اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

حكومة الكوليرا الليبية تدعم الضحايا

حمزة جبودة

ستصل الكوليرا إلى ليبيا وفي يديها باقة من الدموع والحسرة، على من سقطوا في حرب طرابلس، من الأبرياء، وستُعلن تشكيل حكومتها لإنقاذ ليبيا من بنادق وقذائف. وستشعر بالقلق ولن تسكت، لأن الأشرار سرقوا ضحاياها.

في الأثناء سيكون على المجلس الرئاسي، أن يصدر بيانا حول وصولها: لا شرعية للكوليرا، ونؤكد دعمنا لمن مات بلدغات العقارب وبقذائف مُسلّح غاضب، وحرصنا الشديد على أن تكون الأمراض الأصيلة في ليبيا، بعيدةً عن الصراع السياسي، لن نسمح لها بتعكير مزاجنا الرسمي، وإن التفّ حولها الجماهير، وطالبوا الكوليرا أن تتدخّل لإنهاء حالة الانقسام!

سيحتجّ بعض أعضاء البرلمان، وسيُعلنون أن الكوليرا ستكون على طاولة الحوار، وعليهم بعد ذلك أن يُرسلوا برقية لكل الأطياف في ليبيا، ولفايز السراج على وجه الخصوص، يقولون فيها: ليسَ من العدل أن تزور الكوليرا طرابلس، نُطالب بالتوزيع العادل على مناطق ليبيا، يجب أن يكون عدد ضحاياها، متساويًا على كل ليبيا.

ماذا يعني أن يُقتل الأبرياء في مواجهات مسلحة، وبعدها بساعات، تنتهي بمصالحة وإعطاء الدروس الوطنية، وعودة الحياة إلى طبيعتها القاسية، ومن ثُمّ يتم تقسيم المؤسسات المالية والسياسية في ليبيا على المتحاربين، لا شيء أمام ما ستحصل عليه الكوليرا إن نجحت وفتكت بما تبقّى في دولة، وانتصرت على الجميع بضربة واحدة.

الأمر الآخر في لُعبة القبائل والحكومات القاتلة، التاريخ الأكثر حضورا، والذي لن يُمحى، هو الأول من سبتمبر الذي سيزور ليبيا قريبا، ومن المؤكد أنه سيُشاهد الكوليرا كيف تبسط سيطرتها مع قادة الجماعات المسلحة. سيكون عيله تفهّم الوضع وتراتبية المشهد الجديد، وكيف سيتبدّل لصالح من يحصي أكبر عددًا من الضحايا.

مجلس النواب لم يكن غائبًا عن هذه الأحداث الدامية، فهو كان حاضرا أمس الأحد، في قائمة الأوائل، بعد أن نجح من جديد في تأجيل جلسته، وتأكيد فشله العريق في احتواء الأزمة. أما المجلس الأعلى للدولة، فلم يُفوّت الفرصة أبدًا في تسديد ضربة لغريمه المجلس الرئاسي، يُحمّله فيها المسؤولية لما يحدث في طرابلس، من أعمال إجرامية ترتكبها جميع الجماعات المسلحة فيها، متوخيا الحذر من إدخال الكوليرا في هذا الصراع، لكونها لم تكشف في صفّ من ستكون في المرحلة القادمة، وهل ستزور الأطراف الفاعلة، كما زارتها ستيفاني وليامز.

الصديق الكبير وعلي الحبري، في اجتماعهما لم ينطق أحدهما مفردة “الكوليرا”، كانا حريصين تمامًا، لأن زيارتها للخزينة العامّة للمصرف المركزي، ستكون مُكلِفةً جدًا.. عليهما وقتها إعداد الخطط التنموية وعرضها على رئاسي الوفاق والبرلمان، عليهما تقديم المقترحات لحلّ أزمة السيولة، حتى يستطيع المرء شِراء المياه المعدنية، والأكل الطبيعي، وأن يدعمهما بـ”الديتول” قبل مجيء الزائر الجديد إلى بيوتهم.. الأمر سيكون باهض الثمن، وعلى أحدهما التراجع إلى الخلف.. “لا تقلق سيد الصديق.. الكوليرا في صفّك لن ترحل”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى