العالم

حزب الرفاه يعود إلى تركيا بـــ”نكهة السلطنة”

218 | خاص

فوجئت الأوساط السياسية والبرلمانية التركية بـــ”عودة مفاجئة” لحزب “الرفاه” التركي الذي حُظِر فعليا عام 1998 بأمر من الجيش التركي وقتذاك، قبل أن تفشل محاولات مؤسسة السياسي التركي نجم الدين أربكان بالعودة إلى المشهد السياسي عبر حزب “الفضيلة”، إذ لم يلبث أن أمر الجيش التركي بحل حزبه الجديد، وزج أربكان في السجن، فيما لم تُعْرف حتى لحظة إعداد هذا التقرير “الدوافع الغامضة” لعودة حزب تركي أثار جدلا واسعا على الساحة السياسية التركية قبل نحو عقدين حينما اتهمته المؤسسة العسكرية بمحاولة خلخلة النظام العلماني في تركيا، وهو أمر ظل أربكان ينفيه نفيا قاطعاً.

عودة “الرفاه” اليوم إلى المسرح السياسي، إذ انتسب إليه لسنوات طويلة الرئيس التركي الحال رجيب طيب أردوغان، تبدو مفاجئة، فيما لوحظ أن الفاتح نجل أربكان هو الذي أعاد تسجيل وإطلاق وإشهار الحزب سياسياً، لكن المفاجأة أن أحد أحفاد السلطان عبدالحميد الثاني الذي حكم الدولة العثمانية سيكون الرجل الثاني في الحزب بعد نجل أربكان، وهو تحالف يقول ساسة أتراك إنه ليس عابراً، فيما يقولون عن عودة “الرفاه” بأنها لن تكون “شكلية أو ديكورا سياسيا”، خصوصا وأن عشرات الآلاف من كوادر الأحزاب الرئيسية في التركية، ولاسيما الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” كانوا في الأساس أعضاء في حزب “الرفاه” الذي نال عام 1996 نحو 160 مقعدا في البرلمان التركي، عدا عن انتزاع 400 بلدية في تركيا من بينها العاصمة وإسطنبول، فيما ترأس أربكان الحكومة التركية بشراكة سياسية مع حزب “الطريق القويم” برئاسة السياسية التركية تانسو تشيلر.

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير فإنه لا يُعْرف موقف “العدالة والتنمية” وأردوغان من عودة “الرفاه” التي يراها كثير من الأتراك بأنها منسقة تماما مع أردوغان الذي حاز صلاحيات دستورية واسعة النطاق، وأصبح أول “رئيس تنفيذي” يُنْتخب انتخابا مباشرا من الأتراك، فيما تلفت أوساط تركية إلى أن إضافة “نكهة السلطنة” إلى “الرفاه” عبر نجل السلطان عبدالحميد الثاني ربما يأتي لـــ”مغازلة واستمالة” عشرات آلاف الأتراك الذين يحلمون بإعادة “أجواء السلطنة” التي لم تكن تصرفات أردوغان بعيدة عنها في السنوات القليلة الماضية، وسط مخاوف من أن يندلع “صراع مبكر” بين العدالة والتنمية من جهة والرفاه من جهة أخرى، خصوصا إذا ما تمكن “الرفاه” من استعادة كوادره السابقة، وبناء جبهة سياسية عريضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى