الرياضة العالميةاهم الاخبار

الهيشري يهزم “الخبيث”.. ويعود لنسور قرطاج

أزاد عبدالباسط

طموح وإصرار وعزيمة كل هذه صفات يمكن أن تنطبق على رحلة تحدي عاشها اللاعب التونسي وليد الهيشري الذي أثبت للجميع أن لا شيء مستحيل طالما كانت الرغبة في النجاح موجودة.
وليد الهيشري الذي كان أحد نجوم الترجي والمنتخب التونسي عام 2011، إذ حقق لقب دوري أبطال أفريقيا رفقة فريقه وتمكن أيضا من حصد لقب كأس أفريقيا للمحلين مع نسور قرطاج، ووصل مع فريقه إلى نهائي دوري الأبطال عام 2012 وحقق هدفا غاليا في برج العرب في الاسكندرية في مباراة ذهاب النهائي ضد الأهلي المصري، وجد نفسه بعد ذلك وبدون مبرارات خارج أسوار الحديقة بمعقل نادي الترجي.

 

ولكن ما حدث لم يؤثر بالهيشري، حيث اعتبر ما حدث مكتوبا وعليه إثبات نفسه للعودة من جديد للمنافسة على الألقاب، فاختار فريق مستقبل المرسى لمواصلة المشوار تألق الهيشري مع المرسى جعلته محط أنظار أحد أعرق الأندية الليبية الأهلي طرابلس لينتقل بعدها إلى القلعة الخضراء الليبية على سبيل الإعارة ويحقق معهم اللقب الحادي عشر الذي طال انتظاره ليرغب بعدها أهلي العاصمة في التعاقد رسميا مع منارة الدفاع التونسية، وفعلا هذا ما حدث وفي الوقت الذي كانت تتنظر فيه الجماهير الأهلاوية حصد المزيد من الألقاب مع مدافعها الجديد.

 

وليد الهيشريوفي يوليو 2014 حدث ما لم يكن متوقعا، حيث أحس الهيشري أنه ليس بخير ويعاني من عدة آلام ليغادر بعدها إلى بلاده الأم ويكتشف انه مصاب بأحد أخطر الأمراض في عصرنا الحالي، ويبدأ بعدها رحلة العلاج مع السرطان ومثلما كان صخرة الدفاع محاربا داخل الملعب كان كذلك في فترة العلاج، حيث خضع لعملية جراحية وبدأ بعدها جرعات كيماوية وفي كل يوم كانت تتحسن حالته كانت رغبته في العودة للملاعب والانتصارات تزيد فيما كانت عائلة الهيشري الداعم والمساند له طيلة فترة مرضه والتي اختار أن تكون بعيدة عن الإعلام.

 

بعد ثلاثة أشهر أظهرت الفحوصات الطبية أن الهيشري تغلب عن المرض وأنه بإمكانه العودة تدريجيا للملاعب ولكن قليلون هم من آمنوا بعودته إلى سابق عهدة، ولا لوم عليهم فمرض السرطان ليس مرضا عابرا يمكن تخطيه بسهولة.
لكن نادي مستقبل المرسى فتح ذراعيه لوليد ليبدأ من جديد مداعبة الكرة ويخطو خطواته على عشب ملعب المرسى وكأنه طفل يخطو خطواته الأولى، وربما انتقاله للاتحاد المنستيري الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية التونسي كانت نقطة تحول في مسيرته الرياضية فهو من قاد الفريق للعودة إلى دوري الأضواء وكان كفيلا بحماية شباكه في أربع جولات من انطلاق الممتاز حيث انهم قبلوا هدفا واحد فقط.
إنجاز كبير حققه وليد الهيشري وأداء رجولي على أرضية الملعب جعلت مدرب المنتخب التونسي نبيل معلول يختاره ضمن قائمته التي ستواجه غينيا الكونغو مطلع الشهر المقبل ضمن تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال العالم بروسيا 2018
طريق الهيشري التي كانت مزدهرة في بدايتها تخللتها العديد من العثرات والعقبات ولكن ثقته بنفسه وإيمانه بقدراته ودعم عائلته كانوا فقط من أوصله إلى بر الأمان وجعلته يعود لقمة الهرم وانضامه إلى منتخب بلاده فتمثيل المنتخب الوطني هو حلم لكل لاعب ختاما وليد الهيشري فعلا مثال يجب أن يحتذى به.

زر الذهاب إلى الأعلى