كتَـــــاب الموقع

( ترامب للعالم: دقت ساعة العمل!)

أولا قبل أن نبدأ في الكلام، يجب أن نُوضّح شيئًا يخصّ العنوان، وهو تصريح السيد أحمد قذاف الدم، حين قال أنه تواصل مع الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري، لتوضيح ما حدث من أخطاء إبان ثورة السابع عشر من فبراير، وأنه تلقّى وعودا أن يُصلح ترامب أخطاء من قبله.

السيد قذاف الدم، بكل جرأة يقول أنه تواصل مع ترامب لأجل العهد السابق الذي كان يرأس فيه جمعية الصداقة المصرية الليبية، عندما كان العقيد معمر القذافي يثق فيه، ويأتمنه على سلطته وعهده الجماهيري.

هذا الجزء كان يجب أن نبدأ به، في يوم تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، التي لا يستطيع ثائر في هذه الأرض الاعتراف بسطوتها وجبروتها الذي يصل لأي مكان في هذا العالم.

السيد قذاف الدم، تغافل عن قصد أو رُبما بدون قصد، أن يقول لكل مهجري ليبيا في مصر، لا أستطيع أن أدفع لأجلكم فلسا واحدا، لا لأجل معمر القذافي الذي تحبونه، ولا لأجل ليبيا بلدكم ليبيا. قذاف الدم بفعلته وتواصله أثبت أنه “مُشرك”، لأن إحدى المقولات الثورية كانت تقول: الركوع لأمريكا شركٌ بالله.. التزم بما يقوله الكتاب ولا تنحرف عن الفكر الأخضر.

هذا بالنسبة للسيد قذاف الدم، وقد انتهى كما ينتهي أي تابع حين يموت سيده في أرض الميدان، وهو خارجه يُنظر على الرعية بثوب مضحك، يشبه من نسي نفسه!

أما عن الآخرين ما بعد فبراير، الذين تابعوا ترامب في الجمعة المباركة، فأولهم بلا شك المجلس الرئاسي و من بعده مجلس النواب؛ الألعاب الواقعية في ليبيا، فكانوا أقرب إلى الشفقة، أو الابن العاصي، الذي كان ينتظر من والده أن يمدحه، وأن يقول لهُ: كنت جيدا في دراستك، سأمنحك جملتين أو أقل في حديثي الجانبي مع مستشاري بيتي الأبيض.

دونالد ترامب، لا يعرف في ليبيا شيئًا، غير التقاير التي تأتي وستأتي إلى مكتبه، لا يعرف السيد عقيلة صالح، وفي حياته لم يسمع بهذا الاسم، ترامب لا يقرأ تغريدات مارتن كوبلر، ولا يعرف كم خطابًا للسيد فائز السراج، ولا حتى نائبه الغريب “الدكتور” فتحي المجبري، ولا القطراني ولا صاحب البيانات الوطنية السيد عمر الأسود.

مع كل هذا يأبى البعض ممن يتصدّر المشهد في ليبيا، فيقول لليبيين أن ترامب سيُصلح ما أفسده الإسلاميون والعلمانيون ومن بينهما على ما فعلوه في ليبيا طيلة هذه السنوات. وكأنهم يعترفون بشكل أو بآخر، أنهم لا شيء حين يغيب الزعيم وأنهم لا يملكون المبادرة، ولاروح العمل لأجل بلدهم، حين يأتي إليهم زعيم كالسيد ترامب، مُرعب الأعداء وقاهر من يقف ضده.

ترامب اليوم في “خطبة الجمعة الرئاسية” لخّص كل شيء وقال أنه سيكون رئيسا للأمريكيين، لا للرعية في ليبيا أو غيرها. وأيضا أنه سيكون خلفًا لأبراهام لينكلون، لا أن يكون رئيسا لليبيا بعد المبعوث السابق لأمريكا في ليبيا، جونثان وينر.
______________________________________________________
حمزة جبودة
خاص 218

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى