العالم

“ترامب البريطاني” يُنهي “تجربة ثاتشر”

218TV | خاص

بعد جولات منافسة مريرة داخل حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، تمكن وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون من أن يصبح زعيما للحزب، وهو الأمر الذي يؤهله عملياً لأن يكون رئيس الوزراء المقبل خلفا لتيريزا ماي التي استقالت رسميا في أواخر شهر مايو الماضي بعد سلسلة إخفاقات لخطط قدمتها بشأن خروج آمن لبلادها من عضوية الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي فتح صراعا داخليا في حزب المحافظين لخلافتها.

ولم يكن جلوس جونسون على مقعد ماي في “المحافظين” و”رئاسة الحكومة” أمرا مفاجئا للرأي العام البريطاني، فالرجل حضّر لهذا المنصب بـ”أداء قوي” في وزارة الخارجية في حكومة ماي، قبل أن يطلق سلسلة من المواقف والتقديرات بشأن “بريكست”، وهو أمر عرف معه البريطانيون أن جونسون سيكون رئيس الحكومة المقبل، وأنه بوسعه أن يتصدى لـ”بريكست”، وأن يضع حدا للطامحين بزعامة المحافظين ورئاسة الحكومة، كما يحتفظ رئيس الحكومة الجديد بعلاقات جيدة داخل البرلمان البريطاني.

وجونسون ليس له سجل طويل في الممارسة السياسية، فقد شغل عضوية البرلمان، قبل أن يصبح عمدة لبلدية لندن عام 2008، وهو الموقع الذي أكسبه شعبية واحتراما، مما دفع ماي للاستعانة به وزيرا للخارجية في الحكومة التي شكلتها بعد استقالة ديفيد كاميرون في يونيو 2016.

وفي مفارقة لافتة يفتح البريطانيون خزانة مشاهير السياسة العالميين لإسقاط شخصيات منها على الساسة البريطانيين، فجونسون الذي أصبح ثالث رئيس لوزراء بريطانيا منذ تصويت الشعب لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، يلقبه البريطانيون بـ”ترامب اللندني” نظرا للونه الذهبي المبعثر أسوة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، عدا أن النسخة البريطانية من ترامب لها “هفوات ومواقف غريبة” في السياسة أسوة بترامب نفسه.

ويطلق البريطانيون أيضا على تيريزا ماي لقب “ثاتشر الثانية”، نظرا لشخصيتها القوية، وكونها ثاني إمرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ بريطانيا، لكن ماي خلافا لثاتشر لم تُعمّر طويلاً في منصبها، إذ قضت ثاتشر نحو 15 عاما في منصبها، الأمر الذي منحها لقب “المرأة الحديدية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى