العالم

“ترامب الغاضب” يواجه “أردوغان المتردد” في البيت الأبيض

218TV|خاص

ما إن يخطو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء أولى خطواته داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، حتى يُغْلَق الباب على قمة انفرادية تجمعه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ظل تأكيدات أميركية بأن ترامب قد جهّز “قائمة حساب طويلة” لأردوغان، فيما يميل أنصار أردوغان للقول إن الأخير هو فعليا مَن يريد “محاكمة ترامب”، لكن كل المؤشرات تقول إن مَن سيتعرض لـ”محاكمة وتوبيخ” هو أردوغان، والدليل مكان القمة الذي هرول إليه أردوغان لـ”إنقاذ ما يمكن إنقاذه” من علاقات تتهاوى بين واشنطن وأنقرة.

عمليا نجى أردوغان من “غضب ترامب” مرتين حتى الآن، الأولى عندما فرض البيت الأبيض عقوبات اقتصادية هزت الاقتصاد التركي ودفعت بالليرة التركية إلى الهاوية على خلفية احتجاز السلطات التركية لرجل دين أميركي، إذ زعمت أنقرة إن أندرو برانسون هو عميل لجهاز المخابرات الأميركية، وهو ما نفته واشنطن مرارا، مطالبة بإطلاق سراحه فورا، وهو ما رضح له أردوغان فورا عبر محاكمة سريعة أرضت الأميركيين، ودفعت بالقس الأميركي إلى أحضان ترامب في غضون ساعات قليلة، في محاولة لتجاوز غضب إضافي من الإدارة الأميركية.

وفي المرة الثانية أعاد ترامب الشهر الماضي وضع اقتصاد تركيا تحت عقوبات لم تكن قاسية، بعد أن اندفع الجيش التركي إلى شمال سوريا محاولا “تأديب وإبعاد” الأكراد الذين قالت أميركا مرارا إنهم “حليف أميركي مهم”، فيما ذهب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو في محاولة لـ”تدوير الزوايا الحادة”، و”عقلنة أهداف تركيا” في شمال سوريا، الأمر الذي تسبب بشرخ لم يتضح أثره بدقة، إذ يمكن أن يتضح هذا الأثر في الساعات التالية لانتهاء القمة بين أردوغان وترامب.

ووفق تحليلات ومواقف أميركية يريد ترامب من أردوغان أن يحسم صفقة الصواريخ الروسية المتطورة، والمعروفة باسم (S-400)، والتي وصلت العديد من أجزائها إلى موانئ تركية، مثلما يريد ترامب من القيادة التركية “احترام وجودها” في حلف شمال الأطلسي “ناتو” وعدم التصرف ما يخالف هذا الوجود في المنظومة العسكرية القوية دوليا، والتي يقول أميركيون وأوروبيون أن تصرفات أنقرة توحي كما لو أنها تعمل ضد “سياسات ناتو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى