، موضحا أن غياب الولايات المتحدة أعطى الفرصة للتدخل في ليبيا من قبل تركيا وروسيا.

ليبيا وكورونا

وشدد ميسرفي على أهمية وقف إطلاق النار، إذا كان لدى ليبيا أيّ أمل في احتواء وباء كورنا، لكن يبدو أن الأطراف الفاعلة في الصراع تستغل ما يمكنها من تفشي الوباء في محاولةٍ لتحقيق مكاسب عسكرية.

وقال إن عدم الاستقرار الذي يجلبه الصراع العسكري للمنظومات الصحية، يجعل من المستحيل سيطرة ليبيا على الوباء، مضيفا أن تفشي الوباء في العالم يحدُّ من مقدار الاهتمام الذي يمكن أن يُولوه لبلد مثل ليبيا.

وأشار إلى أن البلدان الخالية من الصراعات تعاني مع هذا الوباء، فما بالك إذا اقترن مع الحرب، داعيا إلى تفعيل عملية مصالحة على المستوى الوطني، ووقف إطلاق النار هي الخطوة الأولى القابلة للتنفيذ.

مقترح لحل الأزمة

وأكد جوشوا ميسرفي، خبير الشؤون الأفريقية بمؤسسة هيريتدج للأبحاث، أن الذي يحدث في ليبيا هو في الأساس حرب بالوكالة، وبعض مرتزقة تركيا لهم صلات مُقلقة بالجماعات المتطرفة في سوريا، وأيضا النزاع الليبي اتسم بانتهاكات لحقوق الإنسان وهذا جزء من مأساة الصراعات.

وأوضح جوشوا ميسرفي، أن الأزمة الليبية تعتبر تحديًا للمجتمع الدولي منذ بداية هذا الصراع في عام 2011، مشددا على أهمية أن يضع لعالم عقوبات على من ينتهك وقف إطلاق النار، وهذه العقوبات يمكن أن تساهم في المحافظة على وقف إطلاق النار وقد تكون جزءًا من خطة الحلّ لكن يجب تطبيقُها بحذر.

وقال إن المشاركين في حرب ليبيا من الداخل والخارج، يعرفون أنه لا توجد أي عواقب حتى الآن على سوء التصرف، مؤكدا أن الطريقة الأسرع لحل النزاع هي حظر الأسلحة والضغط على أطراف الأزمة والمتدخلين.

ورقة اللاجئين

ورأى ميسرفي أن أوروبا مهمة ويجب أن يكون الأوروبيون جزءًا من الحل، لكن الأزمة الليبية ليست مسألة أوروبية لأنها تتعلق بإفريقيا وبالشرق الأوسط أيضا.

ولفت إلى أن تركيا استخدمت اللاجئين كورقة ضغط على الأوروبيين، مشددا على أن “اللاجئين ورقة ضغط قوية للغاية تملكها الحكومة التركية وهي تمارسها الآن ضد الأوروبيين. وستواصل استخدامها”، كما أن كثير من الدول الأجنبية تنخرط في أنشطة وسلوكيات لا تؤدي إلى أيّ حل سياسي للأزمة الليبية.

ليبيا والإرهاب

وأشار ميسرفي إلى وجود عناصر داخل حكومة الوفاق الوطني تمثّلُ إشكالية ما، ولها روابط إسلامية أو هم أنفسهم إسلاميون. إضافة إلى أن عدم الاستقرار في ليبيا مكن الإرهابيين من الحصول على ملاذٍ في أجزاء من البلاد.

ستيفاني وليامز

ستيفاني ويليامز
ستيفاني ويليامز

وقال جوشوا ميسرفي إن مهمة الأمم المتحدة في ليبيا كانت صعبة للغاية، ومنصب المبعوث الأممي مرهق، مضيفا أنه إذا أدركت الأطراف المتصارعة أن ستيفاني وليامز مدعومة من حكومة الولايات المتحدة، وليس فقط الأمم المتحدة، فقد تحدث حلحلة الأمور.

ولفت إلى أن وليامز دبلوماسية محترفة ولديها علاقات واسعة مع صنّاع القرار في أميركا، لكن لا يمكن أن تكون حاسمة إلا إذا وقف المجتمع الدولي معها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى