حياة

تنوعٌ وأصالة.. تعرف على قوالب الأغنية العربية وتاريخها

عرف العرب الغناء منذ القرن الهجري الأول؛ حيث استفادوا من فن الغناء الموجود عند الروس والروم، وتعلموا العزف على آلاتهم ونقلوها إلى شبه الجزيرة العربية.

وساهمت القصائد الشعرية الموجودة منذ العصر الجاهلي ووجود عدد كبير من الشعراء في انتشار فن الغناء، وذلك نظرًا لسهولة تحويل القصائد إلى أناشيد وأغنيات، بوصفها كلامًا موزنًا مقفيًا.

ويعدّ إسحاق الموصلي أشهر المغنين في العرب في العصور السابقة، ولعب دورًا كبيرًا في تطوير فن الغناء وحفظه.

واستطاعت الأغنية مواكبة التطورات حيث تشعبت إلى أنواع عديدة، وأصبح ذات عدد كبير من القوالب سنتعرف عليها من خلال جولتنا في عالم الأغنية العربية.

قوالب الأغنية العربية

الموشح:

فنٌ ولدَ على يد معافى القبري في الأندلس، وهو عبارة عن كلام موزون مقفى، يختلف عن القصيدة بخروجه عن مبدأ القافية الواحدة، وعن الشعر باحتوائه على كلامٍ عامي في بعض أجزائه.

ويتألف الموشح من 3 أقسام أولها الدور، ثانيها الخانة، وثالثها الدور، وتضم أجزاؤه أكثر من مقطع تختلف بترتيبها وشكلها ويطلق عليها “المذهب، الغصن، البيت، البدن القفل والخرجة”.

الدور: نوعٌ من أنواع الزجل يتميز بتحرره من فصاحة اللغة والبحور الشعرية، واستخدامه لكلام بسيط وعامي شائع بين الناس.

ويهدف لاستعراض ألحان مختلفة للأبيات الشعرية مع الحفاظ على مقام موسيقي يعرف به.

ويتألف من المذهب الذي يتكوّن من بيتين تؤديهما المجموعة، والغصن الذي يضمّ عدة أبيات يغنيها الفنان.

القصيدة: من أشهر أنواع الأغنية العربية، وهي عبارة عن كلام موزون مقفى نظمه أحد الشعراء.

ويتميز تلحين القصيدة بثبات اللحن، تنوع الإيقاعات والمقامات، والإضافات الموسيقية كالمقدمة، الوصلات واللزم.

وحظيت القصيدة باهتمام الفنانين والملحنين منذ مطلع القرن العشرين، حيث تبارى الملحنون في تلحين القصائد الشعرية القديمة والمعاصرة.

الديالوج: يعدّ من القوالب الحديثة للأغنية العربية ويتكوّن من نص غنائي حواري بين فنانين حول موضوع معين.

وينقسم هذا النوع إلى عدة مقاطع تختلف قوافيها وأوزانها، ويستخدم عادةً في المسرحيات الغنائية.

المونولوج: قالبٌ حديثٌ من قوالب الأغنية العربية، يقوم خلاله الفنان بالغناء منفردًا بدون الجوقة، ويرافقه عادةً عدد قليل من العازفين.

ويبدأ المونولوج بمقدمة موسيقية متسقة، ويعتمد في كلماته على القصائد السهلة التفعيلات أو الزجل، ويتميز بجمعه بين الفصحى والعامية.

ويعدّ المونولوج الفكاهي الذي انتشر في مصر أشهر أنواعه، حيث استخدم لنقد سلبيات المجتمع بطريقةٍ فكاهيةٍ.

الطقطوقة: شكل من أشكال الغناء بالعامية، تتميز ببساطة لحنها وسهولة أدائها، وتتألف من مذهب وعدة مقاطع تسمى كوبليهات.

الموّال: أقدم أشكال الأغنية العربية على الإطلاق، ويعرَّف بأنّه الغناء المرتجل، وينظم على البحر البسيط غالبًا.

ويتميز الموّال بإمكانية غنائه بالعامية، واستخدامه الحكم والأمثال الشعبية، ويعتمد على الجناس والطباق، وتنوع القوافي التي تكسر رتابة القافية الواحدة.

ويغني الفنان الموّال بشكل فردي حيث يبدأ عادةً بمقامٍ موسيقي معين، ثم ينتقل إلى مقامات أخرى.

القدود:

نوعٌ غنائي يتكون من كلمات جديدة تلحن على لحنٍ قديم، وساعد انتشار القدود على إحياء الألحان التراثية.

ويكثر غناء القدود في المناسبات الاجتماعية والحفلات، وتعدّ القدود الحلبية أكثر أنواع القدود انتشارًا في العالم العربية.

القصيد:

نمط غنائي انتشر بين القبائل البدوية العربية في شبه الجزيرة العربية، وفيه يقوم الفنان بغناء الأشعار والعزف على الربابة في الوقت ذاته.

النشيد: نوع حديث من الأغنية العربية، يتكوّن من قطعة منظومة وملحنة تُغنى بشكل جماعي، ويستخدم في الأناشيد الوطنية، أناشيد المدارس، وأناشيد فرق الكشافة.

الأغنية: تعدّ سيدة القوالب الغنائية العربية، وجاءت نتيجة تطور القوالب السابقة، وتتميز بجمعها لكافة القوالب الغنائية، وحرّيتها فهي غير مقيدة بقواعد محددة تسير عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى