أخبار ليبياخاص 218

تأسيس الإذاعة الليبية.. تاريخ من الفن والتنوير

يصادف يوم الثالث عشر من شهر فبراير من كل عام اليوم العالمي للإذاعة، يتم بهذه المناسبة الاحتفاء والتعريف بالدور المهم الذي تقدمه هذه الوسيلة المسموعة ومكانتها في المشهد الإعلامي، ورغم ظهور التليفزيون والقنوات الفضائية المختلفة والمتخصصة، ظلت الإذاعة المسموعة “الراديو” محافظة على مكانتها وجمهورها.

اْعلن صوت مذيعيها.. هنا إذاعة المملكة الليبية المتحدة. اْو هنا دار الإذاعة الليبية. صارت مصلحة تابعة لوزارة المواصلات قبل أن تنتقل إلى وزارة الأنباء والإرشاد عام 1960.

كان لتأسيس الإذاعة الليبية في 15 يوليو العام 1957م، في بنغازي وطرابلس، الأثر الكبير في اتجاه أول حضور إذاعي ليبي بجهود الأستاذ فؤاد الكعبازي، بينما تولى الإشراف على الأخبار إدارة المطبوعات الاتحادية التي كان يديرها الصحفي المرحوم على المسلاتي. وبرز في تلك الفترة مقدمو برامج، ومن بينهم الأساتذة فرج الشويهدي، وخديجة الجهمي، وحميدة بن عامر وفاطمة العلاقي، وأمينة الوداني. كان البث يتم على الهواء مباشرة، فلم يكن المسجل الشريطي قد اختُرع.

وفي نفس العام أُسست مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الليبية للإشراف على القطاع، وفي عام 1968، افتُتحت أول قناة ليبية للتلفزيون.

كان لتأسيس الإذاعة في بنغازي وطرابلس مساهمة جديدة في انتشار الأغنية الليبية، إذ أُنشِئ قسم للموسيقى والغناء بكل منهما، فكان الفنان محمد مرشان رئيساً لقسم طرابلس، والفنان علي الشعالية رئيساً لقسم بنغازي. وكان الفنان حسن عريبي في ذلك الوقت يقيم بمدينة بنغازي وقدّم العديد من أغانيه هناك، ثم عاد العام 1964، إلى طرابلس وأسس فرقة الموشحات والمألوف، وفي الفترة نفسها بدأ التعليم الموسيقي المنظم بافتتاح المعهد الوطني للموسيقى.

ومع نشأة وانطلاق أول إذاعة وطنية قدّم الراحل عبد الهادي الفيتوري أول برنامج رياضي مسموع تحت عنوان “حديث الرياضة”، وقامت الإذاعة بأول نقل حي ومباشر لمباراة في كرة القدم يوم الجمعة 30 – 5 – 1958، والتي جمعت منتخب طرابلس وفريق جبهة تحرير الجزائر، وذلك بالملعب البلدي بطرابلس.

في أواخر عام 1960، انتقلت إذاعة بنغازي إلى مقرها الحالي في شارع آدريان بلت أو عبد المنعم رياض حالياً. ومن الأسماء التي تألقت بمساهماتها، الفكرية أو الشعرية والأحاديث الأدبية طالب الرويعي ومحمد زغبية ومفتاح السيد الشريف وجبريل الحاسي. ومن الشعراء عبد ربه الغناي وخالد زغبية وحسن صالح ومحمد المطماطي. كما وجد الشعراء الشعبيون والشعر الشعبي قناة لإيصال صوتهم وإبداعاتهم.

وبالطبع أتاحت الإذاعة فرصة للمطربين الليبيين، ومنهم علي الشعالية، والسيد بومدين (شادي الجبل) وحسن عريبي والموسيقار صبري الشريف وعازف العود مصطفى المستيري، ومحمد صدقي، ونوري كمال. وكانت خيرية المبروك أول مغنية ليبية تذاع أغانيها. وفي تلك الفترة قدّم محمد مرشان أغنيته الشهيرة “بعت المحبة إهناش من يشريها”، وسلام قدري بأغانيه مثل “سافر مازال عيني تريده”، و”الجوبة بعيدة” التي ألفتها خديجة الجهمي.

ومن بين محرري الأخبار الأوائل: أحمد يونس نجم، ومحمد بشير الهوني، وعبد الله القويري.

وعمل بالترجمة المرحومان أحمد يوسف بورحيل، ومحمد عبد الرازق مناع.

وفى الأول من سبتمبر العام 1969، استولى الرئيس الراحل معمر القذافي على السلطة وطالب في بيان عبر الإذاعة الليبية في بنغازي بالإطاحة بالنظام الرجعي، الذي كان يُمثّله الملك الراحل محمد إدريس السنوسي الذي استمر على العرش في الفترة ما بين 1946 ـ 1969. وتعتبر ليبيا جمهورية حرة ذات سيادة تحت اسم “الجمهورية العربية الليبية”.

في العام 1971، وضِعت وسائل الإعلام الحكومية تحت مظلة وزارة الإعلام. وفي العام التالي، صدر قانون الصحافة الذي يحدد القيود والعقوبات المفروضة على وسائل الإعلام.

في العام 1979، جرى تغيير اسم وزارة الإعلام ليصبح الأمانة العامة للإعلام، ثم أُعيدت تسميتها في العام 1988، لتصبح وزارة الإعلام والثقافة، في العام 2001، أنشأت المؤسسة العامة للإعلام الجماهيري، تتولى إدارة قطاع الإعلام بشكل مباشر.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن إنشاء أول إذاعة مسموعة في ليبيا يرجع إلى فترة الاحتلال الإيطالي في العام 1938. في مدينة طرابلس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى