أخبار ليبيااهم الاخبار

جونز تشهد (2): المشكلة الليبية هي صراع على “البنية التحتية”

218TV.net خاص

تقول السفيرة الأميركية السابقة في الحلقة الأولى من شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، والمُترجمة خصيصا من قِبل قناة (18) للمشاهد الليبي، إنه لعوامل كثيرة، فإن ليبيا لم تتحول إلى “دبي البحر الأبيض المتوسط”، فيما تواصل في الحلقة الثانية اليوم على موقع قناة (218) مواصلة شهادتها، في ظل نقاط قوية مُثارة من قِبل رئيس وأعضاء اللجنة البرلمانية.
تتابع جونز شهادتها بالقول: من اللافت للنظر، أنّ التكنوقراطيين من عهد القذافي والذين أوكل إليهم مهمة الإشراف على العمليات المتعلقة بأهم الثروات الوطنية الليبية، البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط وهيئة الاستثمار الليبي، أُتيح لهم العمل بحريّة… مما أوحى إلي أن الليبيين لا يرغبون بتدمير ثروتهم الوطنية …..في الحقيقة عملنا معهم خلف الكواليس وعن كثب للتأكّد من استمرار الوضع …لكن للأسف ، مؤخرًا وبعد المفاوضات والمنافسة، ثارت مخاوف من بذل البعض لجهود من أجل إنشاء سلطات متنافسة لإثارة قلق الليبيين متوسطي الحال، الذين أصبحت همومهم تنحصر بتوفير ما يكفي لطعامهم وللتواصل والتنقل.
تقول جونز أيضا: أودّ أن أقول .. على الرغم من هذه الفوضى والاضطراب السياسي الكبير في طرابلس، استمرت معاناة بنغازي نظرًا لكثرة الاغتيالات الدنيئة وغياب القانون، قللت الحكومة من وجودها في بنغازي وكذلك مؤسسات المجتمع الدولي، وفي هذا الوقت ظهر خليفة حفتر لأول مرة في فبراير من عام ألفين وأربعة عشر، في فترة حلّ المؤتمر الوطني العام..ظهر حينها على التلفاز…فيما يمكن تسميته انقلابا حيث دعى الليبيين أن يثوروا وينضموا إليه ضد المؤتمر الوطني العام غير الشرعي والفاسد.. لم يُثر ذلك ردود فعل ..فاختفى .. ليظهر بعد ذلك في مايو في بنينا في بنغازي حيث أعلن عن حربه المضادة واحتجاجه ضد من اتهمهم بالمسؤولية عن الفوضى الدموية التي تعمّ بنغازي.
تشير السفيرة جونز: إلى جانب ذلك..تعرفون حكاية الانتخابات العامة التي عُقدت في عام ألفين وأربعة عشر. أتمنى أن تقرؤا هذه الفقرة بحرص ..لأنّ روايتي نظرًا لوجودي على الأرض كانت مختلفة قليلًا فيما يتعلق بمواجهة تهديد حفتر بالتحرّك نحو طرابلس وإعلان الأطراف في طبرق أنّ الحوار لم يعد ضروريًا، وبناءً عليه تصرفت قوّات مصراتة استباقيًا وعملت على طرد مليشيا الزنتان من طرابلس، حيث أخرجتهم من المناطق التي سيطروا عليها أثناء الثورة..ثانية الأمر يتعلق بالثوّار الذين سيطروا على الثروات، مثل برج طرابلس الذي يوجد فيه هيئة الاستثمار الليبية، ومركز الدعوة الإسلامي الذي كان مركزًا مهمًا في عهد القذافي ولاحقًا ..لذا فهذا القتال على المناطق التي كان يحتلّها الزنتان ورأى البعض أن لا حقّ لهم فيها.. أدى إلى انسحاب جميع الدبلوماسيين أو البعثات الدبلوماسية من ليبيا في ذاك الوقت.. أودّ أن أسرد بعض الأمور.. على الرغم من هذه الفوضى والاضطراب السياسي، نجحت الولايات المتحدة، أثناء تبوّئي منصب رئيس بعثة، في تنفيذ عددٍ من المهمات، من بينها القبض على كلٍّ من أنس الليبي والمشتبه به في عملية بنغازي أبو ختالة، والانخراط مع كافة الأطراف في محادثات للتوصّل إلى تسوية سياسية وذلك بدعم من حكومات ليبية متعاقبة.
تقول جونز: بمعنى آخر أنّ هذا الأمر لا يتطلب منّا أن نعمل لمصلحتنا فقط.. كان الليبيون أول من أكّد وجود داعش في درنة وطلبوا من الولايات المتحدة مساعدتهم في التخلص منهم… المصراتيون هم أول من لفت انتباهنا إلى تنامي وجود داعش في سرت..الأمر الذي سهّله أعضاء من قبيلة قذّاف الدم، أعداء المصراتيين التاريخيين والذين سبق وأن تحالفوا مع أنصار الشريعة لأسباب انتهازية مماثلة…. جماعة إرهابية أخرى…يمكننا التحدّث عن داعش لاحقًا، لكن أعتقد أنّكم غطيّتم خارطة الطريق هناك… لذا سآتي إلى الخلاصة..وسأجيب عن الأسئلة لاحقًا.. ليبيا غير متورّطة في حرب أهلية تقليدية تقوم على خلافات أيديولوجية عصية. إنّها حرب استنزاف بهدف السيطرة- لا التدمير- على بنية تحتية مهمة في ظل غياب إدارة موثوقة للثروة الوطنية. ثبت على مرّ التاريخ أنّ الإنهاك أو الإفقار أو إلحاق الأذى هي دوافع أساسية من شأنّها أن تفضي إلى حلول تفاوضية.
تلفت السفيرة جونز إلى أنه طالما واصل الفرقاء المختلفون، المتكافؤن من حيث قدرة كلٍّ منهم على السيطرة على ميدانه، الاعتقاد أنّهم قادرون على الاعتماد على دعم خارجي من أجل إحداث تغيير وتجنّب الوصول إلى حدود الإفقار أو الأذى أو الإنهاك، سيستمر الاقتتال المتقطّع المتدّني في شدته، والذي من شأنه المساهمة في معاناة الإنسان وتدفّق اللاجئين وتسلل المقاتلين الأجانب إلى الأرض الليبية الشاسعة. وليس هذا بالأمر الجيد لا لليبيا ولا لنا ولا حتى لشركائنا الأوروبيين… سيحتاج أي “حلّ ليبي” إلى القبول بنظام حكم على مستوى البلديات بحيث يضمن التوزيع العادل للثروة الوطنية (في هذه الحالة عائدات النفط)، وحدّ معين من الحكم الذاتي (يتضمن القضايا الأمنية) على المستويين المحلي والإقليمي، وإعادة دمج المليشيات أو إعادة تأهيل أعضائها. يجب أن تكون عملية شاملة، تسمح بعودة وإعادة تأهيل كافّة الليبيين…. بغض النظر إلى جانب من وقفوا أثناء الثورة.. … يجب أن يبدأ بوقف إطلاق نار بإشراف المجتمع الدولي وبرضىً ودعمٍ ليبي، إضافةً إلى جمع الأسلحة الثقيلة من أنحاء البلاد وتواصل التعاون في الحرب على داعش والآخرين الذين يأملون باستغلال الأرض الليبية. يجب أن يوافق الليبيون على هذا كله. .. وأودّ أن أُشير هنا.
إن لم يحصل هذا…دعني أقول أنّ الحرب الأهلية في ليبيا ليست سهلة، لكنها مشروع جدير بالاهتمام.. لا بديل.. لا يمكن للشرعية أن تُفرض،بل لا بد من اكتسابها… لم يطلب منّا الليبيون خوض معركتهم، لذا فأقلّ ما يمكننا فعله هو دعم أحلامهم، أحلامهم المستوحاة منّ نموذجنا. شكرًا.
كاردين: أودّ أن أشكر الشاهديْن أولًا. هناك اختلاف واضح بين سوريا وليبيا .. في سوريا اصطدامات إثنية ضربت في العمق، وليبيا لا تحمل مثل هذا العبء… غير أنّا رأينا تدخل روسيا في سوريا، والدمار الذي أحدثه تدخّل بوتين في سوريا وجعل جمع كافّة الأطراف في عملية سلام أمرًا في غاية الصعوبة، على الرغم من أنّها الحلّ الوحيد في سوريا وكذلك في ليبيا.. لذا نرى الآن، اتجاهات التدخلات المعيقة في ليبيا، نرى كيف تدعم التدخلات الجنرال حفتر الذي يجد صعوبة في الاعتراف بحكومة مدنية .
سؤالي، أولًا ما المآرب الروسية في ليبيا؟ ولماذا هم قادرون على الحصول على دعم مصر –إحدى شركائنا- بحيث يستغلون منشآتها من أجل العمليات العسكرية في ليبيا. وما هي مصالح الولايات المتحدة بتعاملها مع التدخّل الروسي في ليبيا؟ د. وايري لديك اقتراحات ؟ لتساعدني على فهم خارطة الطريق هنا.
فريدريك:شكرًا، باعتقادي أنّ من النعم الليبية أنّها ليست سوريا، فحجم التدخّل الإقليمي والدولي يبدو باهتًا مقارنة بسوريا، كما أنّ التدخل الإقليمي لا ينحصر ببساطة بروسيا، لذا أودّ أن أُشير إلى أنّ دول الخليج هم اللاعبون الأكثر إيذاءً، فبالعودة إلى ثورة عام ألفين وأحد عشر، تنافست دولتان خليجيتان إقليميًا على الأرض الليبية. كما أنّ دور مصر بدأ قبل روسيا، فلمصر مصالح أمنية واقتصادية قائمة منذ زمن طويل، كما كانت من أوائل الدول التي دعمت عملية الكرامة التي قادها خليفة حفتر في عام ألفين وأربعة عشر. وعندما توصل الجنرال السيسي إلى السلطة في مصر انعكس ذلك على ليبيا لذا ومرة أخرى، تغيّرت السياسة المصرية اتجاه ليبيا بعد السيسي.. .
(كاردين): ذكرت في شهادتك أنّ تأثير السلطة المدنية ضروري للاستقرار في هذه الدولة، لكن الجنرال حفتر لا يتعاون في هذا الأمر؟
(فريد): صحيح
(كاردين): إذًا يبدو أن روسيا تنحاز إلى جانب الجنرال حفتر؟
(فريد): بالضبط. لذا دخول روسيا..أعتقد أنّ مصلحة روسيا تعود جذورها إلى عهد القذافي حيث كان لديها عقود تسليح عديدة، ومشاريع بنية تحتية واستكشفوا إمكانية بناء قاعدة بحرية. لكن الجنرال حفتر حليفٌ جيدٌ لهم، فمنذ الفراغ وهو يُعزز روايتهم القائمة على أنّ “الناتو” دمّر الدولة وها قد جاءت روسيا لإصلاح الأمور!.. يدعمونه طبقًا للتقارير عبر تقديم قطع الغيار والتدريب والرعاية الصحية ويطبعون الأوراق النقدية للحكومة في الشرق، وهذا أمرٌ يُنذر بالخطر، ففي ليبيا مؤسسات موازية..فالفرقاء في الشرق لهم بنك مركزي خاصٌ بهم وروسيا تطبع الأوراق النقدية الليبية لدعمه. أُكرر، باعتقادي أنّ دوره غير مفيد.. فهو مسرحي..زيارة الجنرال حفتر إلى السفينة الحربية مسرحية.
لذا فالسؤال هو هل يرغبون بإعادة مثال سوريا؟ هل يرغبون بإنشاء قواعد هناك أم أنّهم يرغبون بتقديم أنفسهم كوسيط لا يمكن الاستغناء عنه؟ يريدون أن يكون الشخص الذي يشكّل الحكومة الجديدة بما يخدم مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية.
(كاردين): إذا أرادت الولايات المتحدة سحب مصالحها من ليبيا هل سيتيح هذا مجالًا أكبر لروسيا؟
(فريد): أعتقد هذا سيناتور.. نعم..مرة أخرى، ومن محادثاتي مع ليبيا والأمم المتحدة ،فإنّ الجميع ينتظر إشارة من الولايات المتحدة.. إنّ غياب أي إشارة يؤدي إلى تجميد الأمور وفراغ ودعوة القوى الأخرى.
(كاردين): سمع هذا أيضًا، ما نوع الإشارة التي ينتظرونها؟
(فريد): أعتقد أنّه…وكما تعلم… إشارة على وجود واضح، إشارة على تدخّل دبلوماسي، دعمنا للحكومة.. أعني ..دور المبعوث الخاص ووزارة الخارجية ودعم الشركاء الأوروبيين.. إشارة أكثر وضوحًا…مسموعة.. لا إشارة على أنّنا ننفض أيدينا من هذا البلد.
(الرئيس): أخبرني بالضبط ما الذي ينبغي على الولايات المتحدة فعله من أجل التوصّل إلى اتفاقية سياسية؟

(فريد): أُكرر، باعتقادي أنّ دورا داعما أكثر وضوحًا لهذه المبادرات..وتصريحات.. تقديم نوع جديد من مسارات التفاوض بالعمل الثنائي مع الأمم المتحدة و مع الشركاء الإقليميين..بتقديم إشارة، أعني بالنسبة للشعب اللليبي..للاعبين الليبيين الذين كانوا مستعدين للدخول في مبادرات أوسع..لمساعدة المجتمع الليبي والحكومة الليبية..باعتقادي أنّ أحد الأمثلة على ما أتحدّث عنه ما حدث عندما نقل الفرقاء الليبيون معركتهم إلى الجنوب..عندما بدأت الاشتباكات على الهلال النفطي… أصدر الأعضاء الخمسة الدائمون.. جميعهم.. الخمسة.. بيانًا مفاده أنّ هذا الأمر سيء لليبيين.. هذا النوع من الإجماع ! أعني أنّه على الولايات المتحدة الضلوع بدور قيادي لا أن تبقى في الخلف.
(جونسون): هل يوجد أي أمل من إعادة جمع هؤلاء التكنوقراط لتشكيل نوع من السُلطة الحاكمة؟ ..السؤال للسفيرة
(ديبورا): باعتقادي أنّه حين يتعلّق الأمر بالمؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي وغيرهم من التكنوقراط، فالقيادة الليبية مضطربة سياسيًا، وتحتاج إلى إرشاد ودعم .. ولن نتمكّن من فعل ذلك إلّا إذا كنّا منخرطين هناك… ولا بدّ أن نتذكّر أنّه لا وجودا دبلوماسيا فعليا لنا في ليبيا منذ انسحابنا في يوليو من عام ألفين وثلاثة عشر..وهذا بعث برسالة كبيرة لليبيين..فللأسف ، ونظرًا للحساسية السياسية المتبقية..ما تزال الولايات المتحدة مترددة في إعادة الموظفين إلى ليبيا بعد الانسحاب الثاني قلقين من الشلل الذي قد يحدث في الداخل.. أعتقد أنّا نحن من أدخل الروس والصينيين في عملية الحوار، وكنّا منخرطين بفعالية..كما أنّ اشتراك الولايات المتحدة في العمل سيُرسل إشارة مفادها أنّا ندعم الحلّ السياسي والعسكري..وهذا في غاية الأهمية.. وهنا أودّ إيراد ملاحظة عملية.. فحفتر –على الأقل أثناء وجودي هناك- ولا أعتقد أنّ هذا تغيّر- فريد يعلم ذلك.. لم يسيطر على أكثر من اثني عشر بالمائة من البلاد في أي وقت ما..فهي دولة شاسعة.. ولن تتمكّن من هزيمة داعش أو أية مجموعة أخرى إلّا إذا كان هناك تعاون عبر الحدود .. إذا ذهبنا لدعم حفتر، سيؤدي هذا إلى حرب أهلية…وفي هذا تهديد وجودي لليبيا …فيما أخشى!
(جونسون): كم عدد المليشيات هناك؟ كم عدد الجماعات المهمة المتنافسة هناك؟
(فريد): أستطيع القول أنّهم بالآلاف..فالمأساة في ليبيا أنّ القوى في غاية التشرّذُم.. بين الأحياء و حتى في مدينة مثل مصراتة، هناك المئات.. لكن في طرابلس ربما هناك أربع أو خمس!
(جونسون): جماعات أخرى رئيسة..سمعنا الأمر نفسه في سوريا هناك ألف ومائتين ..أعني عشر جماعات رئيسة؟ هل الأمر سيء لهذا الحدّ؟
(فريد): إنّها متشرذمة للغاية حقًا..هناك محادثات عن مسار لحوار أمني..وجمعهم.. ربما يمكن استدعاء ما بين اثني عشر وخمسة عشر من قادة الجماعات المسلحة…وهذا سيحقق مرادك، غير أنّ فرصة أن يقوم المفسدون بدور ما كبيرة جدًا..
(جونسون): في مثل هذا التشرّذم ما دور الدبلوماسية..عليك أن تبدأ بفرض سيطرة عسكرية صحيح؟ أعني على أحد ما أن يفرض سيطرة عسكرية على الأرض ليجمع هذه الأطراف مع بعضها؟
(فريد): في مناطق معينة، فالعديد من المليشيات مرتبطة بمدن معينة، وينسقون مع المجالس البلدية ، فهناك زنتان ومصراتة وحتى في الشرق..طبرق وبنغازي..لذا فهناك، إجراءات لفرض السيطرة عبر المفاوضات بين رجال الأعمال والمجلس البلدي ..لذا ففكرة قدرة لاعب واحد على السيطرة وتوحيد الدولة محض خيال..أعتقد أنّ علينا التفكير بطريقة نبني بها هذا من الأرض وننميه..

(جونسون): من القوة الأجنبية الممكن الوثوق بها لفرض سيطرة من أجل الاستقرار؟
(فريد): قوة أجنبية؟
(جونسون): أعني على سبيل المثال إيطاليا..هل يمكن أن تكون شريكًا لنا؟
(فريد): تقوم إيطاليا حاليًا بدور كبير في الوساطة من أجل الحوار..وتقوم بدور في طرابلس ومصراتة و قدّمت المساعدة للشرق
(جونسون): ما شكل الوجود الإيطالي في ليبيا حاليًا؟
(جونسون): هل لأي قوة أجنبية جنود هناك؟
(فريد): هناك وجود طارئ للجنود الإيطاليين في مستشفى مصراتة..وجنود يقدّمون تدريبات بسيطة للجنود في طرابلس
(جونسون): عدد محدود..لا يكفي لفرض السيطرة؟ تقديم مشورة ربما ؟ ..هل هم بحاجة إلى المزيد؟ أعني هل علينا أنّ نُشجّع الحلفاء الأوروبيين للقيام بدور ما ؟ فعلى أحد أن يقوم بفرض السيطرة عسكريًا؟
(فريد): لا أعتقد هذا..لا يريد الليبيون ذلك.. يجب أن يكون ذلك بناءً على دعوة ليبية..فلا بد من الاتفاق على قوة لدعم الاستقرار من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي..لكن يجب أن يتمّ بالعمل مع الليبيين.. باعتقادي أنّ أي وجود أجنبي سواءً كان مضادًا أو بناءً على رواية الجهاديين..باعتقادي ما يجب أن يحدث أولًا هو اتفاق الليبيين على خارطة طريق للجيش. ووضع خطة..
(جونسون): هناك اضطراب سياسي ؟ وهناك آلاف المليشيات؟ أحاول أن أجد حلًا .. يجب أن يكون نوع من التحالف الدولي ولكن بدعوة من الليبيين لمحاولة تحقيق الاستقرار هناك، صحيح؟
(فريد): لا أعتقد هذا..باعتقادي .. هناك محادثات جارية تتضمن المسار الأمني لمحاولة جلب هذه الجماعات من أجل التنظيم والقيادة… أي المليشيات ستبقى في الجيش ؟ أيّ المليشيات ستغادر؟ ..لتغيير وضع هؤلاء الشباب فهم يرغبون بالعودة إلى أعمالهم ودراستهم..وهذا يتطلب استراتيجية بقيادة ليبية.
(جونسون): شكرًا سيدي الرئيس
(الرئيس): هل يطلب الليبيون ذلك؟
(فريد): نعم، أعني هذه المسارات ..
(ديبورا): لا حفتر لا يطلب ذلك!
(فريد): حفتر يتحدّث مع الأمم المتحدة عن جسم عسكري، غير أن المشكلة تكمن في أنّه يريد أن يكون جزءًا من هذا المجلس الرئاسي ، يريد أن يكون القائد الأعلى.
(الرئيس): إن كان هذا واقًعا فما المشكلة؟
(ديبورا): إنّه مشكلة
(فريد): إنّه مشكلة
(ديبورا): لأنّه على أرض الواقع، لدينا انتشار للأسلحة الثقيلة، والمعارضة اتجاه حفتر عميقة جدًا، والمصراتيون قادرون –كما رأينا في يوليو وأغسطس من عام ألفين وأربعة عشر- إذ لديهم قيادة وسيطرة..وحس بالمسؤولية اتجاه حماية أرضهم..ممّا سيدفعهم إلى المواجهة في حال أصبح حفتر القائد..وقد قالوا ذلك أثناء محادثاتنا معهم سابقًا في أنّهم على استعداد للتعاون مع الآخرين وفق نظام قيادة..لكن حفتر أصرّ على رفضه للخضوع لقيادة مدنية ..ونجم عن هذا عدم ارتياح العديد خاصةً في ظلّ بعض علاقاته.. وداعميه من خارج ليبياولهذا فالناس لا يعرفون ما الهدف من هذا؟ … اتفقت جميع دول مجلس الأمن على أنّهم يريدون تحقيق الاستقرار في ليبيا. .. لكن هناك عوامل أخرى، فلدينا أصدقاء وشركاء بما فيهم مصر وغيرها ممن يعارضون تلقائيًا أي فكرة من شأنها أن تتيح لجماعة إسلامية أو الإخوان المسلمين الوصول إلى الثروة الليبية لأنّهم يرون أنّ ذلك سيقود إلى سيطرة إسلامية ومنافستهم على الإمارة أو الحكومات.. ولهذا فاعتراضهم مبني على عمل شيء للاستقرار ولكن مع إبقائهم بعيدًا.
(الرئيس): شكرًا لك…سيناتور بروكر
“يتبع” في الحلقة الثالثة
ترجمة خاصة بقناة (218). رهيفة محمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى