اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

بين الجاني والضحية.. كرتنا تتدهور

آزاد عبدالباسط

مهما كان حجم التفكير أو مساراته؛ فإن مَنْ يُقلّب حال الرياضة الليبية يصل إلى نتيجة واحدة وحصرية، ولا يمكن للأغلبية مناقشة هذه النتيجة، والمتمثلة في أن الرياضة الليبية كانت وستكون على الأرجح هي الضحية، وهو ما يدفعني كمتابعة لأخبار وأحوال كرة القدم المحلية على قدر كبير من الاستغراب بشأن التخبّط، وأيضا الفجوة الموجودة بين اتحاد كرة القدم والأندية.

عندما أستمع للأسباب التي تعلنها الأندية عن رغبتها في تأجيل الدوري؛ ألتمس لهم الأعذار أحيانا، خاصة أن بلدنا يمر بظروف اقتصادية سيّئة، وهو ما يجعل الدعم المادي أمرا لا بدّ منه، لكن في المقابل أرى أنّ اتحاد الكرة غير مذنب في هذا الموضوع، فهو غير مجبر على دعم الأندية، بل هي مسؤولية تقع على عاتق هيئة الشباب والرياضة.

ولكن في ما يخصّ موضوع المساواة بين الأندية في ناحية الدعم المادي، فوجهة نظري مختفلة تماما، ففي الوقت الذي يطالب به الجميع بالمساواة في الدعم المادي؛ أرى أن أندية الجنوب من حقها أن تحظى بمميزات أكبر، لأنّها تعاني مشاقّ السفر في كل مباراة، على عكس أندية المنطقة الشرقية والغربية.

الدعم غير المعلن للأندية هو سبب هذا الصراع القائم اليوم، فأسعار رياضينا المحليين أصبح مبالغ بها بشكل كبير، فالقيمة السوقية للاعب “س” أضحت اليوم توازي القيمة السوقية للاعبين النادي “ص” مجتمعين، وهذا أمر أيضا لا يتحمل اتحاد الكرة مسؤوليته.

أما عن موضوع اعتماد الملاعب، والذي ربما سيُحدث ضجّة الأيام المقبلة في حال تم استبعاد ملعب طرابلس من استقبال المنافسات، وهو أمر لن تقبله الأندية في المقابل ما باليد حيلة بالنسبة لاتحاد الكرة الذي حاول إصلاح الملعب أكثر من مرة بعد أحداث الشغب التي تعرّض لها.

فهل اتحاد الكرة ضحية؟ حقيقة لا أعتقد ذلك لأن من يعلم أنه على حق؛ دائما ما يواجه، وهذا ما يفتقده اليوم اتحادنا الموقّر وهو الخروج للعلن بقوة شخصية تجعله يأخذ قرارات صارمة، ولا مجال للنقاش فيها، وعلى سبيل المثال تحديد موعد انطلاق الممتاز، ومعاقبة كل ناد يخترق قوانين الاتحاد مهما كان اسمه أو اللون الذي يرتديه.

بعد كل ذلك بات المتابع الرياضي في ليبيا يبتعد شيئا فشيئا عن رياضتنا المحلية، وبات يكتفي بمتابعة دوريات الجوار، إضافة الى المتعة الحقيقية التي تحملها الدوريات الأوروبية، ويمنّي النفس أن يرى الدوري الليبي يوما ما يعود إلى ما كان عليه قبل أن يعبث المسؤولون به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى