أخبار ليبيااهم الاخبارحياة

النحّاتة مريم هنيدي تتحدث لـ”218″ عن أعمالها ومصدر إلهامها

خاص 218| خلود الفلاح

مريم هنيدي، نحاتة ليبية، تشكل تلك الكتلة الصماء المسماة “الطين” برؤيا وأفكار مختلفة مستوحاة من الحياة، الإنسان محور أعمالها، مرة مهزوم، ومرة أخرى يصارع الحياة.

تقول مريم هنيدي بأن قطاع الفنون التشكيلية في ليبيا يعتبر ثانويًا ولا يحظى بالعناية الكافية، وتضيف: الجميع يُلاحظ المجتمع وهو ينحدر إلى الانحطاط خصوصًا بعد تخلي مؤسسات التعليم عن مواد الفنون مثل الرسم والمسرح والموسيقى والخط العربي.

البداية

– ماذا يمثل لكِ النحت؟ ومتى بدأت علاقتك به؟

· يمثل لي الرؤية الفنية المرتبطة بالذاكرة والمحيط وما أحمله من دوافع داخلية بمعضلات واقعية وفكرية مجتمعية، الفن يلعب دورًا مهمًا في توعية المجتمع بأكمله لأنه دور توجيه وتعديل في كل مستويات حياة المجتمع وبناء شخصية هذا الفرد وكيفية الاهتمام بالفنون التشكيلية وهو كفيل بتهذيب ذائقته ورفضه لكل ما هو عنيف والابتعاد عن كل ما هو تطرف وإرهاب؛ فغالبًا ما تدفع الفنون وتساهم في التوازن الذاتي للأفراد وبناء الشخصيات الناجحة لذلك يجب الاهتمام بالفنون في مجتمعاتنا، بدأت علاقتي بالنحت عند دراستي فن النحت في كلية الفنون الجميلة.

– من أين تستوحين أعمالك؟

· أستوحي أعمالي من المحيط الذي يعيشه الفنان، لا يمكن أن تكون التجربة الفنية خارج المحيط وتأثيراته حيث تلتقط العين ما تشاهده في المحيط الخارجي وتخزنه في الذاكرة بكل التفاصيل، ثم تتحول هذه التفاصيل إلى فكرة تتجسّد في تكوينات تجريدية في ملامح الوجوه.

– تأخذ المرأة حيزًا في أعمالك. هذا النزوع للتأنيث لا ينبع من مجرد تحيز للمرأة، بقدر ما هو التعبير عن القيود التي تُكبّل المرأة في المجتمعات العربية؟

· بالنسبة لي، تتحوّل المرأة إلى فكرة مشبعة بجزئيات الجمال والقوة والمقاومة، لن تكون يومًا الجسد المكتنز الجامد والمستسلم الصامت المنكسر، موضوع المرأة يهمُّني بالدرجة الأولى في تكوين أعمالي؛ لأنه كائن عميق يحتاج إلى فهمه لأنه يمثل الحياة والكون، هو كائن وجوديًا وفلسفيًا، ملامح مجردة ولكنها تحمل الكثير من المعاني النبيلة، ومن هنا يصبح اشتغالي على هذه التفاصيل بتحوير كتل الطين الصماء إلى رسائل للمتلقي تتعلق بأن المرأة هي رمزٌ للحياة والخصب والحب والاستمرار والعطاء.

– ما مدى استفادتك من التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في تطوير أعمالك والترويج لها؟

· تعرفت على أعمال فنانين من خارج البلاد وعلى الجمعيات الفنية والمهرجانات وهم أيضا تعرفوا على شغلي كنحاتة ليبية، ومن خلال شغلي شاركت في العديد من المهرجانات الدولية والمعارض الفنية.

الفن خيار ذاتي، وقراره يجب أن يكون عن واعي عند الفنان الذي يختار أن يمتهن الإبداع، في كل بلدان العالم مسألة أن تكون فنانًا تشكيليًا تتطلب تحدياتٍ واعيةً على الخيارات الاجتماعية والمادية وليس كل من يشتغل بالفنّ التشكيلي مبدع إذا لم تكن هذه منطلقاته.

– في بعض منحوتاتك حياةٌ لم تتشكّل بعد، خاصةً منحوتة طوق النجاة، هل تقيمين حوارًا مع أعمالك؟

· عملي بعنوان طوق النجاة يحمل سؤال، وهو كيف للإنسان أن يصارع الموت ويتمسك بالحياة من أجل البقاء. فالإنسان لديه غريزة البقاء.

– الرمزية في الفن جاءت كرد فعل على الأعمال التي تُحاكي الواقع المادي واليومي، هل الرمزية تخدم العمل الفني؟

· نعم الرمزية تخدم العمل فهي البحت في الواقع عن تفاصيل الجمال المخفي عن العين رغبة في إظهار اللامرئي من خلال تجسيد الفكرة المشبعة بكل الأحاسيس التي تنبع من الذاكرة والخيال.

– عندك بعض المنحوتات تقترب من الأسلوب التجريدي مثل منحوتة “عودة الروح” كيف تصفين العمل على هذه المنحوتة؟

· في هذا العمل “عودة الروح”، يمكن أن أقول بأن الصخرة هي الوطن القوي الصلب.

والحرب يرمز لها ببقايا من الرصاص الذي سينتهي في أعماق الأرض التي تنبت الأزهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى