المرأةاهم الاخبار

ثلاثة أعمال أدبية لامست قضايا المرأة

218| خلود الفلاح

تحضر صورة المرأة في الرواية ضمن سياق التحرر ومنطق المساواة بين الرجل والمرأة. تعيش نساء هذه الروايات محن داخلية؛ بسبب المجتمع الذكوري، يتعرضن للعنف بكل أشكاله، هناك من استسلمت، وهناك من سعت إلى حماية نفسها وبناء حياتها من جديد.. هذه الروايات بمثابة تحية لكل ما تفعله النساء في هذا العالم للتعريف بقضاياهن.

أطياف كاميليا

تقدم الروائية المصرية نورا ناجي (1987) في روايتها “أطياف كاميليا”. حكاية سيدة تختفي فجأة، وما يصاحب ذلك من تساؤلات؛ لنصل إلى دلالة ذلك الاختفاء الرمزي للمرأة ومحاولة تهميش دورها بدءًا من العائلة مرورًا بالمجتمع الكبير.

تدور الرواية الصادرة عن (دار الشروق ـ 2020)، حول “كاميليا” العمة، التي نراها بعيون “كاميليا” ابنة الأخ، الاسم نفسه، والطموح ذاته والتهميش والعزلة نفسيهما، كما أن الرواية تشير إلى تلك الفجوة التي تتسع ما بين الأنثى المثقفة العاشقة للرسم والقراءة والكتابة والموسيقى من جهة، وتعنيف الأسرة والمجتمع من جهة أخرى.

بعد وقائع عدة، تختفي العمة بلا أثر تقريبًا، سوى ما قالته “كاميليا” الصغيرة عن رؤيتها الفانتازية لعمتها وهي تختفي داخل المرآة، تتميز الرواية بقدرة نورا ناجي على ملامسة واقع يومي، يعج بالعلاقات الإنسانية المتشعبة.

الرواية؛ عن الصراع النفسي والقهر الذي تتعرض له النساء في المجتمعات الشرقية، واستطاعت نورا ناجي التعبير عن ذلك بسلاسة ولغة سهلة.

وبحسب الروائية نورا ناجي؛ فإن المرأة العربية عموما مهمشة ومظلومة، وليس أيسر للتأكد من ذلك من فتح صفحات الحوادث في الصحف كل يوم لمعرفة أن معظم الجرائم تخلف نساء معذبات، في قضايا الشرف، قضايا التحرش، الاغتصاب، الحرمان من الميراث، أو الأطفال، والزواج القهري أو زواج القاصرات.

ثؤلول

تستعيد الروائية الكويتية ميس خالد العثمان، في روايتها “ثؤلول”، ذاكرة الحرب العراقية على الكويت، فتسرد قسوة الحرب والفوضى من منظور فتاة مراهقة تدعى “سلوى” إحدى ضحايا الحرب، تعرضت للاغتصاب من قبل جندي عراقي تحت أنظار أهلها وسمعهم، ولتكتمل المعاناة تكتشف “سلوى” أنها تحمل في أحشائها “طفل”.

بعد فشل محاولات إجهاض الطفل؛ تلجأ العائلة لحل بديل، وهو اعتبار الطفل “جابر” ابنًا لها، ويكبر “جابر” وسط كراهية العائلة، وتحمل “سلوى” الذنب الذي لم تقترفه، وتصبح هي و”جابر” ثؤلول مزعج لا يستطيعون إزالته.

في بداية الرواية؛ تصف ميس خالد العثمان الثؤلول بأنه “بَثْر صغير صلب مستدير، يظهر على الجلد كالحُمّصة أو دونَها. (ج) ثآليل.

وتصف لنا سلوى نفسها: “أنا كائن لا مرئي كائن شفاف لا يترك وراءه إلا خيبة والسؤال، مزيج من هلام أعبر ممرات الدنيا ولا أشعر بي! فكيف بالله عليكم يمكن للناس أن ينتبهوا لوجودي؟ رمادية أنا.

هناك أيضا “سحر” صديقة الطفولة والتي هربت مع عائلتها أثناء الاجتياح. انتهى بها الحال إلى امرأة لا يرى فيها زوجها سوى الجسد.

في هذه الرواية؛ تشير ميس خالد العثمان إلى العنف النفسي والجسدي الذي تتعرض له النساء في المجتمعات العربية، إضافة إلى الوضع الكارثي للنساء في الحروب والنزاعات المسلحة.

يمتد السرد في الرواية بين اجتياح الكويت واغتصاب “سلوى”، وكأن إحداهما صورة للأخرى، وفي الوقت ذاته استطاعتا كلتاهما تجاوز المحنة رغم ما تركته من ندوب وجروح عميقة، تقرر “سلوى” الذهاب إلى طبيب نفسي، وتتماثل إلى الشفاء. و”الكويت” تنهض بعد الاجتياح.

اللون أرجواني

توثق هذه الرواية للكاتبة الأميركية من أصل أفريقي أليس ووكر، التمييز العنصري ضد المرأة السوداء في الولايات المتحدة في الثلاثينات من القرن العشرين، وتشير إلى الاعتداءات الجنسية والاضطهاد العرقي من خلال صاحبة البشرة السوداء “سيلي” التي تلاحقها لعنة اللون والجنس في كل مكان تذهب إليه.

تتعرض “سيلي” للاغتصاب من قبل زوج أمها، وإلى الإهانة اليومية من قبل زوجها. كما تتعرض لعنف نفسي عندما تُفصل عن شقيقتها “نيتي”، وهي الإنسان الوحيد الذي تشعر معه بالأمان.

رواية “اللون أرجواني” طبعت للمرة الأولى عام 1982، لتحقق شهرة واسعة؛ نالت على إثرها أليس ووكر جائزة بوليتزر. وفي عام 1985؛ تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج الأمريكي ستيفن سبيليرغ.

وتحولت في عام 2008، إلى مسرحية موسيقية على مسرح برودواي، في مدينة نيويورك، وكانت دور العرض تعج بالجمهور كل ليلة على مدار ما يزيد عن سنة.

وفي عام 2018، نقلت الرواية إلى اللغة العربية من خلال المترجمة سيزار كبيبو (دار المدى)، وفي خضم الأحداث القاسية والعزلة الطويلة؛ تتمكن “سيلي” من بناء علاقات قوية مع بنات جنسها ما يتيح لهن التحرر من النظرة الدونية من خلال العمل الذي يوفر لهن الاستقلال المادي والحب.

في عام 2012، رفضت أليس ووكر صدور ترجمة إسرائيلية لرواية “اللون أرجواني”؛ احتجاجًا على سياسة الفصل العنصري والاضطهاد للشعب الفلسطيني.

# الأم ـ تصنع ـ أمة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى