كتَـــــاب الموقع

حقائب الوقت في باليرمو

حمزة جبودة‬

من المؤكد أن الوقت قد حان لتجهيز حقائب السفر إلى باليرمو الإيطالية، والبدء في صناعة الابتسامات لكاميرات التصوير وإنتاج الجُمل التي من المفترض أن تقولها الأطراف الليبية، بعد الاجتماع: “نعمل على تسوية الوضع في ليبيا، وتوحيد الصفّ وترسيخ المصالحة بعيدا عن الإقصاء”. وبما أن الوقت أصبح يلعب الدور الأكبر اليوم في ليبيا، فعلينا تذكير الأطراف الرئيسية والحاضرة بطبيعة الحال، أننا نسينا “الصخيرات” ونقاوم مع “الخطة الأممية” و”المؤتمر الجامع” و”لقاء باريس” ولهذا نرجوكم هذه المرة، أن تبتعدوا عن لغة التأجيل وأنكم ستحاولون وستفعلون وتطمحون، نرجوكم أن تكونوا أكثر صِدقًا هذه المرة، إن اتفقتم عليكم أن توقّعوا جميعكم على ورقة الاتفاق، وإن اختلفتم نطالبكم بأن تُمدّدوا بقاءكم في باليرمو، لعلّ تاريخها القديم يُعيد لكم الحسابات، وكيف تحوّلت إلى أيقونة رائعة، وتعدلون عن قراركم وتتفقون.

واليوم في ليبيا، القليل فقط متفائل بهذا المؤتمر، والكثير أصبح يترقّب من باب الفضول، وكأنه ينتظر عملاً سينمائيا يحتكره أبطال بعينهم وينتجون جُزءًا كلما أصابهم الضجر. هذا هو الواقع اليوم. لا أحد يجرأ على الكذب ولا حتى النفاق. طرابلس ما تزال على حالها لم تتغير، تستقبل زوّارها وتُودّع أبناءها كُلّما قرّر أحدهم تطهيرها، الجنوب مستمر في دفع ضريبة صمته وهدوءه وتنازلته لسنوات، لا أحد ينتظر من باليرمو حلولاً سحرية، ولا أحد يُفكّر فيها إلا أصحاب الحقائب وكُتّاب البيانات النهائية.

يُحسب لإيطاليا على كل حال، هذا المسعى المُكثّف، ويُحسب لمن سيذهب من الليبيين المؤثرين في المشهد، ولكنّ الأهم في هذا كله، من سيصمد أمامنا ويقول الحقيقة بعد نهاية المؤتمر: فشلنا أو نجحنا.. لاحظوا لا نطلب إصلاحات أو جيشًا مُوحّدا أو دولة القانون، فقط أن تختاروا الحقيقة : هل”نجحنا أم فشلنا”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى