أخبار ليبيااهم الاخبار

تصريح إيطالي “صادم”.. لم ينتبه إليه الليبيون

218|خاص

في زحمة الطريق الدولي إلى مدينة باليرمو الإيطالية، في مهمة لعقد مؤتمر دولي بخصوص الأزمة السياسية في ليبيا، وهو المؤتمر الذي ظل ملتبساً حتى الساعات القليلة التي سبقت انعقاده، يمكن القول إن العديد من التصريحات المهمة قد ضاعت في تلك الزحمة من دون أن يلتقطها الليبيون الذين أظهروا نوعا لافتا من “اللا مبالاة السياسية” تجاه مؤتمر لم يروا أنه يختلف كثيرا عن مؤتمرات ولقاءات عُقِدت خارج ليبيا، وقيل إنها تستهدف إصلاح الوضع السياسي في ليبيا، فيما كان الليبيون يتدهور وضعهم المعيشي أكثر يوما بعد آخر.

قبل 72 ساعة من موعد انعقاد مؤتمر باليرمو أطلق رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي “تصريحاً صادماً”، لكنه مر مرور الكرام، ولم ينتبه إليه أحد، ويكشف بوضوح أن “مصالح العالم” أهم بكثير من “الوجع الليبي”، وأن المؤتمر قد لا يكون عُقِد لأهدافه المعلنة بشأن مساعدة الليبيين على تجاوز محنتهم السياسية، بل ربما من أجل “اتفاق تقاسم مصالح” بين أكثر دولتين تبديان اهتماما مستمرا وخاصا بالأزمة الليبي، والمقصود هنا إلى جانب إيطاليا فرنسا أيضا التي أُطيح قبل نحو شهرين بتفاهمات جرت في قصر الإليزيه في باريس في شهر مايو الماضي، لكن سرعان ما أدار ساسة ليبيين ظهرهم لهذه التفاهمات وهم يترجلون للتو عن عتبات قصر الإليزيه.

يقول جوزيبي كونتي إن “إيطاليا وفرنسا” لديهما بعض الاختلافات في وجهات النظر بخصوص ليبيا، لكنهما متفقتان على احترام “مصلحة الآخر” في ليبيا، وأنهما تتصلان على الدوام بشأن هذه المصالح، لكن كونتي ومن قبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير خارجيته جان إيف لودريان لم يقولوا ما هي هذه المصالح التي بدت كما لو أنه متفق عليها بين روما وباريس، فيما تلفت تعليقات ليبية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذه المصالح لا يمكن أن تكون بشأن أن ينال الليبي سيولته وخبزته أو وقوده من دون “طوابير مهينة”.

وبالتأكيد –وفقا للتعليقات أيضا- ليس مُتصوّراً أن تكون هذه المصالح لها علاقة بـ”توفير ظروف المحاسبة” لساسة ليبيين مارسوا “نهباً منظماً لمال الليبيين”، وبالتأكيد أيضا لا يمكن أن تكون المصلحة المتفق عليها فرنسياً وإيطالياً لا يمكن أن تكون لصالح “تدخل قوي” لضرب الجماعات المسلحة التي تعيث فساداً وفوضى في العاصمة التي يقطنها مليوني مواطن لا تمضي أشهر قليلة حتى يكونوا مجددا رهينة للفوضى والقصف العشوائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى