أخبار ليبيااخبار طرابلسخاص 218

توماسيني لـ”218″: مسؤول أمني تحرش بي جنسيا.. والورفلي “بطل”

218TV | خاص

أدلت الصحفية الإيطالية فانيسا توماسيني بشهادتها، ومشاهداتها خلال رحلات صحفية وثقت فيها الأحوال في ثلاث مدن ليبية خلال الأشهر القليلة الماضية من بينها العاصمة طرابلس، إذ قالت الصحفية الإيطالية خلال برنامج “البلاد” الذي بثته قناة (218) ليل الإثنين، إن ليبيا تحتاج إلى ثورة ثقافية قبل الحديث عن ديمقراطية محتملة في هذا البلد الذي حوّله العقيد معمر القذافي إلى “سجن كبير”، وفق الصحفية الإيطالية التي قالت إنها لا تستطيع الكشف عن العديد من المعلومات والفضائح الخطيرة التي عايشتها في ليبيا بسبب “طغيان ونفوذ” الجماعات المسلحة في طرابلس.

وبحسب الصحـفية الإيطالية فإن مسؤولا يتبع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وتُسْنَد إليه مهمة أمن العاصمة حاول مرارا التحرش بها جنسيا، وإرغامها على مواعيد خاصة جدا بينهما، وأنه في أحد المرات حينما كانت تتواجد في إحدى غرف فندق في العاصمة التونسية اقتحم المسؤول، الذي رفضت ذكر اسمه، وعاملها بطريقة عنيفة جدا، وأخذ هاتفها النقال لمنعها من توثيق تهجمه عليها واقتحام غرفتها، مبينة أن قصتها بدأت معه حينما كانت تحاول الحصول على تأشيرة دخول إلى العاصمة طرابلس لاستطلاع الموقف فيها، كاشفة بأن هذا المسؤول المتحرش قد استقبل بحفاوة مؤخرا في بلادها.

طرابلس والجماعات المسلحة

اشتباكات طرابلس - ارشيفية

ووفقا للصحفية المهتمة بالشأن الليبي توماسيني، فإن طرابلس تعيش تحت هيمنة كاملة لعصابات وجماعات مسلحة لا يحكمها قانون، وهي أقوى من المجلس الرئاسي، وأن أفراد هذه الجماعات المسلحة يتحركون بأقنعة لوجوههم، وهو ما يشير إلى أنهم يخافون افتضاح أمرهم بسبب قيامهم بأعمال غير مشروعة من قتل وخطف وتعذيب واغتصاب خلال السنوات القليلة الماضية، كاشفة أنها أثناء وجودها في العاصمة لم تر أي مظاهر أمنية نظامية تشير إلى أن العاصمة فيها حكومة وأجهزة سيادية تستطيع فرض الأمن، وتوفير الأمان لسكانها.

وبحسب توماسيني، فإنها أثناء زيارتها لسجن في عين زارة فقد قام المسؤولون عن هذا السجن بتقديم سجناء من فئة عمرية صغيرة لها، في محاولة للإيحاء لها بأن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني يستخدم في قواته عناصر صغيرة في السن على نحو مخالف للقانون كاشفة أن أصدقاء اتصلوا بها من الزاوية وقالوا لها إن بعض الشباب الذين ظهروا في الصور التي نشرتها لسجناء هم اختطفوا سابقا في ظروف غامضة، وأن جماعات مسلحة على الأرجح هي من اختطفتهم، وأنهم لم يقاتلوا أبدا في صفوف الجيش.

إيطاليا وليبيا

رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي

وبشأن سؤال حول طريقة تعاطي المؤسسات السيادية في بلادها بشأن الملف الليبي، قالت الصحفية الإيطالية إن الوضع في إيطاليا معقد ومنقسم بخصوص استراتيجية التعامل مع الوضع السياسي والأمني في ليبيا، وهناك انقسام بين المسؤولين الكبار في الحكومة الإيطالية بخصوص التعامل مع ليبيا، وهناك غياب لافت لوزير الخارجية عن الأزمة الليبية، وهناك تصريحات علنية لكن متناقضة باستمرار لرئيس الحكومة جوزيبي كونتي.

وبحسب توماسيني، فإن جهاز المخابرات الإيطالية لديه صلة قوية بالإخوان المسلمين في ليبيا وأنه يُقدم الدعم إلى الإخوان، كما أن المخابرات الإيطالية لديها ارتباطات وترتيبات مع العديد من الجماعات المتطرفة في ليبيا، مؤكدة أن هذا الأمر يحصل بعلم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج ، لافتة إلى أنها لا تتهم السراح بأنه عضو في الإخوان، أو متورط معهم لكنه يحاول الحفاظ على مكاسبه السياسية عبر تحالف غير معلن من هذا النوع.

وحول الرأي العام الإيطالي تقول الصحفية الإيطالية إنه لا يملك معلومات كافية بشأن الوضع الليبي، وكثير من الإيطاليين لا يتابعون الحدث الليبي يوميا، أمام المخابرات الإيطالية فلديها تصور عميق بشأن الحركات الإسلامية، والجماعات المسلحة، لكن كثيرين يريدون أن يعرفوا من أين تأتي المخابرات الإيطالية بهذه التصورات والتقديرات والارتباطات، لافتة إلى أن مسؤولين إيطاليين دفعوا لمهرب بشر ليبي من آل الدباشي نحو خمسة ملايين ليبي، والأصل ألا تتعامل بلادها مع مليشيات مسلحة وخارجة عن القانون في ليبيا أو غيرها.

أوضاع بنغازي

وحول مشاهداتها في بنغازي، فإن توماسيني تقول إنها لاحظت العكس تماما، فهي وصلت إلى مطار بمواصفات عالمية في بنينا، عكس مطار معيتيقة تماما الذي شاهدت فيه جملة من المشاهد التي تثير الخوف والتوتر والضغط، خصوصا وأن متطرفين ومسلحين بلحى طويلة هم الذين يسيطرون تماما على مطار معيتيقة في طرابلس، كاشفة أن بنغازي كانت مدينة حياة بحسب مشاهدات وجولات لها في المدينة التي قضت فيها عشرين يوما، كشفت فيها بزيف العديد من الانطباعات والتقارير بشأن حاكم عسكري مستبد في بنغازي يثير الرعب، لافتة إلى أن السفارة الإيطالية طلبت منها إلا تذهب إلى مدن الشرق الليبي بسبب خطورة الوضع في بنغازي، لكنها اكتشفت أن هذه المدينة فيها أجهزة أمنية نظامية وشرطة، والعديد من مظاهر الأمان منذ أن وصلت إلى مطار بنينا.

الورفلي

محمود الورفلي

وبشأن الجدل الذي أثاره تأييدها لإعدامات ميدانية للرائد محمود الورفلي بحق إرهابيين جرى القبض عليهم في معارك للجيش، قالت توماسيني أن كثيرين أبلغوها في بنغازي وبعضهم من نخبة المدينة والمثقفين أن ما يقوم به الورفلي هو أعمال بطولية، بسبب حالة الترويع التي نشرها أفراد الجماعات الإرهابية في المدينة من اختطافات واغتيالات وتعذيب، لافتة إلى أنها نقلت انطباعات الناس بشأن ما يقوم به الورفلي عدا عن أنها شاهدت شباب المدينة وهم يضعون صور الورفلي على سياراتهم ويجولون فيها في المدينة مؤيدين للرجل، معتبرة أن موقع “تويتر” قد أوقف حسابها بسبب تأييدها للورفلي.

وبشأن الورفلي أيضا ترى توماسيني إنه لم يدن بعد، وأنها في غياب أي إدانة له فإنها تعتبر أن ما يقوم بها بطولات، وتشارك أهل مدينة بنغازي هذا الانطباع، لأنها تعتبر أن الإرهاب يجب أن يُكافَح بكل الطرق، وأنه أحيانا في مواجهة الإرهابيين يجب أن توضع حقوق الإنسان ومسائل الحريات جانبا، لأن العديد من الأحزاب اليمينية في إيطاليا وأوروبا بدأت تتمدد بتأييد أكبر بسبب رغبتهم في محاصرة الإسلاميين في الدول الأوروبية واستهدافهم، معتبرة أن هذه النظرة الأوروبية للإسلاميين تسببت بها تنظيمات دموية مثل داعش والقاعدة، وأنصار الشريعة في ليبيا.

توماسيني ترد على “الاتهامات”

وبشأن اتهامات لها بأنها مدفوعة من أطراف دولية وليبية لتشويه سمعة الجماعات المسلحة في ليبيا، قالت توماسيني إنها تعمل في ليبيا منذ ثلاث سنوات، ولا صحة أبدا لمزاعم إنها مدفوعة للإساءة لأحد أو شخصيات في طرابلس، وأنها تحدثت إلى أطراف كثيرة في ليبيا، وأجرت العديد من اللقاءات والمقابلات مع شخصيات من تيارات سياسية عدة، وكذلك التقت قادة مجموعات مسلحة، وهو ما يؤكد على أن عملها كان حياديا لدرجة كبيرة، فهي تعتبر نفسها أنها ليست جاسوسة أو عميلة مخابراتية، وبعض الصور أخذت من حسابها في فيسبوك أثناء فعاليات عامة في روما للإساءة لها، والزعم بأن لها ارتباطات مخابراتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى