أخبار ليبيااخترنا لك

تشخيص أميركي لأزمة ليبيا.. السياسيون “أكبر المصائب”

خاص| 218

اعتبر كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والمسؤول السابق عن مكتب ليبيا في مجلس الأمن القومي، بِن فيشْمان”Ben Fishman”، أن السياسيين الليبيين هم المشكلة في البلاد لأنهم يريدون التمسك بمواقعهم ولا ينصاعون لإرادة الشعب بالتخلي عن مواقعهم وفقا لنتائج الانتخابات.

وقال بِن فيشْمان الذي حل ضيفا في برنامج “USL” على قناة 218NEWS، إنه لا يمكن الاحتفاظ بجسمٍ غير منتخب يدّعي أنه ممثل ديمقراطي شرعي مثل المجلس الرئاسي لفترة طويلة لأنه يفقد شرعيته كلّما طال وقتُ حُكمِه، مضيفا أن ليبيا ليست مشكلتها الإرهاب فقط، فالمشكلة هي الإرهابُ الذي يستفيد من الفوضى المستمرة في البلاد.

وأكد بِن فيشْمان أن السياسيين الذين يرغبون في الإبقاء على الوضع الراهن، يجب أن يَعرفوا بطريقة ما أنهم ليسوا جزءًا من الحل، وإنما جزءٌ من المشكلة، وتابع بأنه يجبُ إيجاد الآلياتِ الصحيحة للضغط على المعرقلين وتجاوزهم ووقف وسائل دعمهم البديلة، من الجهات الفاعلة الإقليمية أو الأوروبية الأخرى.

ليبيا والولايات المتحدة

علم ليبيا وأمريكا
علم ليبيا وأمريكا

ولفت إلى أن الظروف الحالية التي تغذي الإرهاب في ليبيا لن تتغيّرَ حتى تتحقق عمليةُ تثبيت الاستقرار، مبينا أن التُصور بأن مشكلة ليبيا، في الإرهاب فقط ليسَ دقيقا، ويعكسُ عدم التزام الولايات المتحدة بعملية الأمم المتحدة، وعدم الدفع نحو حل السياسي للقضية.

ودعا بِن فيشْمان إلى الضغط المباشر والعمل مع حلفاء أميركا الإقليميين لاستخدام نفوذهم لحل أزمة ليبيا، وإلى إحرازُ تقدم مبكر بشأن أمورٍ مثل الحوار الوطني، والاستفتاء الدستوري، مشددا على ضرورة إيجاد آليةٍ جديدة أخرى للتأكد من إجراء الانتخابات بطريقة مشروعة قانونياً.

الغياب الأميركي

وقال إنه عندما تغيب الولايات المتحدة عن الدبلوماسية فإن ليبيا تعاني، فهي وحدها تملك الوسائل الدبلوماسية والقدرة المالية لمنع الأطراف الخارجية الأخرى من التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، وضمانَ دعمِ خطةٍ دبلوماسية واحدة، معتبرا أن عدم حضور وزير الخارجية الأميركي بومبيو لمؤتمر باليرمو إشارة لعدم اهتمام والشنطن بالسياسة والحلول السياسية في ليبيا.

وأشار بِن فيشْمان إلى أن ليبيا لم تكن أبدا في قمة أجندة سياسات أميركا الخارجية في الشرق الأوسط. مثل العراق وسوريا ومصر والخليج، كما لا يمكن حل القضية دون إشراك الجهات الفاعلة في كل البلاد في العملية السياسية، مبينا ضرورة أن تدعم الولايات المتحدة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بشكل كامل وتوضح للأطراف الأخرى أنه مفوّضٌ.

وقال بِن فيشْمان إن المبعوث الأميركي السابق لليبيا جوناثان واينر قام بعمل مميّز بمحاولة إحياء دور أميركا في القضية الليبية، وبمجرد رحيله شاهدنا غياب دبلوماسية أمريكية حقيقية في ليبيا.

مشروع الدستور

وبشأن مشروع الدستور، رأى بِن فيشْمان أنه بدلاً من التصويت على دستور كامل، يتم القبول بأساس قانوني بديل أخرى يقترحه الليبيون أو يقبله أغلبية ناخبيهم.

ولفت إلى أنه بعد هزيمة القذافي لم يرغب الليبيون في قبول المساعدة واعتقدوا أن استعادة النظام سيكون أمرا بسيطا نسبيا لكن المشكلة هي أنه لم يكن هناك نظام.

الجماعات المسلحة

وحول مشكلة الجماعات المسلحة، أكد بِن فيشْمان أن حل هذه القضية معقد حيث تتبع أطرافا مختلفة، وما تزال تحصل على المال من نفس المصرف المركزي، معتبرا ذلك “جنون” وأنه سبب استمرار المشكلة، داعيا إلى وقف دعم الوقود في ليبيا وهو المسبب في ظاهرة التهريب التي تسببُ الجريمة.

حفتر

القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر
القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر

قال كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بِن فيشْمان، أنه عندما سيطر قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر على الهلال النفطي وهدد بأن يرسل عوائد النفط إلى بنغازي بدلا من البنك المركزي في الغرب، تكاتف المجتمع الدولي ومنعه من القيام بذلك، مؤكدا ضرورة أن يقوم حفتر بدور الشخصية الوطنية بالذهاب إلى طاولة الحوار والاتفاق على حلّ وطني موحّد لتقاسم الثروة النفطية لصالح الشعب الليبي، مُعربا عن أمله في ألاّ يعتقد حفتر أن نجاحه الأوّليّ ونجاح الجيش الوطني في الجنوب سيكون سببا لاستمرار حملته العسكرية في الغرب.

الفاعلون في ليبيا

ورأى بِن فيشْمان أن الفاعل الرئيسي الواضح في ليبيا هي مصر، ولديها الكثير على المحكّ في حدودها مع ليبيا، وقال إن المصريين يريدون ليبيا مستقرة بدلاً من ليبيا المجزّأة وربما ترغب مصر في إنشاء كيان مواز تحت حكم عسكري في ليبيا، داعيا مصر إلى عدم وضع كلّ رهاناتهم على حفتر فهو ليس الطريق إلى الاستقرار، مؤكدا أن استقرار ليبيا سيتم من خلال عملية الأمم المتحدة، أو نوعا من حلٍّ وسط يُتفقُ عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى