كتَـــــاب الموقع

بنغازي والسعيطي.. ومراثي الرايات السود

218TV.net خاص        

مروان العياصرة        

 نعم بنغازي .. دعينا نبتسم لك من بعيد
وافعلي كما تفعل الأمهات الودودات حين يلقِّطن ابتسامات أطفالهن وهنَّ سعيدات
يُعبِّئنها في عيونهنّ للأيام والذكريات..

 

بنغازي..

وأنت تشهدين مراثي الرايات السود، وأنت تقولين “لا” للطارئين، والمهزومين، وأنت تقولين “نعم” لأهلوك الذين ظلوا صابرين وصامدين، وأنت تودعين الراحلين الذين ماتوا مبتسمين، وتلوّحين لرفاق الجيش والرصاص والانتصار..

تذكَّري محنة هذا الزمن العصيّ على الحب، وعلِّمي المدن، كل مدن الساحل الطويل والجبل العالي والصحراء الشاسعة، الممتدة، معاني المحبة..

تخيلوا حجم “الحياة” في مدينة تنتصر على “الموت” والكراهية بجدارة، وتخيلوا كيف يكتب الـ “بنغازيون” ذكرياتهم ليتذكر القادمون كم كان الشهداء محظوظين، وكم كان الذين ما زالوا يرزقون “الرضا” راضين، وكم تمتلك هذه المدينة الجميلة من أحلام ..

كل الذين عادوا من الحرب، سالمين، يمتلكون ذاكرتين، واحدة للحرب والرصاص والدم والقنابل والشوارع المهجورة، وأخرى للحب وال…. سيكون أمامهم متسع من الأيام والسنوات ليحكوا للأجيال قصة ابن حي الليثي “طارق السعيطي”، بشعره المسدل على كتفيه مثل أغنية، وقصة “سراج الطيرة” الفتى الوسيم الذي مشى إلى الموت وحدق في الجرح ومات..

كثيرون ماتوا..

وتركوا أسماءهم مثل الأغاني القديمة، باقية وتثير الحنين، وكثيرون بقوا، تلمع ابتساماتهم وسط أحزانهم القديمة، لم تكن لهم أسماء مستعارة، ولا حناجر مستعارة، ولا دم مستعار، جاءوا بكامل بهجتهم، وصدقهم وحقيقتهم، كي يخبرونا أن لـ “بنغازي” حرب لا يربحها أحد سواها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى