أخبار ليبياخاص 218

تأسيس الجيش.. ذكرى الرهان على حصن ليبيا

تمر علينا اليوم الذكرى الـ79 لتأسيس الجيش الليبي الذي تشكلت نواته في أبوراش بمصر لمساعدة الجيش البريطاني في محاربة الاحتلال الإيطالي في ليبيا.

الجيش الليبي حلم لم يتلاش فبعد تأسيس أول نواة له في التاسع من أغسطس عام 1940، باتت اليوم هذه الذكرى ومضة تعيد إلى الأذهان ما حققه الآباء المؤسسون للدولة الليبية في تحقيق توافق يوحد المؤسسة لتحمي البلاد المترامية الأطراف.

في نهاية الثلاثينيات وبعد سنوات على إعدام المجاهد عمر المختار وتراجع المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي وإبان اندلاع الحرب العالمية الثانية عملت مجموعة من رجال القبائل بالتعاون مع الجيش الثامن البريطاني الذي تولى تدريبهم على تأسيس نواة سميت بجيش التحرير وقاده إدريس السنوسي الذي كان أميرا حينها وتم ذلك في أبوراش غرب مصر.

وكانت البداية بقوام وصل أحد عشر ألفا من الليبيين الذين فروا من اضطهاد الاحتلال لهم، ليجد الحلم طريقه ليصبح واقعا، بعد استقلال ليبيا في 1951 ثم تمت إعادة هيكلته. وتمخض عن هيكلة وحدات نظامية قليلة التسليح حتى العام 1959 حين تم إنشاء الكلية العسكرية في ليبيا وبدأت بتخريج ضباط نظاميين.

سنوات شهدتها ليبيا للحصول على استقلالها، بداية من استقلال برقة في 1949، حتى إعلان المملكة الليبية المتحدة في ديسمبر 1951، وسط جهود حثيثة بذلها رجال تلك الحقبة للخروج بدولة تعاني الأمرين من نفق مظلم.

لتأتي سنة 1969 حيث قاد ضباط من الجيش انقلابا على الملكية بدأت معه حقبة جديدة للجيش، حيث تعرض خلالها لعدد من القرارات، ودخل في حروب مختلفة، وتعرض إلى العقوبات الدولية، إلى أن تفكك، وأثرت على تركيبته وتراتبيته وكتائبه.

في عام 2011، بعد أن ترهل الجيش إلى حد بعيد، بدأ تكوين جيش وطني ليبي، قاده حينها اللواء الراحل عبد الفتاح يونس، قبل أن يتم اغتياله.

اليوم وليبيا تشهد هذا الصراع المسلح وفي ظل انقسام المؤسسة العسكرية يعود حلم الليبيين الى السطح مجددا بعد سنوات من التشتت والتشرذم وانتشار الكتائب الأمنية رغم محاولة عدد من الضباط إعادة الجيش.

في 2014 بدأت محاولة جديدة بقيادة اللواء – حينها – خليفة حفتر، الذي قاد حرباً ضد المجموعات الإرهابية في مدينة بنغازي، وبعدها درنة، والجنوب، وبدأ في تكوين نواة جيش وطني، رفقة عدد من الضباط من مختلف أنحاء ليبيا.

اليوم في 2019، وبينما الليبيون ينتظرون جهود توحيد الجيش الوطني، تبقى ذكرى تأسيس الجيش الليبي مناسبة عزيزة على قلوبهم، وحلماً، ربما لا يرونه بعيد المنال ويبقى الحلم الكبير لليبيين واقعا ملموسا لا سرابا بعيد المنال وفي أمل أن يخرج مؤسسون آخرون يعيدون ما قام به الآباء بتوحيد هذا الجسم الرئيس ليكون ولاؤه للوطن يحمي المواطن ويحافظ على مؤسساته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى