العالمالمرأةحياةكورونا

اليونسكو: علينا أن لا ننسى جائحة العنف ضد الفتيات والنساء

نشرت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، رسالتها الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

وأوضحت أزولاي، في رسالتها، أن العالم يواجه أزمة غير مسبوقة، بعد ظهور جائحة كورونا.

وأشارت المديرة العامة لليونسكو، إلى أن جائحة أخرى ما زالت مستمرة في العالم، وهي جائحة العنف ضد الفتيات والنساء.

وهُنا ننشر لكم الرسالة كاملة، وفقا لما نقله الموقع الرسمي لليونسكو:

“بينما يواجه العالم أزمة صحية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، علينا ألا ننسى أن ثمة “جائحة في الظلام” مستترة تحت جائحة كوفيد-19، ألا وهي جائحة العنف المُرتكب ضد الفتيات والنساء.

فقد كانت تتعرض زهاء 243 مليون امرأة في السنة، من النساء والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً، للعنف الجسدي أو الجنسي الذي يمارسه أشخاص مقربون لهن، قبل انتشار الجائحة.

ويُخشى من أن يزداد هذا العدد للأسف، نظراً إلى اضطرار العديد من الفتيات والنساء إلى قضاء الحجر الصحي في المكان ذاته مع المعتدي عليهن. وتشير البيانات المتاحة في كثير من البلدان فعلاً إلى ارتفاع معدل العنف الأسري بنسبة 30٪ في المتوسط.

ويبدو أن الفتيات معرضات جداً للخطر، فوفقاً للمنظمة غير الحكومية “إنقاذ الطفولة”، قد يقع مليون حمل قسري إضافي بحلول نهاية عام 2020، ومليونا عملية تشويه إضافية للأعضاء التناسلية خلال السنوات العشر المقبلة.

بيد أن هذا العنف لا يقتصر على العنف الجسدي فحسب، بل هو عنف اقتصادي واجتماعي كذلك، ويسجل تنامياً في الوقت نفسه عبر الإنترنت، ولا سيّما التحرش الجنسي الذي يُرتكب عبر مختلف المنصات والشبكات الإلكترونية.

وليست أوجه العنف هذه ظواهر جديدة، بل هي مترسخة في العقول، وفي أوجه عدم المساواة النُظمية القائمة بين الجنسين، لذا لا بد من معالجة أسبابها الجذرية، أي الأفكار النمطية الجنسانية، من أجل بناء المساواة في عقول الناس.

وتسعى اليونسكو، التي جعلت المساواة بين الجنسين أولوية شاملة في عملها، إلى تحقيق هذه الغاية الضرورية بلا كلل. وتعكف منظمتنا في المقام الأول على التصدي للأزمة الصحية الطارئة، لكي تضمن عودة جميع الفتيات إلى الفصول الدراسية، إذ ثمة 11 مليون فتاة معرضة لخطر التخلف عن ركب التعليم في يومنا هذا.

وتتخذ منظمتنا أيضاً إجراءات لمكافحة التحيز في الأجل الطويل، من خلال المساعدة في تفكيك القوالب النمطية التي تتضمنها أحياناً الكتب الدراسية؛ وتشجيع الفتيات والنساء على ممارسة المهن العلمية؛ ودعم الصحفيات اللواتي يقعن ضحايا للتحرش؛ ومكافحة أوجه التحيز التي تتضمنها الوسائل التكنولوجية عبر الإنترنت، وهو ما يمثل أحد أهم الأسباب لالتزامنا بتحديد المبادئ الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتعد مكافحة العنف ضد المرأة مسألة عامة تهم الجميع، ويعني ذلك بالطبع الرجال والفتيان أيضاً الذين يضطلعون بدور محوري في هذا الصدد.

وتدعو اليونسكو، في هذا اليوم الدولي، إلى زيادة الوعي لدى المواطنين وعلى المستوى الإنساني، للكشف عن وجه هذه الجائحة المستترة في الظلام، البالغة الخطورة على قيمنا ومجتمعاتنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى