العالم

حجاج يتطلعون لجعل الحج ملهما لاهتمام المسلمين بالبيئة

(رويترز) –  يؤدي نحو مليوني حاج الفريضة في مكة هذا العام، حيث يأكلون وينامون ويصلون ويتعبدون بشكل جماعي خلال أدائهم المناسك في مكان واحد تقريبا.

وباعتبار أن الحج يمثل الركن الخامس من أركان الإسلام وفرض على كل مسلم مستطيع صحيا وقادر ماليا، فإن له بعض التأثير الكبير على البيئة لوجود أعداد كبيرة من الناس الذين ينتمون لمناطق مختلفة في مكان واحد معا.

ويقول حجاج من المهتمين بالحفاظ على البيئة إنه يتعين تخفيف التأثير الضار بالبيئة ويطالبون الحجاج الآخرين بانتهاج نمط حياة أخضر أو صديق للبيئة.

من هؤلاء حاج من الأردن يدعى يوسف علاونة قال لتلفزيون رويترز “ما أنا حاب السلوك هذا اللي هي عدم النظافة من الحجاج. والله أنا آسف عن هذا الكلام يعني. لكن إنه الواحد يرمي أي شي في الشارع، ويفترض أن هذا مكان من أطهر بقاع الأرض ولازم نحافظ عليه”.

وأضاف حاج من سوريا يدعى محمد عبد المجيد “والله شايف الحج بالنسبة للمساحات الخضراء الموجودة علينا، زراعة الأشجار اللي موجودة بالمنطقة حوالينا، وعندنا رذاذات المياه الموجودة بتعطي رطوبة للجو. الجو جدا ساخن وحامي يعني لكن الجهود المبذولة يعني جهود كثير عالية”.

وأردف حاج من الجزائر يدعى عبد الوهاب بدوي “ثقافة، وهذا من كل أنحاء العالم، مش دولة أو دولتين. المشكلة في الحجاج، يعني مش فيه مشكل. يعني أتمنى تكون فيه حملات توعية منها يوروا لهم مناسك الحج ويوروا لهم يعني هذا الأمر. لأن هذا الأمر يعني مش…العالم كله بيشوف ده وهذا أمر مش جيد يعني”.

وقد اتخذت السعودية في السنوات الماضية خطوات للحفاظ على البيئة خلال موسم الحج، وجعله صديقا للبيئة، منها تحديد حصص لأعداد الحجيج وتطوير مترو مكة للحد من التلوث.

وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد بن صالح العواد “المملكة العربية السعودية تعمل ليل نهار لتطوير المشاعر المقدسة. ومن ضمن برامج التطوير والمبادرات، مبادرات التطوير أيضا، أن تكون، هذا المكان يكون صديقا للبيئة، لذلك بدأت بعملية التشجير وزيادة المساحة الخضراء. كذلك هناك رذاذ المياه وغيرها من المشاريع التي أيضا تخفف من ضغط ارتفاع درجات الحرارة، والآن هناك مشروع جبار أيضا لإعادة تدوير النفايات وغيره من المشاريع التي سوف تكون بإذن الله نموذجية وتجعل من هذا المكان نموذجيا بإذن الله”.

وقد تم في الآونة الأخيرة تكليف المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، وهو جمعية أهلية مقرها الرياض تعترف بها الأمم المتحدة، بمراجعة الجهود الخضراء في المدينة ثاني أقدس المدن في المملكة بعد مكة والتي يزورها ملايين الحجاج والمعتمرين أيضا كل عام.

وسيقيس المنتدى الإجراءات الصديقة للبيئة في مدن مكة والمدينة وغيرهما من المدن المقدسة طبقا للإرشادات الدولية الخاصة باستخدام الطاقة والنفايات والمياه والنقل والرفاهية.

وهناك أيضا دفعة لإحياء الممارسات التقليدية مثل تقاسم المياه بين الحجاج من مصدر جماعي، وهو ما كان شائعا قبل انتشار المياه المعبأة في زجاجات.

وهناك تشجيع للأئمة لكي يتحدثوا في المساجد عن التغير المناخي والبيئة.

وخلصت محادثات المناخ للأمم المتحدة في الآونة الأخيرة إلى أن تغير المناخ حقيقة لدول كثيرة يغلب المسلمون على سكانها، من بنجلادش وحتى شمال أفريقيا، حيث يتجلى في صورة فيضانات وسيول وجفاف يغذي عدم الاستقرار والصراعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى