أخبار ليبيااخترنا لك

توقعات أمريكية “قاتمة” عن ليبيا 2018

218TV | ترجمة خاصة

نشرت مؤسسة “أميركان انتربرايز” البحثية مقالا حول الوضع في ليبيا للخبيرة في الشؤون الليبية “إميلي إستيل” جاء فيه:

بعد سبع سنوات من الثورة الليبية، لا تزال البلاد دولة فاشلة تعصف بها أزمة إنسانية وتشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي الأمريكي. وقالت الكاتبة المتخصصة في الشؤون الليبية إن أعداء أمريكا وخصومها، بما في ذلك داعش والقاعدة وروسيا، يستغلون الانهيار الحالي ويثبتون أنفسهم في ليبيا على حساب أميركا، في حين أن الولايات المتحدة لا تولي اهتماما ولا تستعد للعاصفة التي تلوح في الأفق.

تقول الكاتبة إن هذا التقاعس الأمريكي في ليبيا ليس حيادا. بل هو الفشل بعينه، وأسباب هذا كثيرة. وقد سلمت الولايات المتحدة الأزمة السياسية الليبية إلى بعثة للأمم المتحدة في الوقت الذي اتبعت فيه استراتيجية فاشلة لهزيمة داعش بعمل عسكري من خلال الضربات الجوية ودعم القوات المحلية.

وتجزمُ الخبيرة بأن النصر العسكري مستحيل على الرغم من الاضطراب المؤقت الذي حدث لمآوي داعش الآمنة. فعدم الاستقرار وغياب الدولة يسمح لداعش والجماعات الجهادية السلفية الأخرى، بما في ذلك تنظيم القاعدة، بالعمل بحرية في ليبيا. كما أن سياسة الولايات المتحدة وهي معالجة الأمر عسكريا والتركز على داعش فقط ففشل في معالجة القيمة الاستراتيجية لليبيا، التي هي ساحة معركة في حرب إقليمية بالوكالة ومسرح لتوسع روسيا وتمددها إلى البحر الأبيض المتوسط.

داعش آخذٌ في الظهور مرة أخرى في ليبيا. وهي يتعافى بعد خسارة معقله الحضري في أواخر عام 2016، ويقوم الآن بتعطيل إنتاج النفط وتوسع نطاقه إلى الجنوب. كما يستخدم داعش ليبيا موطئ قدم رئيس له في أفريقيا لاستقبال مقاتلين أجانب من أوروبا ومعاقلها في الشرق الأوسط، لمواصلة التعبئة غير المسبوقة للجهاديين من جنوب الصحراء الكبرى، وكقاعدة لتخطيط وتنسيق الهجمات ضد الغرب.

وما دامت ظروف الصراع والمظالم الاجتماعية والحكم الغائب تخلق أرضية خصبة لهم، فإن داعش والقاعدة والجماعات المشابهة ستعود مرارا وتكرارا. فأي هزيمة عسكرية للولايات المتحدة يمكن أن تلحق بهم لن تكون كافية لمنعهم من معاودة الظهور في هذه البيئة.

ليبيا ليست مجرد مشكلة لمكافحة الإرهاب، بل هي أيضا مشكلة جيوسياسية. فروسيا تستغل الانسحاب الأمريكي من ليبيا لتوسيع نفوذها العسكري والاقتصادي وتقويض المصالح الأمريكية في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. خطة روسيا في ليبيا مشابهة لسياستها سوريا، حيث حلت محل النفوذ الأمريكي وأقامت قواعد عسكرية على البحر الأبيض المتوسط.

تقوم موسكو ببناء روابط مع وسطاء السلطة عبر الطيف السياسي الليبي وتركز على النفوذ في قطاع النفط الليبي، فضلا عن الاستفادة من مشاركتها في ليبيا لتعزيز التعاون العسكري مع مصر. وستستخدم روسيا أيضا سلطتها في ليبيا للضغط على دول جنوب أوروبا الحساسة لتدفق الطاقة والمهاجرين من ليبيا. وسوف تحاول تطبيق هذا الضغط لإضعاف التحالف الأوروبي الأمريكي وتحفيز السلبية في مواجهة العدوان الروسي ضد أوروبا الشرقية.

توقعات ليبيا في عام 2018 قاتمة. ومن المرجح أن تؤدي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في أواخر عام 2018 إلى إثارة الصراع بدلا من توحيد ليبيا، خاصة في غياب الدستور. وقد بدأ بالفعل العنف المتصل بالانتخابات. ولا يوجد فصيل واحد قوي بما يكفي لتحقيق الاستقرار في البلد.

حتى أن الرجل القوي خليفة حفتر بدأ يضعف، ويعتمد على الميليشيات التي لا يمكن السيطرة عليها ويراقب انهيار الأمن في أكبر مدينة تحت سيطرته. هناك تيارات خطيرة تبرزُ في الفراغ. وتتولى الميليشيات السلفية المناهضة للديمقراطية دور الشرطة. فالتوترات الطائفية والعرقية آخذة في الارتفاع. إن الاتجاهات المأمولة في ليبيا، مثل الحكم البلدي الناشط على نحو متزايد، سوف تتلاشى دون دعم لها.

كما أن أسوأ السيناريوهات بالنسبة لليبيا والأكثر خطورة من استعداد واضعي السياسات الأمريكيين للتفكير فيها. ومن المرجح أن تتسبب الأحداث الجارية في نشوب صراع على المستوى المحلي ويمكن أن تعيد نشوب نزاع مسلح على نطاق البلد. وهذا من شأنه أن يجتذب قوات الأمن التي تقاتل حاليا داعش، ويؤدي إلى نموها.

ومن شأن العودة إلى الحرب أن تسمح أيضا للجماعات المنحازة للقاعدة بإعادة دخول المعركة والعودة من نكسات عامي 2016 و 2017. ومن شأن زيادة النشاط الجهادي السلفي أن يقدم مبررا لروسيا لإقامة قواعد عسكرية في ليبيا، ما يعكس تدخلها المماثل سوريا على نطاق أصغر. كما أن الفوضى في ليبيا ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية من خلال الحفاظ على اقتصاد العبودية، وتفاقم الهجرة إلى أوروبا، وزعزعة استقرار الدول المجاورة التي تواجه بالفعل تحديات محلية كبيرة.

وتضيف “إستيل” لكن لم نفقد كل شيء. فسكان ليبيا قليلون ومقاومون بشكل ملحوظ ضد الجماعات الجهادية السلفية وتجاوزها. إن العمل الأمريكي في ليبيا سيتيح فرصة لضرب الحركة الجهادية السلفية العالمية واتخاذ موقف ضد التوسع الروسي. ومن شأن التدخل السياسي والعسكري الفعال الآن أن يكون أكثر نجاحا وأقل تكلفة من التدخل في وقت لاحق، بعد أن تخرج المشاكل عن نطاق السيطرة.

ويمكن للولايات المتحدة أن تبدأ بتمكين وزارة الخارجية لتسهيل التوصل إلى تسوية تفاوضية بين جميع الفصائل الرئيسية في ليبيا. كما يمكن أن يضغط على الحلفاء الإقليميين لوقف دعمهم للوكلاء الليبيين ولا سيما للجماعات المسلحة التي لها مصلحة في مواصلة الحرب. يجب على الولايات المتحدة أن تقود ولا يمكن أن تفوت الفرصة لتحويل ليبيا من الفشل إلى النجاح.

“الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي موقع 218TV”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى