الرياضة العالمية

تحليل الكلاسيكو.. ريال مدريد وفخ السرعة أمام برشلونة

تعادل برشلونة مع ضيفه ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي بطولة كأس العالم بنتيجة 1-1، بعدما قدم ريال مدريد أداءً قوياً فاجأ خصمه بين جماهيره.

ودخل الفريقان اللقاء في ظروف معقدة بسبب ضغط المباريات القادمة على الفريقين في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، كما أن الريال كان يبحث عن رد اعتباره بعد خسارة الكلاسيكو السابق بنتيجة قاسية بلغت 5-1.

دخل الفريقان بخطة 4-3-3، وظهر الريال منذ بداية اللقاء بمعنويات نفسية عالية ومختلفة عن مواجهات الكلاسيكو السابقة حيث كان يدخل الفريق مهزوزاً نفسياً أمام برشلونة، لكن يبدو أن المدرب سانتياغو سولاري نجح بتهيئة لاعبيه نفسياً وبدنياً على أكمل وجه.

أما برشلونة فقد دخل اللقاء بدون نجمه الأول ليونيل ميسي بسبب عدم الجاهزية البدنية، وغياب عثمان ديمبلي بداعي الإصابة، وحلّ مكانه البرازيلي مالكوم على الجناح الأيمن.

كان يهدف برشلونة في المباراة إلى الدخول بهدوء مع تدوير للكرة دون سرعة، رغبةً من الفريق بالحفاظ على التوازن والمخزون البدني لصالح المباريات الكثيفة القادمة لاسيما ضد ليون الفرنسي بدوري الأبطال.

الكلاسيكو
الكلاسيكو

أما ريال مدريد فلعب على وتر تسريع تناقل الكرة مع تنظيم هجمات سريعة جداً من خط الوسط مستغلاً انطلاقات فينيسيوس السريعة على اليسار، وتحرك بنزيما الذكي بدون كرة والذي يعيش أفضل فتراته منذ سنوات طويلة.

أما نقطة القوة الثانية في أداء ريال مدريد فكانت تتمثل في كسب الثنائيات بخط الوسط بقيادة توني كروس ولوكا مودريتش، ولعل قوة هذا الثنائي كانت نابعة من التحرر من المساندة على الأطراف، بفضل ثنائية كارفخال – فاسكيز على اليمين اللذين قدما أداءً قوياً أدى لإغلاق جهة خوردي ألبا الخطيرة، وفي نفس الوقت تفرغ كروس ومودريتش لمهام خط الوسط والوقوف في وجه بوسكيتس وراكيتيتش اللذين خسرا معظم الثنائيات ثم ينطلق الريال لتنظيم هجمات.

وعلى النقيض تماماً، استطاع البرازيلي آرثر ميلو تقديم أداءٍ قوي في خط الوسط وهو أكثر لاعبي برشلونة الذين حافظوا على توازن فريقهم لتنظيم هجمات من جهة سيميدو ومالكوم على اليمين.

وهنا وجد برشلونة نفسه مضطرا لمجاراة خصمه الذي أظهر تفوقاً بدنياً في المباراة، وكان للريال ما أراد بتسجيل هدف بعد تناقل للكرة بين بنزيما وفينيسيوس ثم إلى فاسكيز.

بعد استقبال برشلونة الهدف الأول بدأ بمحاولة الضغط من الناحية اليمين، وهنا ظهرت الأنباء السعيدة الأولى لبرشلونة بتألق مالكوم وسيميدو على هذه الجهة، لكن ما زاد من خطورة هذه الجهة هو الأداء الدفاعي الكارثي لمارسيلو من طرف ريال مدريد، حيث أظهر البرازيلي تمركزاً سيئاً، ورقابة ركيكة، وكان سهلاً للمراوغة.

نجح برشلونة بتنظيم العديد من الهجمات، ولم يكن ذلك نابعاً فقط من اجتهاد مالكوم وتحركات آرثر، لكن ساهم الريال بفتح مساحات بين الخطوط ولعب بها مالكوم، إلا أن الأداء الباهت لسواريز منع إظهار جهود اللاعب بشكل أكبر.

ميسي
ميسي

ماذا عن ميسي؟

ظهر ميسي على دكة البدلاء متحمساً فأشركه المدرب بالشوط الثاني، ونجح الأرجنتيني في بداية مشاركته بإحداث شيء من الفوضى في دفاعات الريال، لكنه بعد ذلك اختفى بشكل شبه كلي ولم يُشكّل خطورة سوى مرات قليلة.

لكن سولاري أعطى تعليماته إلى لاعبيه برفع الزيادة العددية في المناطق التي يتحرك بها ميسي وعدم منحه أي حرية عند استلام الكرة والضغط عليه بشدة خاصةً أن اللاعب حريص جداً على عدم تفاقم الإصابة التي كان يعاني منها الأيام الماضية.

والأمر الثاني الذي أدى لعدم تقديم ميسي للإضافة المنتظرة هو حالة الانكماش الدفاعي التي قدمها برشلونة في كثير من فترات الشوط الثاني، مما عزل ميسي عن منظومة الفريق في خط الوسط، وهنا يُحسب للريال قدرته على التحكم بنسق المباراة على فترات متعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى