أخبار ليبياخاص 218

خبيرة أميركية تُشخّص لـ218 “نقاط ضعف” واشنطن في ليبيا

خاص 218

حلت خبيرة شؤون السياسة الخارجية الأميركية في ليبيا، إيملي إستال، ضيفة على برنامج US-L عبر شاشة 218NEWS، وشخّصت طبيعة صدى الأزمة الليبية داخل أروقة البيت الأبيض، وثقلها على طاولة الرئيس دونالد ترامب، كما سلطت الضوء على نقاط ضعف السياسة الأميركية في التعامل مع الملف الليبي.

وقالت إستال إن ترامب يرى أن الأزمة الليبية شأن أوروبي وهذه رؤية قصيرة النظر، بحسب وصفها، مضيفة أنه إذا فاز ترامب بولاية رئاسية ثانية فلن يغيّر سياساته تجاه ليبيا لكنها ستتغير تجاه تركيا وروسيا، مشيرة إلى أن واشنطن قد بدأت فعلياً بزيادة مقاومتها لدور الأخيرة في شمال أفريقيا.

وحول ما أُثير مؤخراً بشأن قضية الكشف عن إيميلات هيلاري كلنتون وما ورد فيها حول ليبيا والفترة الانتقالية التي مرت بها عام 2011، أكدت الخبيرة أن هذا الأمر لن يحدث أي تغيير وسينساه الناخبون في أميركا خلال ساعتين.

وتابعت إستال حديثها عن السياسات الأميركية في “الحقل الليبي” قائلة: “الإدارة الأميركية بدت متناقضة حول كيفية حديث كبار المسؤولين عن ليبيا. هناك شيء من الدعم في الكونغرس لاتخاذ سياسة أكثر تماسكا في ليبيا لكنه تعطّل الآن بسبب الانتخابات ووباء كورونا”.

وأضافت: “وزارة الخارجية بدأت تكون أكثر علناً حول ماهية السياسة وما هي الأهداف في ليبيا. جزء من عدم وضوح السياسة، هو بين وزارة الخارجية التي تدعم بشدة حكومة الوفاق الوطني والإدارة التي لها علاقات أوثق مع بعض الدول التي تدعم القيادة العامة للجيش الوطني، وهناك فرصة ربما لمحاولة استخدام هذا النفوذ مع تلك الدول لمحاولة توحيد مختلف المواقف”.

واستبعدت الخبيرة الأميركية أن تتمكن واشنطن من السيطرة على أفعال تركيا وروسيا، لكنها رجحت إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة بدور أكثر نشاطاً.

ورأت إستال أنه من المحتمل اتّباع استراتيجيةٍ أميركية أكثر تماسكا في شمال أفريقيا لإرساء نفوذ أميركي بدلاً من مجرد انتقاد للوجود الروسي، مضيفة أن عدم وجود استراتيجية واضحة هو مَكمنُ الضعف الرئيس من جانب الولايات المتحدة رغم أنها شاركت بشكل كبير في الجانب الإنساني في الصراع في ليبيا.

فوضى مرتزقة أردوغان

أشارت الخبيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرسل المرتزقة إلى ليبيا، ولكن ليس هناك دليل على انتمائهم إلى داعش، بحسب قولها، مؤكدة أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقف ضد استخدام المرتزقة في الصراعات لاعتباره أمر خطير جدا.

ومن جهة أخرى، أضافت: “توصلتِ إلى القناعة بأن داعش سيستعيد عافيته في ظل الفوضى والصراع في ليبيا، فالجماعات الإرهابية عادة ما تستأنف مستوى نشاطها السابق ويفعلون ذلك عندما تكون الظروف التي تفيدهم مواتية وهذا ينطبق على حالة الحرب الليبية”.

وقالت خبيرة شؤون السياسة الخارجية الأميركية في ليبيا إن تنظيم داعش تمركز في سرت لأنها كانت منطقة تقع بين طرفي النزاع وذلك قد يحدث مرةً أخرى، مشيرة إلى أن داعش سيصبح أكثر حضورا في أجزاء من جنوب غرب ليبيا والقدرة على البقاء هناك وكسب المال من حركة الاقتصاد المحلي، وهذا أمر مقلق.

روسيا.. دور فريد

روسيا
روسيا

وعن حضور موسكو في الملف الليبي، قالت إستال إن روسيا تلعب دورا فريدا في مجال النفط في الوقت الحالي، ولديها نفوذٌ على إعادة فتح قطاع النفط لوجود قواتٍ روسيةٍ في البنية التحتية للنفط.

وبحسب ما ذكرته الخبيرة الأميركية، تريد روسيا أن تقوم بدور الوسيط في الأزمة الليبية، وهذا كان جزءا من أهدافها لفترة طويلة، لكنها كانت تلعب دوراً نشطاً في الهجوم على طرابلس، ومع ذلك احتفظت بعلاقاتٍ ما مع حكومة الوفاق.

وعن أهداف تحركات روسيا في ليبيا والمنطقة، تُشير إستال إلى أن هذه التحركات جزء من استراتيجية أكبر عبر الشرق الأوسط وأفريقيا، لمحاولة لإعادة ترسيخ نفسها كقوة عظمى، وليبيا تُعتبرُ مركزية في خطة روسيا الكبرى للهيمنة على البحر المتوسط.

وأضافت: “نشر قوات فاغنر عزز بشكلٍ أساس موقف حفتر بعد الانسحاب من طرابلس، وعزز وجود القوات الروسية من قوة التفاوض في جانب حفتر ومّكنه من أن يكون قادرا على تخريب أي تفاهمات”، حسب وصفها.

“ملامح” المرحلة المُقبلة

سيكون دور الأمم المتحدة في ليبيا مرهونا بمواقف دولها الأعضاء المختلفة، وهي مواقف متناقضة من الملف الليبي، فالكثير من البلدان تصادقَ في الظاهر على قرارات الأمم المتحدة، وبعد ذلك تواصلُ القيام بما تريد القيام به، بحسب إستال.

وحول التحوّل الكبير بأزمة النفط، تقول الخبيرة الأميركية إن إعادة فتح النفط يعود جزئياً إلى التقدم الدبلوماسي الذي تم إحرازُه خلال الأسابيع القليلة الماضية، مشددة على أن تقاسم الإيرادات أمر بالغ الأهمية للوصول إلى حل في الصراع الليبي.

وأكدت على ثقل الحوارات القادمة قائلة إنها ستكون بالغة الأهمية، ومن المرجح أن يكون هناك مستوىً ما من الرقابة الدولية يمكنُ أن يشمل الولايات المتحدة لضمان التقيد بالاتفاق القادم.

وعن المسار الدستوري، تقول إستال إن الدستور مهمٌّ جداً ولن تنتقل ليبيا إلى مرحلة إقامة حكم سلميّ دون إدخال تعديلات عليه، لكنها حذرت من التقدم الشكلي الذي تم إحرازه قد ينهار لأنه لا يؤخذ على محمل الجدّ من قبل اللاعبين الذين لديهم قوات عسكرية على الأرض.

وأضافت: “من المرجح أن يكون المزيد من الانقسام والتشظّي إذا فشلت هذه الجولات القادمة من المحادثات فتركيا وروسيا، تقومان بإنشاء مواقع دائمة لهما داخل ليبيا. وهذا قد يعزز فصل شرق ليبيا عن غربها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى