العالم

بعد سباق الانتخابات.. ترقب للأحزاب “صانعة الملوك” لتحديد هوية مستشار ألمانيا

تتجه الأنظار في ألمانيا إلى الأحزاب الصغيرة، للعب دور حاسم في تشكيل الائتلاف الحكومي القادم، بعد فشل أكبر حزبين في الحصول على أغلبية كافية؛ الأمر الذي قد يؤخّر معرفة اسم المستشار الذي سيخلف عهد أنجيلا ميركل.

ومن المرجح أن تلعب هذه الأحزاب دوراً حاسماً، في حسابات القوى السياسية التقليدية الألمانية، خلال مفاوضات ماراثونية لتشكيل أول ائتلاف حكومي، بعد عهد المستشارة أنجيلا ميركل الذي استمر 16 عاماً.

وأعلنت أربعة أحزاب، الشروع في محادثات استكشافية، لرسم ملامح الائتلاف الجديد، بعد أن أفضت نتائج الفرز النهائي للأصوات إلى تشتت المشهد السياسي وتآكل رصيد الأحزاب الكبيرة.

المرشحان الرئيسان لمنصب المستشارية، أولاف شولتس عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأرمين لاشيت عن الاشتراكيين الديمقراطيين؛ يمتلكان حظوظاً متقاربةً، مع فرصة أفضل يتمتع بها “شولتس” لقيادة الحكومة الجديدة، إذ حاز حزبه 25.7% من الأصوات، مقابل 24.1% للتحالف المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة “ميركل”، غير أن الدستور الألماني يتيح أيضا لثاني أكبر حزب في البرلمان إمكانية قيادة الحكومة.

وفي ظل استبعاد المراقبين، لائتلاف كبير بين الاشتراكيين والمحافظين، كالذي تقوده “ميركل” حاليًا؛ فإن الأنظار تتجه صوب حزبيْن آخريْن للعب دور “صنّاع الملوك”، والاضطلاع بحسم الائتلاف المقبل، هما الخضر الذي جاء ثالثاً، والحزب الديمقراطي الحر الذي حلّ رابعاً، ومن المرجح أن يجريا محادثاتْ بينهما، قبل التشاور مع الاشتراكيين والمحافظين، وفي حال توافقهما؛ قد يحددان اسم المستشار المقبل.

وأشار محللون أوروبيون، إلى أن المستشار المقبل يجب أن يكون أقوى من ميركل، إذ ستقود بلاده الاتحاد الأوروبي، وسط تحدياتٍ كبيرةٍ في عالم مضطرب، وسيواجه رئيساً مثل الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتمتع بسلطات أوسع في بلاده، إضافةً إلى الكثير من الملفات العاجلة المهملة والقضايا الصعبة للغاية التي تركتها “ميركل” في الشأن الداخلي، لا سيما مع صعوبة التوفيق بين برنامج الليبراليين والخضر، ورؤيتهما للميزانية العامة للدولة ومشاريع زيادة الضرائب وزيادة الحد الأدنى للأجور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى