أخبار ليبيااهم الاخبار

بعد أن دفع الليبيون ثمنها.. “لوكربي” تعود من مالطا

إنها القضية التي شغلت العالم لسنوات طويلة، والأشهر “قضية لوكربي” التي أعادها كاتبٌ مالطي إلى الذاكرة.

فقد نشرت صحيفة “تايمز أوف مالتا” مقالا حول اغتيال الصحفية المالطية “دافني غاليزيا”، ربطت فيه بين التحقيق في مقتلها بالتحقيق المكثف الذي تم في حادثة لوكربي التي جرت بعض وقائعها في مالطا وجاء في هذا المقال أن حادثة الاغتيال المأسوية لـدافني غاليزيا تتطلب تحقيقا مفصلا وواسع النطاق للعثور على الجناة، ويجب التشديد على أهمية الفحص الطبي الشرعي الدقيق، والتعاون مع أفضل دعم تقني للقضية.

وتجب إقامة صلات وثيقة مع الشرطة وقوات الأمن في أي بلد ثبت أن للتحقيق صلة به كما يجب أيضا التحقيق بدقة في أي شهود أو مخبرين لهذه القضية، كل هذا يتطلب بوضوح القدرة على التحمل المستمر، وتوفر الموارد، والصبر في الحفاظ على مطاردة خيوط الجريمة.

لوكربي

ويقول الكاتب إنه يود أن يعطي مثالا حقيقيا على مدى أهمية الدقة، وحجم التحقيق، والمساعدة الدولية، كلها في الحصول على النجاح، ففي 21 ديسمبر 1988، انفجرت طائرة بان آم الرحلة 103 فوق لوكربي الاسكتلندية، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها و 11 شخصا على الأرض، ليبدأ بعد ذلك أحد أكبر التحقيقات الجنائية في العالم.

فقوة الشرطة الاسكتلندية ليست كبيرة، ومالطا كذلك إذ لديها ثالث أصغر ميزانية للأمن والنظام العام في الاتحاد الأوروبي، لذلك اضطرت لطلب المساعدة بسرعة من مكتب التحقيقات الاتحادي وقوات الأمن الإنجليزية.

وبعد بحث هائل تم تحديد موقع القنبلة في حجرة الأمتعة في الطائرة بشكل مؤكد، حيث حدد التحليل الكيميائي بقايا الحقيبة والملابس التي كانت فيها، إضافة إلى قطع معدنية.

وأظهرت الاختبارات أن القنبلة التي تزن حوالي 16 أوقية من متفجرات “سيمتكس” وجهاز التوقيت مست-13، كانت مخبأة في كاسيت الراديو، ما مكنها من المرور عبر التفتيش الأمني والجمركي في ذلك الوقت.

وسرد الكاتب أن قطعة صغيرة من المعدن مع الرقم التسلسلي تم تتبعها لبائع في سويسرا، وكان المشتري قد وقع على الإيصال وتم لف الراديو في سلسلة من الملابس في الحقيبة، وكانت بعض علامات الملابس لا تزال واضحة وتبين أنها تعود إلى علامة تجارية مالطية.

وقد قصدت الشرطة الاسكتلندية مالطا وتحدثت مع أفراد الأمن هناك واكتشفت الشركة المصنعة وتاجر التجزئة فى “سليما” حيث تم بيع الملابس.

لوكربي

وعند سؤال صاحب المتجر أفاد عن بيع عدد من الملابس ومظلة لأحد العملاء، وقد اكتُشفت أجزاء منها جميعا في الحطام، وكان تاريخ الشراء معروفا، وبإمكان صاحب المتجر التعرف على المشتري الذي شاهده محليا عدة مرات.

وأدى تراكم الأدلة، ووجود المتهم في مالطا آنذاك بجواز سفر زائف من ليبيا إلى اعتقاله، ثم محاكمة وإدانة في محكمة دولية في هولندا، ولكن ذلك لم يتحقق حتى يناير 2001.

وقد ثبت أن قنبلة الحقيبة سافرت من مالطا إلى فرانكفورت، ومن فرانكفورت إلى لندن، وهكذا على متن طائرة “بان آم” إلى نيويورك باعتبارها حقائب غير مصحوبة.

وكل هذا حسب الكاتب يدل على الصعوبات الهائلة بالإضافة إلى الصعوبات الدبلوماسية التي توجد في العثور على مجرم في قضية دولية، وعلينا أيضا أن نلاحظ أنه لم يتم بعد العثور على أي من المتواطئين المفترضين، ولكن إذا تم التغلب على هذه الصعوبات في هذه المرة، فإن الكاتب يعتقد أنه سيتم العثور على قتلة “دافني”، فلا مهرب من العدالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى