أخبار ليبيااهم الاخبار

جاي مينز: انهيار ليبيا يعني احتراق أوروبا

في مقاله المنشور في موقع المرصد الأوروبي “EUOBSERVOR”؛ يتناول الكاتب جاي مينز العلاقة الانعكاسية بين الوضع في ليبيا والوضع الأوروبي، مشيرًا إلى أن تماسك النظام الأوروبي؛ لا يتحقق إلا باستقرار الدول ذات الحدود الاستراتيجية مع أوروبا، وعلى رأسها ليبيا.

أصبحت ليبيا ملعبًا لمنافسات جيوسياسية متزامنة: الناتو وروسيا؛ تركيا والشرق الأوسط “الكتلة المعادية للثورة”؛ تركيا وروسيا، ولا يبدو أن هناك أي طرف يرغب في تعريض مصالحه للخطر.

وبحسب الكاتب؛ فإن الفوضى السياسية في ليبيا وتدويل حربها الأهلية؛ أمرٌ مقلقٌ للغاية، ليس فقط من الناحية الأخلاقية ولكن أيضًا لأمن أوروبا، فالأهمية الجيوسياسية لليبيا بالنسبة لأوروبا كبيرة، وكذلك التهديد الذي يمكن أن يُشكّله وقوع البلاد في سيطرة الأيدي الخاطئة.

ولكونها من أكثر طرق الهجرة اتصالاً بأوروبا؛ يعدّ استقرار ليبيا أمرًا حيويًا لمنع حدوث مأساة إنسانية، وأيضًا لمنع موجات الهجرة التي قد تقوّض وحدة الاتحاد.

إضافةً إلى ذلك؛ فإن فراغ السلطة في ليبيا يمنح روسيا فرصة للانتشار العسكري، وهو تهديدٌ مباشرٌ للوحدة الأوروبية، وعلى الرغم من خطورة هذا التهديد؛ إلا أنه لا يُؤخذ على محمل الجدّ، بما فيه الكفاية.

الاستقلال الاستراتيجي؛ هو فكرة نخب السياسة الخارجية في بروكسل، الفكرة جاءت من إيمانويل ماكرون، وتقول إن الاتحاد الأوروبي يمكنه ويجب عليه أن يصبح فاعلًا جيوسياسيًا وقادرًا على التعامل مع مشاكله، والوقوف في وجه بكين، والتصرف بشكل مستقل دون واشنطن.

حاول الاتحاد الأوروبي التعامل مع ملف ليبيا في الأشهر الأخيرة من خلال وقف الهجرة غير الشرعية وفرض الحظر، والتهديد بفرض عقوبات على أولئك الذين يعرقلون الانتخابات المخطّط لها ومن خلال استضافة مؤتمرات برلين.

لكن هذا لا يكفى، وبينما تضغط فرنسا من أجل التدخل العسكري؛ لا تبدو تلك هي الطريقة الأفضل لأوروبا لتقديم المساعدة.

وهنا يطفو على سطح الأزمة سؤال دستوري: “ماذا بشأن عدم قدرة أصحاب المصلحة الليبيين على التوصل إلى اتفاق حول ما يجب أن يكون عليه العقد الاجتماعي للبلاد؟ وكيف يجب أن تبدو المؤسسات التي تجمع البلاد معًا؟”

يجيب الكاتب عن هذا السؤال بأن الدور الذي يجب أن تلعبه أوروبا ليس في العمل العسكري، ولكن في إعادة الارتباط الدبلوماسي القوي، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي على استعداد لإعطاء الوقت والاهتمام لليبيين بخلاف النخب السياسية الفاسدة، ولا سيما الشباب الليبيين الذين لديهم أفكارٌ إبداعيةٌ حول كيفية الخروج من المستنقع السياسي في بلادهم.

أخيرًا، يجب على بروكسل الانخراط بقوة في مسألة مستقبل ليبيا الدستوري، ويأتي هذا الانخراط من خلال دعم وضع دستور جديد للبلاد بعد الانتخابات، ودعم الشباب الجادين بالنهوض في البلاد بعيدًا عن ديناصورات السياسة.

عندها فقط؛ يمكن أن نتحدث عن استقلال استراتيجي، وليبيا هي خط النضال الأول الذي سيحفظ تماسك الوحدة الأوروبية، وانهيار هذا الخط؛ يعني دخول أوروبا في “دائرة النار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى