كتَـــــاب الموقعمقالات

تدقيقات

عمر أبو القاسم الككلي

يوم 21/ 9/ 2011 وجدت ببريدي رسالة من صموئيل شمعون، صاحب موقع كيكا الشهير، وكان قبلها قد نشر لي مادتين بموقعه، يخبرني فيها أنه على صلة طيبة بمحررة المقالات بصحيفة نيو يورك تايمز وأنهم يبحثون عن شخص يكتب لهم شيئا عن ليبيا. وسألني إن كنت موافقا على أن يعطيها عنواني البريدي.

قلت له أن علاقتي باللغة الإنغليزية لا تؤهلني لأن أكتب بها مقالات. فأجابني أن لديهم مترجمين.

وفي اليوم الثاني مباشرة وجدت ببريدي رسالة بالإنغليزية من أونور جونز Honor Jones المحررة المعنية. واقترحت عليَّ أن أبقى مستعدا لكتابة مقال حين يحدث تطور بخصوص وضع القذافي. قالت لا نريد آراء وتحليلات واستنتاجات. نريد فقط وصفا لردة فعل الناس في الشارع. وزودتني برابطي مقالين بالإنغليزية أحدهما عن “العنف في ساحل العاج” والآخر عن “الحرائق خارج موسكو”، قائلة لي أنه يمكنني الاسترشاد بهما.

لكن ثقتي الشديدة بقدراتي منعتني من الاطلاع عليهما (حتى الآن!).

*

يوم 20/ 10 كنت مع ابني حيان صباحا في إحدى مقاهي منطقة زاوية الدهماني، عندما شاع الخبر. قلت لحيان أرجو أن يكون النت متاحا. لأن الصحيفة ستتصل بي. تحركنا أنا وحيان بالسيارة بعينين مفتوحتين وذهن متنبه.

عند العودة إلى البيت، كانت الرسالة في انتظاري فعلا. سألتني أونور: متى سيصلنا المقال؟.

كنا نستعمل الإيميل بمثابة مسنجر. قلت لها: بأسرع ما يمكن!. قالت لي: ما معنى أسرع ما يمكن؟!. نحن نريده أن يظهر في عدد الغد!. ينبغي أن يصلنا في غضون ساعات!. قلت لها: أنا عادة متريث ومدقق في كتابتي، لا أكتب بهذه السرعة. لكن سأجرب!. قالت لي: أنا أثمن طريقتك في الكتابة وأقدرها، لكن المقال ينبغي أن يظهر غدا!.

شرعت في كتابة المقال. لعلي استغرقت ساعتين. أرسلت إليها المقال. قالت أنها أرسلته إلى المترجمة التي قالت لها أنه سيأخذ منها حوالي ساعة. اشترطت عليها أن أراجع الترجمة. فوافقت.

بعد حوالي ساعة كانت الترجمة أمامي فعلا وتقول في الرسالة المرفقة: “هذا جيد فعلا! This is really good”

راجعت الترجمة وأعجبتني. طلبت فقط تغيير كلمة “متمردون” إلى “ثوار” وربما كلمة أخرى.

فوافقت، ثم قالت لي: الآن سأشتغل أنا على المقال.

سألتني: هل هي: زاويه الدهماني Zawiya al-dahmani أم زاوية الدهماني Zawiyat Dahmani. قالت لي أيضا: أنت ذكرت “طريق السور”. نحن عدنا إلى خارطة مدينة طرابلس، ولم نجد شارعا بهذا الاسم. لكنني أثق بك!

فقلت لها أنني شخصيا لا أعرف ما هو الاسم الرسمي للشارع في الخرائط، لكنه تاريخيا وشعبيا معروف بهذا الاسم الذي اكتسبه لأنه يمر بحذاء السور الذي يطوق مدينة طرابلس من البحر إلى البحر والذي أقامه الإيطاليون لصد هجمات المقاومين الوطنيين الليبيين.

أخيرا، قالت لي: بالنسبة إلى اسمك. أنت تكتبه هنا Omar Abulqacim alkikli وأنا أقترح أن يظهر لدينا مثلما ظهر في مجلة Panibal في العدد الخاص بالأدب الليبي Omar Abulqasim Alkikli!

عنوان مقالي في العربية كان: “موت رجل، عرس شعب”. وفي الصحيفة ظهر تحت عنوان: “في طرابلس، صداح الأبواق وصيحات البهجة In Tripoli, Blaring Horns and Shouts of Joy”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى